فأنشد بعضهم: ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياضَ من فرائصها دامي تيمَّمت العين التي عند ضارجٍ يفيء عليها الظلّ عرمضها طامي والعرمض: الطحلب الذي على الماء. فقال لهم الراكب وقد علم ماهم عليه من الجهد: من يقول هذا؟ قالوا: امرؤ القيس. قال: والله ما كذب هذا ضارج عندكم، وأشار إليه. فجثوا على ركبهم، فإذا ماء عذب وعليه العرمض والظلُّ يفيء عليه فشربوا منه ريَّهم وحملوا منه ما اكتفوا به حتى بلغوا المساء، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله أحيانا الله ببيتين من الشعر لامرئ القيس وأنشدوه الشعر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك رجل مذكورٌ في الدنيا شريف فيها، منسي في الآخرة خامل فيها، يجيء يوم القيامة وبيده لواء الشعراء إلى النار. قلت: هذا من أشهر الأخبار، إلا أن أبا عبيد السكوني قال: إن ضارجاً أرض سبخة مشرفة على بارق. وبارق كما ذكرنا قرب الكوفة، وهذا حيز بين اليمن والمدينة، وليس له مخرج إلا أن تكون هذه غير تلك. وقال نصر: ضارج من النقي ماء ونخل لبني سعد بن زيد بن مناة، وهي الآن للرباب وقيل لبني الصيداء من بني أسد، بينهم وبين بني سبيع فخذ من حنظلة، وقال آخر: وقل تبين هل ترى بين ضارج ونهي الأكف صارخاً غير أعجما؟! مثل سابقه هل تضمَّن هذا النص تحديداً لموقع العين!! إن من يعيد قراءة هذا النص ويتمعَّن فيه جيداً يجد أن المؤلِّف أورد لنا اختلافاً حول موقع هذا المسمَّى (انتهى كلامه). قلت: وهذا كلام منطقي ومعقول جداً أما كلامك يا تركي وقولك: أقول قال ابن كثير: فلا يعدو كونه تهويشاً وإيهاماً للقارئ بهذا العنوان بأن كلامك صحيح. أما قول ابن منظور فهو فخُّ آخر لك لا تُحسد عليه. فقد قال ابن منظور بالنص إن ضارج موضع في بلاد بني عبس. أما أنت فقد بترت آخر كلام ابن منظور ولم تورد هذه العبارة وحسبت أن أحداً لن يرجع إليها وهذا مما ينافي الأمانة العلمية التي تدعيها وتجعل منها قميص عثمان الذي به تلوي بها أذرعتنا وتجعلها سيفاً مصلتاً على كل من يخالفك الرأي.. والحمد لله أن معجم (لسان العرب) لابن منظور موجود وبإمكان كل باحث بل كل قارئ الرجوع إليه واكتشاف مدى تلاعبك حتى بالمعاجم واختيار ما يعجبك منها.. بل ولا تقف عند هذا الحد ولا تتورع من أن تقول بعنوان كبير أقول قال: ابن منظور.. وكأن معجم ابن منظور لا يوجد إلا في مكتبتك ولم يطلع عليه غيرك.. وتمارس علينا نوعاً من الضبابيَّة والوهم اللاشعوري الذي تحاول أن تعكسه علينا من خلال الاجتزاءات والإيهامات التي تبدو صورتها منعكسة على تخيُلاتك وقناعاتك التي تفترض جازماً أنها قناعات الآخرين وتحاول أن تلبس لبوس (الباحثين).. وأريد أن أورد كلام ابن منظور كاملاً حتى يقتنع الأخوة القراء بتلبيسك ومحاولتك خداعهم ولتعرف حجم الفخ الذي نصبته أنت لنفسك. قال ابن منظور في الجزء 8 ص42 من (لسان العرب): ضارج موقع معروف قال امرؤ القيس: تيمَّمت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طامي قال ابن برِّي: ذكر النحَّاس أن الرواية في البيت يفيء عليها الطلح وذكر بإسناد ذكره أنه وفد قوم من اليمن على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حجر وقال: وكيف ذلك؟ قالوا: أقبلنا نريدك فضللنا الطريق فبقينا ثلاثاً بغير ماء، فاستظللنا بالطلح والسمر، فأقبل راكب متلثم بعمامة وتمثَّل رجل ببيتين هما: ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها دامي تيمَّمت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طامي فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر قال: والله ماكذب هذا ضارج عندكم، قال فجثونا على ركبنا إلى ماء، كما ذكر، وعليه العرمض يفيء عليه الطَّلح، فشربنا رينا، وحملنا ما يكفينا ويبلغنا الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسي في الآخرة خامل فيها يجيء يوم القيامة ومعه لواء الشعراء في النار. وقوله: ولما رأت أن الشريعة همها: الشريعة: مورد الماء الذي ترد فيه الدواب، وهمها: طلبها، والضمير في رأت للحمر، يريد أن الحمر لما أرادت شريعة الماء وخافت على أنفسها من الرماة وأن تدمى فرائصها من سهامهم، عدلت إلى ضارج لعدم الرماة على العين التي فيه، وضارج موضع في بلاد بني عبس، والعرمض: الطحلب وطامي: مرتفع، انتهى. قلت: هذا هو كلام ابن منظور الذي تحاججنا به. وموضع بلاد بني عبس معروف ولا حاجة إلى أن تحدده فهو في الجاهلية (زمن امرئ القيس) في بلاد القصيم (عيون الجواء وما حولها). فليس لك حجة بأن تقول لنا عن تنقل القبائل فالقبائل تنتقل على مدى مئات السنين وليس في سنين معدودة، ولا تضرب لي أمثلة فمنازل عنترة على سبيل المثال كانت عقلة الصقور ثم انتقلت إلى الشمال، ومنازل حرب كانت اليمن في القرن الأول أو الثاني الهجري ثم انتقلت إلى المدينة.. فالقبائل رحّل على كل حال ولا خلاف على ذلك ولكن الأماكن لا ترحل مسمياتها إلا على زمن طويل جداً أما قولي إن القصَّة عليها استدراكات فهذه الاستدراكات شيء طبيعي ولايضير، كما أن هذه القصَّة التي وردت هي بحديث ضعيف، قال الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم بلاد القصيم (1395/4) ما نصه: هذه الأحاديث كلها لا تخلو من الضعفاء في رواية الإمام أحمد (أبو الجهيم الواسطي). قال الذهبي في كتاب المقنى في الضعفاء: قال أبو زرعة واهي الحديث، وقال الذهبي في الميزان: قال الإمام أحمد: مجهول. وقال ابن حبَّان يروي عن الزهري ما ليس من حديثه). انتهى.. بل وأزيدك من الشعر بيتاً فهل في القصَّة ما يدل على أن (عين ضارج) بين المدينة واليمن.. أقول لك: بل هناك ما يدل على غير ذلك فهم قد ضلّوا الطريق بين المدينة واليمن فمعنى هذا أنهم خرجوا عنه بعيداً في (منطقة لا تقع بين المدينة واليمن) ومن هذه الاستدراكات أيضاً أن لا علاقة بين بيت امرئ القيس وهذه القصَّة إلا الصدفة التي جعلت هؤلاء الركب يرددون هذا البيت (وهم من أهل اليمن).. فشعر امرئ القيس يردده القاصي والداني في ذلك الوقت.. من في اليمن.. ومن في نجد.. ومن في الحجاز.. ومن في الشام.. فهو (كالصحيفة) أو كالإذاعة الإعلامية في وقتنا الحالي.. فكيف تكون الصدفة بأناس عطشى يكادون يهلكون من العطش بجانب (عين ضارج).. ويرددون بيت امرئ القيس الذي ورد عنها.. إلا إذا كانوا يعرفونها.. وإذا كانوا يعرفونها فلماذا يهلكون عطشاً بجانبها ينتظرون من يسألهم عن قائل هذه الأبيات. ثم إن هناك رواية تنافي (حكاية فيء الجبل) وهي (يفيء