يُعرُف الغباء في علم النفس بأنه صفة وراثية، بمعنى أن الإنسان إذا ولد من أبوين لا يجيدان التعامل مع العقل فإنه بكل تأكيد لن يكون عبقرياً. ولو أن هناك دراسة خرجت حديثاً تبين أن هناك فيروساً يتسبب في الغباء عند الإنسان، يصيب حوالي نصف سكان الكرة الأرضية وهذا بخلاف الملايين من الأبحاث التي أجريت سابقاً التي ربطت الذكاء بعوامل وراثية أو بالتعليم والثقافة بدرجة أقل. ومع ذلك ليس هناك غباء بالمطلق لأن قياس الذكاء بشيء واحد قياس خاطئ.. وكما قال أحد التربويين: "ليس هناك إنسان غبي، ولكن كثير من الناس يجهل موطن التميز لديه". وهناك مثل ياباني قديم يقول: "حتى الغبي يملك موهبة". يختلف تعريف الناس عادةً للغباء ولكنهم أجمعوا على أنه يعبر عن قصور في الأداء العقلي تجاه الفهم أو التصرف. والغباء في بعض الأحيان نجده يساهم بطريقة أو بأخرى في حل بعض المعضلات، بمعنى أنه يمكن أن يساهم الغبي في تحقيق مصالح الأذكياء، والدليل على ذلك رسالة نصية وصلتني على هاتفي النقال من أحد الأصدقاء، أترككم معها بدون تعليق: يحكى أنه في قرية صغيرة نائية، وصلت رسالة من وزارة التعليم إلى إدارة المدرسة أن مفتشاً من الوزارة سيأتي لزيارتها، وفي اليوم الموعود انطلق المفتش بسيارته، ولما صار عند أول القرية تعطلت سيارته، رفع غطاء المحرك ووقف عاجزاً لا يعرف أين العطل فضلاً أن يستطيع إصلاحه لو عرفه. وبينما هو على هذه الحالة مر به طفل صغير في العاشرة من عمره وعرض عليه المساعدة. قال له المفتش: وما أدراك أنت بأعطال السيارات؟! فرد الطفل: أبي ميكانيكي وأنا أساعده أحياناً، قد أستطيع إصلاحها! خلى المفتش بين السيارة والصبي، وما مضت عشر دقائق إلا والصبي يقول للمفتش: سيدي أدرْ سيارتك، وكم كانت دهشة المفتش عظيمة حين اشتغلت السيارة، شكر المفتش الصبي ثم سأله: لماذا أنت لست في المدرسة؟ فقال الصبي: اليوم سيزور مدرستنا مفتش من الوزارة، وقد أمر مدير المدرسة كل الطلاب الأغبياء بعدم الحضور! انتهي النص. لذلك لا نتخيل حياة بلا أغبياء عندها تكون حياة ركيكة بلا طعم ولا رائحة. قال أبو تمام: ليس الغبي بسيدٍ في قومهِ.....لكنَّ سيدَ قومهِ المتُغَابي