اليوم وبعد أن قدمتُ أدلة دامغة في تحقيقي الأخير عن عين ضارج وأفردتُ حلقات في صحيفة الرياض وفي كتابي القَصِيْم آثار وحضارة، والذي حسمتُ فيه معركة الباحثين ونقلتُ عَين ضَارِج نقلاً تأديبياً بعد أن أغرقت القَصِيْم بمياهها إلى مربضها الحقيقي ما بين اليمن والمدينة وثبتُها هناك بالأدلة والبراهين، يأتي عبد العزيز بن محمد السحيباني في جريدة الجميع «الجزيرة» بعددها 11295 وتاريخ 4 رجب 1424ه ليزف إلى القراء تعقيبه عليَّ في صفحة عزيزتي الجزيرة بعنوان «معلقة امرئ القيس فيلم سينمائي عن القصيم» قبل أن أكمل حلقاتي في جريدة الرياض وزعم أنه يقدم أدلة تنافي ما أقول! وما هي في الحقيقة إلاَّ معلومات مكررة ومغلوطة! فقد سبق أن نشرها المهندس في نفس الصحيفة بعددها رقم 10969 وتاريخ 4/9/1423ه.ولكن في صفحة أخرى، وتحديداً في صفحة وراق الجزيرة! ونصيحتي للكتاب عدم التعقيب ما دام التحقيق مذيلاً بكلمة «يتبع» كما أنصحهم بأن يوثقوا معلوماتهم ولاسيما أنني لاحظت أن البعض منهم يعمل على اختصار أو إعادة صياغة عبارات لأعمال الباحثين، ثم يقدمها في الصحافة على أنها أفكاره وأعماله! وبعد أن اطلعت على ما كتبه الأخ السحيباني لفت نظري عدة ملاحظات، وما دام الأخ مختص بالهندسة فليعذرني القارئ الكريم إذا أطلت الحديث بشيء من التفصيل عن المسافات والاتجاهات، حتى يقتنع المهندس وغيره بأن ما قلته عن عين ضارج ما هو إلاَّ الصواب بعينه إن شاء الله. 1 - قال السحيباني: تركي القهيدان في مقاله «ضارج من الحجاز إلى القصيم» «آمل من الباحثين المتأخرين التثبت عند إيراد المعلومات». «انتهى كلامه». قلت: حديثي محدد بعين ضارج، والصواب أن عنوان تحقيقي بالبنط الصغير «من نقل عين ضارج من الحجاز إلى القَصِيْم» وأسفل منه عنوان آخر بالبنط العريض «آمل من الباحثين المتأخرين التثبت عند إيراد المعلومات» أي أنني قصدتُ مكاناً واحداً بعينه اسمه «عين ضارج» من بين عدة أمكنة في جزيرة العرب تسمى ب «ضارج» وقد ذكرتها في تحقيقي. 2- قال السحيباني: وقد اختلف الأستاذ القهيدان مع الشيخ محمد العبودي والدكتور الوشمي في تحديد ضارج بالشقة وقال: «لا أتفق مع العبودي وأيضاً مع الوشمي فيما ذهبا إليه، ويبدو لي أن الكاتب الفراج فات عليه الرجوع إلى بعض المصادر ويظهر أنه لم يطلع على ما ذكرته في كتابي الموسوم «القصيم، آثار وحضارة، المجلد الثاني ص 356». فقد تحدثت بما فيه الكفاية أن ما وصفه امرؤ القيس في البيت السابق الذكر لا يدل من قريب ولا من بعيد على أن امرأ القيس قصد «ضاري القصيم» انتهى. وقد رجعت لمؤلف الأستاذ القهيدان الذي بذل فيه جهداً كبيراً وأحترم رأيه كباحث في تحديد «ضارج» بالحجاز. «انتهى كلامه». قلت: يا أخي ويا حبيبي قوّلتني ما لم أقله بل أكاد أجزم أنك تقرأ العنوان وتترك المضامين ! فأنا اختلفتُ مع الشيخ العبودي والدكتور الوشمي في تحديد عين ضارج، ولم اختلف معهم حول موقع ضارج بالشقة. وإليك نص ما قلته عن قويطير ظاري في كتابي «القصيم، آثار وحضارة، المجلد الثاني ص 358»: «العين التي ورد ذكرها في بيتي أمريء القيس الشائعين: ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها دامي تيممت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طامي1 * في أن المقصود هنا بضارج القَصِيْم، ولاسيما أن الشيخ ابن بليهد