عليها الطلح).. ولا تقل لي أن لا طلح في القصيم.. أو الشقة (لا أجزم أن عين ضارج في الشقة).. فالغطاء النباتي يتبدَّل على مر السنين بل قد يكون السمر موجوداً فيها وانقرض منها.. أما الفخ الآخر الذي وقعت فيه فهو استنكارك لإيرادي كلام الفرَّاج عن عين ضارج واستهجانك لروايته عن تواتر اسم (ضارج) منذ أن سكن الحميدي بن حمد العنزي وأولاده الشقة بعد أن قدم إليها من بلدة التويم في سدير منذ أربعمائة سنة تقريبا. ها أنت تقتنع بروايات (كبار السن) بل وتجعلها من ضمن (تحقيقاتك ومنهجك العلمي).. فأنت تقول في 17- (الصواب أن اسمها قديما ضاري أما حالياً فهو الشقة، وهذا مايؤيده كبار السن من أهل المنطقة). ويقول في موضع آخر (من يقبل النقد العلمي في زماننا هذا) أما كلامك هذا فقد أجبرني أن أعقب عليه علمياً، مع أنني لا أستبعد أن يكون هدفك من إيراد هذا الكلام هو ربط أشخاص آخرين والدخول معهم في تعقيبات لانقاذك من المأزق الذي وقعت فيه! ويضيف: أما ردي على هذا الكلام: ما ذكرته آنفاً هو ما نقلته عن كبار السن وهو أن الموقع يسمى ضاري ثم تحوَّل الاسم إلى الشقة، وكان قبل ذلك يسمى ديار بني هلال لأن فيه آثاراً لايعرفون لها تاريخاً شأنهم شأن جميع سكان منطقة نجد عندما يجدون آثاراً يجهلونها. أما إذا نفى هذا الكلام أحد من سكان المنطقة فالواجب تحري الدقة فربما يكون الهدف إبراز المنطقة لا قول الحقيقة..! وما دمت تستشهد بالعبودي فسأورد لك ما ذكره الشيخ: (يقول العارفون بالأخبار من أهل الشقة إن أسلافهم عندما وصلوا الشقة من التويم في سدير لم تكن في ضاري عمارة ما عدا آبار قديمة يسمونها هلالية نسبة إلى بني هلال.(6) أما أول من قال إنه ضارج حسب علمي فهو الشيخ العبودي. ثم عجيب أنت أيها المهندس أقول لك: قال ياقوت وابن منظور والبكري وتقول لي المعلومة متواترة من الحميدي؟ (انتهى كلام القهيدان). قلت: أرجوك يا تركي اقرأ كلامك مرة أخرى وتمعَّن في روايتك عن (كبار السن). بل أنك تتكلم بكلام غير معقول، ربما لأن ليس عندك ما تقوله.. وبقولك (أجبرتني أن أعقب عليه علمياً).. هل روايتي عن الفراج ونقل كلامه هو عن أن اسم ضارج متواتر منذ 400 سنة كلام غير علمي وروايتك عن (كبار السن) كلام علمي.. مع أن التواتر منهج مأخوذ به حتى في الحديث الشريف.. ثم إنك نصبت لنفسك فخاً بقولك أقول: قال ابن منظور والبكري.. وكلا هذين يقول ضارج: موضع في بلاد بني عبس. 11- يقول القهيدان في 15 ما نصه (فعلاً لقد خاب ظني فيك يا مهندس عندما أرشتك (هكذا) إلى أن هناك مواقع كثيرة في جزيرة العرب وألمحت لك من بعد أن ما كتبته في الصحافة ما هو إلا رأي الشيخ العبودي! ثم لماذا القسم يامهندس؟!! هل نطقت بكلمة فيها كفر؟ ثم إنني لا أعتقد أن أحداً من الباحثين لم يدرك ما أقوله، ولكن إيضاحاً لمن هم خارج القصيم أرفق خريطة مصدرها المساحة الجيولوجية توضح موقع الشقة والربوض ومنطقة سكن السحيباني (البدائع)، وليعذرني القارئ الكريم في حالة عدم الرد على أي تعقيب لمهندس قال مثل هذا الكلام! فأنا لم أستطع أن أقنعه في أكثر من تعقيب بتحديد مواقع يسكن في وسطها في الوقت الحالي !! فكيف أقنعه بمواقع في الزمن الجاهلي؟ أيعقل يا أهل القصيم أن يكون سحاب على جبل الربوض قرب دخنة جنوبالقصيم ثم يصف لنا امرؤ القيس مواضع تقع في شمال أرض القصيم كالجواء وجبل الموشَّم؟ من يسدي إلي معروفاً يا سكان نجد ويقنع السحيباني؟ فأنا لا أحب أن أهدر وقتي في غير فائدة (انتهى). قلت: تعقيبي عليك في هذا من عدة أوجه: أ- (قولك لماذا القسم يا مهندس). لقد قلت (إي والله) على كلام أمامي وواضح وأمام القراء أي حقيقة واضحة وناصعة.. أما أنت فقد أقسمت بناءً على ظن وهذا إثم.. ألست القائل في 13- الهدف الذي عقبت على المهندس هو أنني ارغب أن أبين للقارئ الكريم صحة المادة العلمية التي قدمتها وأن ما أورده السحيباني من بتر في الكلام وأقوال أقسم في البعض منها بالله ماهي في حقيقتها إلا أساليب لإيهام القراء, وتضليلهم (انتهى). ها أنت قد قلت (أقسم في البعض منها بالله).. فقد أقسمت بناءً على وهم بل وقسم مغلَّظ.. وأؤكد لك أن هدفي هو غير ما أقسمت بالله عليه..هدفي هو إيضاح الحق والرد على كلامك.. فليس من المعقول أن تقدم معلومات غير صحيحة ولا يرد عليك أحد ولو لإيضاح الحقيقة التي تحاول طمسها. ب- الخارطة التي أرفقتها (مصدرها المساحة الجيولوجية) كما ذكرت.. هي فخ واضح للعيان ولا يحتاج لأي توضيح وأجزم أنك لو كنت تعرف ذلك لما أرفقت الخارطة ولكن جهلك بالاتجاهات هو الذي أوقعك في هذا الفخ الذي لاتحسد عليه!!. أما قولي بأن (الربوض) لاتقع جنوب الشقة فلم ترد عليه ولم تعترف بخطئك وارفقت الخارطة التي كنت تعتقد أنها ستنطلي على القارئ فالسهم يشير إلى اتجاه (جنوب غرب) الشقة.. بل هو أقرب للغرب.. فكيف تقول إن الربوض تقع جنوب الشقة بقولك (ثم إذا كان الستار هو الربوض) حاليا حسب تحديدك فالصواب إنه يقع جنوب الشقة!. هل كنت يا تركي تعتقد أن القارئ تنقصه المعرفة وهو الذي لو نظر إلى هذه الخارطة لقال إن الربوض يقع جنوب غرب الشقَّة..!! وعموماً أشكرك على هذه الخارطة فقد أفادتني وسوف أحتفظ بها..!! ج- قولك (فأنا لم أستطع أن أقنعه بمواقع يسكن في وسطها في الوقت الحالي فكيف أقنعه بمواقع في الزمن الجاهلي؟) هو قول وكلام لا معنى له فما الفرق بين موقع موجود في الزمن الجاهلي.. وموقع في الزمن الحالي.. فاسم هذا الموقع لايتغيَّر وخلافنا هو على الموقع والاتجاه لاعلى المسمى في زماننا أو في الزمن الجاهلي..!! د- قولك (أيعقل يا أهل القصيم أن يكون سحاب على جبل الربوض قرب دخنه جنوبالقصيم ثم يصف لنا امرؤ القيس مواضع تقع في شمال أرض القصيم كالجواء وجبل الموشَّم؟. قلت لقد أردت أن تسرق من كلام (الشايع) حول وصف المطر والسحاب ولكنك لم تحسن السرقة (ضيَّعت مشيتك ومشية الحمامة) فكلامك يدل على أنك تعتقد أن الشايع يقصد أن ما يمطر جنوبالقصيم يسيل عن طريق الأرض إلى شمال القصيم وسأورد لك نص عبارات الشايع كما وردت في تحقيقه عن موقع ضارج والعذيب كما ورد في كتابه الثاني (نظرات في معاجم البلدان تحقيق مواضع في نجد) (363-2): (ثانياً: إذا أخذنا بهذا القول وهو أن الستار ويذبل يقعان جنوباً، فهل يقبل من امرئ القيس أن يقول: إن السيل اقتلع الأشجار حول كتيفة وأنه دمَّر المساكن في تيماء وأنه غطى جبل (المُجْمير) بالغثاء بحيث لم يبق منه إلا ذروته التي بدت كفلكة المغزل؟ وأن هذا السحاب بعد أن أمطر هذه المواقع مرَّ على (القنان) فحدَّر العصم منها ثم استمر على منواله حتى ألقى ثقله بصحراء الغبيط؟ بلا شك لن يقبل منه هذا القول. لأنه ليس من المعقول أن يهطل المطر جنوباً من منطقة القصيم ثم يذكر المواضع الواقعة عنه شمالاً وغرباً (انتهى كلام الشايع) والعبارات الأخيرة هي نفس صياغة كلامك والشايع يقصد أن المطر يأتي من جهة الشمال والشمال الغربي ولا يأتي من جهة الجنوب. وهذا أيضاً مناقض لكلامك حول تحديد اتجاه قدوم السحب ويؤيد ما أوردته حول اتجاهها من الشمال الغربي.. مع أن رؤيته للسحاب والبرق على قطن ممتد إلى حوالي دخنه شيء طبيعي جداً ولا يعني ذلك أن السحاب الممتد فوق دخنه لا يأتي إلى مواقع شمال القصيم بل إن امرأ القيس رأى هذا السحاب يملأ الأفق الغربي والجزء المقابل له وهو الموقع فوق قطن والمجيمر وكتيفة هو الذي أمطر الجواء وسمع فيه امرؤ القيس مكاكي الجواء تغرّد طرباً بهذا المطر صبيحة ليلة رؤيته للبرق والسحاب واستمر إلى (صحراء الغبيط) الواقعة شمال شرق القصيم (حسب ما ذكر الشيخ العبودي)..!! 12- يقول القهيدان في 14 ما نصه (المصيبة يا مهندس ليتك تقف عند هذا الحد بل تختم كلامك بعبارات عجيبة).. وذكرت قولي (إن البعض يتمترس خلف تسفيه الآخرين والحط من شأنهم ومن قدراتهم، حتى يغطي عجزه عن إبداء الرأي الصحيح ويبدأ بالتهويش والنهش والاتهام، حتى يصرف النظر عن القضية الأساسية).. (ولكن مثل هذا سيحكم على نفسه بالفشل لأنك تستطيع أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت). وما قلته (يحاولون إيهام الآخرين بأن كلامهم هو الصحيح بإيراد كلمات وأقوال ومحاولة التكلم (بمنهج علمي). وذلك بإيراد صفحات وأرقام وجداول وغيرها.. وهي بعيدة كل البعد عن الحقيقة. وذلك حين يكون النقاش علمياً حول قضية معينة.. يحاولون إغراقنا في الفلسلة والنصوص وهم لايفهمونها. وبعد إيراد أوصافي وكلماتي هذه علق عليها الأخ (القهيدان) قائلاً: أقول ما تحدثت عنه في الجيولوجيا والجغرافيا والآثار.. هذه أشياء علمية وليست سباحين أم العنزين ياسحيباني، فلا تتخيَّل أن صفحة مختصَّة بالآثار تفرد لي ثلاث حلقات في كل حلقة يخصص لها قرابة نصف صفحة على ما وصفت وكما يقال يامهندس والشمس ما تغطى بغربال فالطبعة الأولى من كتاب أرض القصيم نفدت من السوق خلال ثلاثة أشهر، وكتبي ولله الحمد دخلت الحقل الأكاديمي كما أن إحدى الجامعات بالمملكة اشترت من كتبي بما يزيد عن خمسة عشر ألف ريال أما كتابي مرشد معلم الجغرافيا فهو موجود في كل مكتبة عامَّة، وفي كل متوسطة وثانوية في المملكة. وكتبي ولله الحمد معروفة ليست في السعودية فقط بل دخلت الحقل الأكاديمي في الدول الغربية. واعتبرت مرجعاً في الدراسات العليا (انتهى). أ- قلت: أنت أيها القهيدان الذي طبقت هذا الكلام على نفسك.. وفي كلامي لم أطلق هذا الوصف عليك.. أم أنه حسب ما يقول العامَّة (اللي ببطنه ريح مايستريح).. بل أنك نفيت أن تكون (سباحين أم العنزين).. فأنت الذي اعتقدت أنها سباحين أم العنزين.. وأنت الذي نفيت عنها هذه الصفة ولو كنت تعرف (سباحين أم العنزين).. لما أطلقتها على كتبك.. واشك أنَّك تعرفها.. وكما يقال إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدَّق ما يعتاده من