فرّق بين هذين البيتين وبين البيت الوارد في المعلقة حيث حدد «ضارج» الوارد ذكره في المعلقة في منطقة القَصِيْم، بينما حدد ضارجاً الوارد ذكره في هذين البيتين في جبال الحجاز، كما أكد ذلك الشايع حين قال: وعندي أن رأيه «أي ابن بليهد» هذا هو الصواب بعينه... *3* فقوله «يفيء عليها الظل» يدل دلالة واضحة أن تلك العين يظلها الجبل إذا زالت الشمس بعد الظهر؛ لأن الفيء في اللغة: الظل بعد الزوال ينبسط شرقاً. بينما الْقْوَيْطير سواء كان الْقوَيْطير المشهور أو قويطير لا وجود له الآن فإنهما يقعان في جال يواجه الغرب والشمس مواجهة له من حين زوالها حتى تغرب فلا فيء على هذين الْقوَيْطيرين *4* 3- قال السحيباني: ولكن لماذا يستبعد أن امرأ القيس قد عنى أن الضارج «الشقة» بالقصيم.. وكل الدلائل تشير إلى أن ضارج بالقصيم.. وهذا ليس إعشافاً للنصوص ولكن اعتماداً على رأي الباحثين ومنهم الشايع الذي حدد ضارج بالقصيم. «انتهى كلامه». قلت: يا أخي أنت أيضاً قولت شيخنا الشايع عن عين ضارج مالم يقله وهو حي يرزق! وإليك أيها القارئ الكريم ما قاله الشايع نصاً: في ص244 : «ويمكنني القول بأن هذا القويطير ليس العين التي عند ضارج كما قال المؤلف لأن ضارجاً الذي عنده العين واقع في الطريق بين اليمن والمدينة» ويضيف في ص245: «وسواء كان القويطير الذي أشار إليه المؤلف ووصف مكانه هو هذا القويطير أو أنه قويطير آخر يقع في الجال الشرقي بجوار «ضاري» ولكنه اندثر مع مرور الزمن فإن وصف امرئ القيس لا ينطبق عليه لا من قريب ولا من بعيد. ولذا أجدني أخالف مؤلف «معجم بلاد القَصِيْم» في قوله: «والشيء الذي لا أشك فيه أن امرأ القيس يريد ضارج القَصِيْم وليس غيره» فأقول: إنني متأكد أنه لا يقصد ضارج القَصِيْم بدليل قوله: تيممت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طامي. * انتهى كلامه». قلت: عجباً لعسف النصوص يا عبدالعزيز، تستشهد بالشايع وتتلاعب بالنصوص وتبتر ما تريد لإيهام القارئ أن الشايع يقول إن عين ضارج في الشقة، وهو يقول صراحة أن موقعها في الحجاز! أيحق لك إن توهم القراء بهذا الشكل؟ وحتى أنا لم أصدق ما كتبته يا مهندس فهاتفتُ الشيخ الشايع وسألته: هل غيرت قولك حول تحديد موقع عين ضارج بين المدينة واليمن، فأكد أنه مازال على رأيه! الآن ما رأي القارئ الكريم بعد أن تبين له كيف يتم تقويل الآخرين مالم يقولوه؟ وكيف يتم عسف عين ضارج على أنها قويطير ضاري؟ وهل يلومني أحد عندما أكرر هذا العنوان في تحقيقاتي: «آمل من الباحثين المتأخرين التثبت عند إيراد المعلومات»؟ ثم يأتي المهندس ليرشدني أن «كل الدلائل تشير إلى أن ضارج بالقصيم»! ولو تمعن فيما قلته في كتابي الموسوم «القَصِيْم، آثار وحضارة، المجلد الثاني، ص356» وفي الحلقة الثانية من تحقيقي عن عين ضارج، *6* لما استشهد بالشايع بعد قولي: أكد ذلك الشايع حين قال: وعندي أن رأيه «أي ابن بليهد» هذا هو الصواب بعينه. *7* انتهى». أقول للمهندس أكاد أجزم أنك رأيت عنوان كتابي وعنوان كتاب الشايع ولم تطلع على مادة كتبنا ! فأنا أقول: قال ياقوت وابن منظور وترد عليَّ بتخيلات لفيلم سينائي! وتحدثني وكأنك ممتطٍ جوادك مع أمرئ القيس بين السمر وعَين ضَارِج! * انتهى». وما دمت تستشهد بالشايع فسأورد لك ما قاله: إن ضارجاً الذي قيل عنه صراحة إنه ماء هو ضارج الموجود في «الفقي» *9* وأحب أن أنبه أن محور تعقيبي محدد بمكان واحد بعينه اسمه «عين ضارج»، وتحديداً بقول الفراج أن عين ضارج التي ذكرها أمرؤ القيس موجودة في الشِّقَّة واستشهد بأبراج الشِّقَّة وبالأخشاب المتحجرة.. وتحديداً ذكرتُ في تعقيبي نقلاً عنه بما نصه «وكان مما يوجد في ضاري عين ماء أشار إليها امرؤ القيس في قوله: ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها دامي تيممت العين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها دامي» * حقيقة عين ضارج هل هي في القَصِيْم أم في الحجاز؟». 5- قال السحيباني: إضافة إلى أن وصف امرئ القيس للسحاب أن يرى أيمنه على قطن. «انتهى كلامه». أقول: يا أخي أنت في واد وعين ضارج التي نتحدث عنها في واد آخر ولا أعلم كيف تعقب على أحد الباحثين وتقول: «كل الدلائل تشير إلى أن ضارج بالقصيم» وأنت لا تفرق بين عين ضارج في بيت الشعر الذي قاله أمرؤ القيس: «تيممَت العينَ التي عند ضارج» وبين بيت شعر آخر قاله أمرؤ القيس: «قَعَدْتُ لهُ وصُحْبَتي بينَ ضارِجٍ». أي أنك خلطت الحابل بالنابل، ولم تفرق بين هذين البيتين، وما بسطت الحديث عما قاله امرؤ القيس في معلقته عن أماكن بمنطقة القصيم ما هو إلاَّ واحد من أقوالي المتكررة في كتبي وكتاباتي بل في الرد على الفراج بما نصه: «ويقول امرُؤُ القيس الكندي في آخر معلقته يصف سحاباً مقبلاً عليه: قَعَدْتُ لهُ وصُحْبَتي بينَ ضارِجٍ وبينَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلي عَلَى قَطَنٍ بالشَّيْم أيْمَنَ صَوْبِهِ وأيْسَرُهُ عَلَى السِّتارِ فيَذْبُلِ ويبدو أن ضارجاً هذا في أرضِ القَصِيْم. «انتهى». أقول: لو قرأت كلامي المتكرر بأناة وإنصاف وفرقت بين هذين الموقعين وتعرفتَ على مواقع ضارج في جزيرة العرب لما تجرأت عليَّ بقولك: «كل الدلائل تشير إلى أن ضارج بالقصيم» مع أنني أوضحتُ هذين البيتين في كتابي وفي ردي على الفراج وفََرّقت بينهما.! وعلى كل حال ضارج هذا ليس محور حديثنا، وما يهمنا في هذا المقام هو توضيح موقع عَينَ ضَارِجٍ التي وصفها امرؤ القيس بقوله «تَيَممَتِ العَينَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ..» وليس بسط الحديث عن مواقع ضارج فهذا له مقام آخر، وتُحَتِّم مكانة ضارج، وأهميته، أن أبين ما حدث من لبس عما ذكرتُه آنفاً، ولهذا فإنني سأفرد لذلك حديثاً خاصاً عنه أتناوله بشيء من التفصيل. 6- قال السحيباني: أيمنه على قطن وأيسره على الستار وهذان جبلان يقعان إلى الغرب من الشقة تماماً ومعروف أن السحاب ولمع البوارق في نجد يرى في الجهة الغربية وهو ما ينطبق تماماً «وهذا رأيي» على منطقة إلى الشرق من قطن ويرى لمع البرق منها من مسافة بعيدة تقدر بحوالي «150كم».. «انتهى كلامه». قلت: الصواب أن جبال قَطَن تقع جنوب غرب الشقة. ثم إذا كان الستار هو «الربوض» حالياً حسب تحديدك فالصواب أنه يقع جنوب الشقة! فكيف يأتي السحاب من الغرب «تماماً» حسب إخراجك للفيلم السينائي والستار يقع جنوب الشقة؟ وإذا كان يذبل يعرف الآن باسم صبحا حسب تحديد العبودي في ص 1388 فإنني أعتقد أن هناك لبساً في تحديد المواقع ولاسيما أن صبحا تقع جنوب غرب الشقة على بعد 280كم تقريباً في خط مستقيم! 