توهُّم..!! بل وتقول نافياً أن تكون كتبك ومقالاتك سباحين أم العنزين وسائقاً برهاناً ينفي هذه الصفة (لاتتخيَّل أن صفحة مختصَّة بالآثار تفرد لي ثلاث حلقات في كل حلقة يخصَّص لها قرابة نصف صفحة). قلت كل الشكر للشايع وياقوت الحموي وابن منظور والبكري فهم الذين كتبوا هذه الصفحات وليس أنت..!! ثم أنني مستعد أن أريك صفحات كاملة في صحف تنشر ما هو أقل من (سباحين أم العنزين)..!! ب- أما قولك فالطبعة الأولى من كتابي أرض القصيم نفدت من السوق خلال ثلاثة أشهر. فأقول لك إنني مستعد أن أؤلف كتاباً اسميه (سباحين أم العنزين) التي تعرفها جيداً وينفد من السوق خلال 3 أيَّام.. فنفاد طبعات الكتاب لايعني جودته. ج- أما قولك إن الكتاب طلب من جامعة ولاية lowa في مدينة Amcs إحدى أشهر الجامعات الأمريكية. قلت حسناً: ماهو الهدف من طلبهم هذا قد يكونون اطلعوا على عنوان هذا الكتاب أو ذكر لهم (لم أطلب منك إثباتاً بطلبهم) مع أنني أشك فيه وأرادوا أن يطلعوا على مافيه.. وحتماً سيفاجأون أنها معلومات وصور جوِّية متوفرة لديهم فما هي إلا معلومات قامت بها جهات استشارية كوزارة البترول والمساحة الجيولوجية ونقلت معلوماتهم..!! والمطلوب هو شهادتهم على هذا الكتاب وليس طلبهم.. فمن المعروف (ياتركي) أن مكتبة الكونجرس الأمريكي تطلب نسخة من أي كتاب يصدر في العالم ويسجّل رسمياً حتى لو كان (سباحين أم العنزين)..!! د- إنك بكلامك هذا تمارس مديحاً فجّاً لنفسك وتمارس الدعاية المجانية لكتبك. 13- أما قولك (أستغرب جرأة المهندس في إصدار الأحكام علي وهو يجهل حتى الشروط اللازمة لحفظ المتحجرات ولعل من أهمها الطمر السريع). وقولك (المصيبة أنه يستدل ب(قرب الماء من سطح الأرض في البشمة). قلت: أما في الأولى بأنني نقلت أقوال الفراج في تعقيب عليك وهي أقوال أوردها على مسؤولية صاحبها وتترك الحكم للمختصين وليس إليك أنت، مع أن تعقيبي لم يتضمَّن المعلومات والمقولات التي ذكرتها مثل (قرب الماء من سطح البشمة).. وهذه ألفتها من عندك وزيَّفتها علي والحمد لله أن مقالي موجود وبإمكان الكل الرجوع إليه وبالنسبة للمناظرة العلمية فإنني مستعد لها بشرط أن تكون فوق (عين ضارج) التي حددتها بدقَّة بين اليمن والمدينة. أما قولك (أقحمت نفسك بأمور ليست من اختصاصك). قلت من قال إن اختصاصك أنت هو الجيولوجيا.. ومن أعطاك شهادة في الجيولوجيا ومعلوماتك في الجيولوجيا لا تعدو الثانوية العامَّة بدليل قولك (ارجع إلى كتاب الجيولوجيا - الصف الثالث الثانوي).. وأفيدك ولله الحمد أنني درست الجيولوجيا في الجامعة والهندسة المدنية ذات علاقة وثيقة بالتربة وعلوم الجيولوجيا فدراستي ومعرفتي واختصاصي وإن كانت أكثر من معلوماتك في (الجغرافيا).. فأنا أؤمن أن قضية (التخصَّص) ماهي إلا قميص عثمان الذي به خدعنا.. والمشجب الذي ذُبِح عليه كل رأي وكل بحث وكل إبداع.. وهذه (شنشنة نعرفها من أخزم)..!!. 14- يقول الأخ القهيدان في 18- (هذه المعلومة (في النباتات) لم يذكرها أي باحث من المتأخرين قبلي حسب علمي).. قلت: كفانا استغفالاً ولماذا تنسب لنفسك هذا (الاختراع العظيم).. وهناك رواية (ذكرتها سابقاً) تقول ربما يكون البيت (يفيء عليها الطَّلح)..!!. 15- أفيدك أيضاً أن ابن بليهد في صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار بعد أن ذكر أبيات امرئ القيس: فلما رأت أن الشريعة همها... الخ قال (ضارج الذي في هذه الأبيات من جبال الحجاز الواقعة في طريق الشام، وأنا لا أعرفه بهذا الاسم وقد أجمع الرواة على ما ذكرنا) (صحيح الأخبار 1-100) فها هو يذكر إن ضارج التي عندها العين في طريق الشام.. فكيف تجزم وبكل تأكيد إنها بين اليمن والمدينة.. إلا أن تكون أصدرت قراراً بنقلها تأديبياً..!! 16- قال القهيدان إنني بترت كلامه حين حديثه عن (كتيفة) وزعمه أنها تتبع لمنطقة حائل.. ومثل هذا الكلام هو محاولة للهروب من المأزق الذي وقع فيه.. فحين يقع في مأزق يقول (بتر كلامي) وهذا هو حال معظم مقاله.. ويورد كلامه دون أي معنى.. ألم تقل ياقهيدان (الصواب أن كتيفة بلدة معروفة تابعة لمنطقة حائل وقد زرتها عدة زيارات في عام 1409ه بصحبة فهد الشبرمي). قلت: بغض النظر عن أي كلام بعدها ألا تعني كلمة (الصواب) أن ماعدا كلامك (خطأ). وأرفق للقراء ولك (خارطة توضح موقع كتيفة التي عناها امرؤ القيس) وذلك نقلاً عن الباحث الميداني (الشايع) الذي حقَّقها وحدَّدها بدقة في كتابه (نظرات في معاجم البلدان (2- 352). كما أنقل لك كلام الشيخ عبدالله بن محمد الشايع الذي يؤيد فيه الشيخ محمد بن ناصر العبودي حول تحديد موقع (كتيفة) والعبودي لم يحقق إلا المواقع الواقعة في منطقة القصيم.. يقول الشيخ الشايع في كتابه (نظرات في معاجم البلدان (2-343) ناقلاً عن الشيخ العبودي (يقول في رسم (كتيفان) جبل أسود فيه حمرة ليس بالكبير ولعل هذا هو سبب تصغيره في القديم والحديث يقع إلى الغرب من وادي المحلاني (مبهل قديماً) على بعد 20 كيلاً وإلى جهة مغيب الشمس من جبال: وتدات.. على بعد 20 كيلا منها تقريباً وإلى جهته الشرقية على بعد 3 كيلات آثار تعدين قديم وإلى الشمال من هذا الجبل ماء يسمى (كتيفة) واقع في وادي الشعبة (الثلبوت قديماً). ويضيف (وفوق مبهل معدن لبئر يسمى بئر بني بريمة: وبنو بريمة من بني عبدالله بن غطفان وبأعلى مبهل هذا جبل يقال له (المجيمر) وجبل آخر يقال له (كتيفة) وجبل يقال لها الوتدات لبني عبدالله. ثم قال معلقاً على كلام العبودي: لقد أصاب أستاذنا العبودي في تحديده لكتيفة التي عناها امرؤ القيس (انتهى). وأخيراً أفيدك أن هناك توضيحات ومعلومات أخرى لم يتسع المجال لذكرها وخشيت الإطالة على القراء الذين اشتكوا من طول هذه التعقيبات وأقدم اعتذاري لهم.. وأفيدهم أن ما دعاني لذلك هو مغالطات (الباحث) القهيدان الواضحة والتي حاول وادعى أنه باحث لاينطق إلا حقا.. ولايكتب إلا صواباً.. وأنا أكن له التقدير والاحترام وآمل منه أن يبتعد عن مثل هذه الأساليب.. وأخيراً أقول كما قال الإمام الشافعي: (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب). م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني المراجع: 1- نظرات في معاجم البلدان للشيخ عبدالله بن محمد الشايع (الجزء 2 ص 352). 2- نظرات في معاجم البلدان للشيخ عبدالله بن محمد الشايع (الجزء 2 ص 343). 3- معجم بلاد القصيم للشيخ محمد بن ناصر العبودي (الجزء 4 ص1395). 4- لسان العرب لابن منظور (الجزء 8 ص 42). 5- جريدة الجزيرة العدد 11477.