7- قال السحيباني: معروف أن أمطار القصيم ونجد عامة تأتي سحائبها من جهة الغرب أو الشمال الغربي، فلا بد أنه جلس إلى الغرب تماماً من جبل «قطنْ». «انتهى كلامه». قلت: إذا كانت السحب تأتي من جهة الغرب أو الشمال الغربي فالستار يقع جنوب الشقة على بعد 135كم تقريباً في خط مستقيم؟ فكيف يحدث ذلك في هذا الفلم السينمائي؟ أم أن المخرج «عايز كده»؟ ويظهر لي أن السحيباني أورد لنا نفس المعلومات المغلوطة التي أوردها الشيخ العبودي في معجمه ج4، ص1391 ولم يوثق المهندس معلوماته !! أما قوله: فلا بد أنه جلس إلى الغرب تماماً من جبل «قطنْ». فأقول إذا كانت الشقة تقع شمال شرق قطن فكيف يحدث هذا ؟! فهل من اللائق ياعبدالعزيز أن تأتي لترشدني إلى موقع عين في العصر الجاهلي وأنت «وغيرك» تقول هذا الكلام؟ 8- قال السحيباني: فخمَّن أنه على قطن أي يمين هذا السحاب الذي يرى وميض برقه ولواعجه وأيسره على جبل الستار «الربوض» حالياً وهو جبل ما بين دخنة والشبيكية ومن هنا يكون عرض هذا السحاب الذي رآه امرؤ القيس حوالي 50كم. «انتهى كلامه». قلت: يظهر لي أن السحيباني أورد لنا نفس المعلومات والقياسات التي أوردها الشيخ العبودي في معجمه ج4، ص1392 !!! ثم إذا كانت المسافة بين قطن والستار 125كم تقريباً فكيف يكون عرض هذا السحاب الذي رآه امرؤ القيس حوالي 50كم؟ العجيب الغريب أن يقول هذا الكلام مهندس يسكن في البدائع وهي منطقة متوسطة بين الشقة والربوض وأبان وقطن! 9- قال السحيباني: معروف أن الأمطار التي تقع على المنطقة الواقعة بين قطن وجبل «الستار» تتجه شمالاً من خلال بعض الأودية والشغايا مثل وادي «مبهل» الذي يصب في وادي الرمة. «انتهى كلامه». قلت: الذي أعرفه أن الشغايا وأودية قطن تتجه بشكل عام نحو الجنوب الشرقي. وإن كنت تقصد بوادي مبهل «وادي المحلاني حسب تحقيق العبودي، بلاد القصيم،ج4 ص1474ج6 ص2208 2212 أو قصدتَ شعيب أبو عماير حسب تحقيق الشايع، نظرات في معاجم البلدان، الكتاب الثاني، ص355 فكلاهما يتجهان بشكل عام نحو الجنوب! 10- قال السحيباني: لقد ذكر امرؤ القيس في معلقته هذه الكثير من المواضع المعروفة في القصيم مثل قطن، الستار، العذيب، ضارج، كتيفة، القنان، المجيمر. «انتهى كلامه». قلت: الصواب أن كُتيفة بلدة معروفة تابعة لمنطقة حائل وقد زرتها عدة زيارات في عام 1409ه بصحبة فهد الشبرمي، ووقفتُ على بعض معالمها الأثرية بصحبة بعض سكانها، وهي تقع أعلى «مبهل قديماً» وتحديداً في درب زبيدة جنوب غرب سميراء على بُعد 34كم تقريباً، وعلى كل حال الجبال التي تسمى بكتيفة والستار في جزيرة العرب كثيرة والحكم في تحديد الموقع الذي قصده امرؤ القيس أمر صعب ولا يتم إلاَّ بعد دراسات دقيقة، ويظهر لي أن السحيباني أورد لنا نفس المعلومات التي أوردها الشيخ العبودي، ج4، ص1389! أما ما قلته عن المواضع المعروفة في القصيم فأقول: ألم أقل لك أنني أكاد أجزم أنك رأيت عنوان كتابي ولم تطلع على مادته ؟ فقد ذكرتُ عن جبل أبان في ج3، ص617: وربما أن امرأ القيس قصد هذا الجبل في البيت التالي: كَأَنَّ أباناً في أفانينِ ودقه كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ وفي ج3، ص680 قلت عن جبل قَطَن: ولعل هذا المكان هو ما عناه امرؤ القيس في البيت التالي: عَلاَ قَطَناً بالشَّيْم أَيْمَنُ صَوْبِهِ وأَيْسَرُهُ عَلى السِّتَارِ فيَذْبل. وفي ج3، ص695 ذكرتُ عن مجيمر القصيم: قال امرؤ القيس: كأنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً مِنَ السَّيْلِ والغَثَّاءِ فلْكَةُ مِغْزَلِ وفي ج2، ص501 502 ذكرت عن جبال المُوَشَّم: ويبدو أن هذا الجبل أيضاً هو ما عناه امرؤ القيس حين قال في معلقته: ومَرَّ عَلَى القَنَانِ مِن نَفَيانِهِ فأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِن كُلِّ مَنْزِلِ * وتحديد موقع الْمُجَيْمِر موضوع خاضَ غمارَه عددٌ كبيرٌ من الباحثين اختلفوا بشأنه أيما اختلاف، فقد حدد ابن بليهد موقعه في أعلى مبهل «المحلاني». أما العبودي فهو يرى بأن اسمه القديم: الْمُصَيْقر. *12* والْمُصَيْقر يقع جنوب غرب عُقْلة الصُّقُور على بعد 30كم تقريباً. أما الموقع الذي حققه الشايع فهو على ضفاف وادي الرمة، جنوب عُقْلة الصُّقُور على بعد 22كم تقريباً. *13* ويسمى في وقتنا الحاضر «الرُّكَيْبَةُ». 12- قال السحيباني: «خيمة قطن».. جبل يشبه الخيمة يقع إلى الغرب من بريدة بحوالي 170كم. ويضيف في موقع آخر: والمسافة التي تفصل ما بين جلوس امرئ القيس وقطن حوالي 130كم. «انتهى كلامه». قلت:هذا يعني حسب قياسات المهندس في خط مستقيم أن امرأ القيس جلس غرب الشقة على بعد 40كم أي غرب البكيرية وبذلك يناقض قوله إن امرأ القيس جلس في المليداء بين العذيب والشقة !. 13- قال السحيباني: أمَّا «ضارج» فهو المسمَّى حاليًّا «ضاري». «انتهى كلامه». قلت: الصواب أن اسمه قديماً «ضاري» أما حاليا فهو الشقة! وهذا ما يؤكده كبار السن من سكان المنطقة، كما أنني لم أجد مرجع واحد ذكر أن الشقة قديماً تسمى ب «ضارج»، سوى مرجع واحد لا يعتد به لكثرة أخطائه المطبعية في الصفحة الواحدة بل في السطر الواحد. 14- قال السحيباني: أثبت العبودي بما لايدع مجالاً للشك من النصوص القديمة أن ضاري حالياً هي ضارج التي عناها امرؤ القيس. «انتهى كلامه». قلت: إذا كنت ترى أن عين ضارج في الشقة وأنها مثبتة «بما لايدع مجالاً للشك» فأنقض دليلاً واحداً من أدلتي: قال ابن منظور في كتابه المشهور «لسان العرب» «المجلد 2، ص313»: ضَارِج: اسم موضع معروف؛ قال امرؤ القيس: تَيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عند ضارِجٍ يَفِيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طامي قال ابن بَرِّي: ذكر النحاس أَنّ الرواية في البيت يفيءُ عليها الطَّلْحُ، وَرَوى بإِسناد ذكره أَنّه وفَدَ قوم من اليَمَن على النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، أَحيانا الله ببيتين من شعر امرئ القيس بن حُجْر، وقال: وكيف ذلك؟ قالوا: أَقبلنا نريدك فضَلَلْنا الطريق فبقينا ثَلاثاً بغير ماء، فاستظللنا بالطَّلْح والسَّمُرِ، فاقبل راكب متلثِّم بعمامة، وتمثل رجل ببيتين. وهما: ولما رأت أن الشريعة هَمّها وأن البياض من فرائصها دامي تيممت العين التي عند ضارج يفيء عليها الطلح عرمضها طامي وأذكر المهندس أنه لا يسوغ لنا إبطال نص قديم إلاَّ بدليل صائب يناقضه. وأما مانشر عن ضارج في الجزيرة في صفحة وراق الجزيرة بعددها رقم 10969 وتاريخ 4/9/1423ه في مقال بعنوان «القصيم» في معلَّقة «امرئ القيس».. هذا هو «قَطَنْ».. وهذا هو «العُذَيْب.. وضارج». بقلم المهندس فقد كانت لي بعض الملاحظات، ولاسيما أن الأخ نقض كتُباً ومنها كتاب الشايع «مع امرئ القيس بين الدخول وحومل» الذي صدر في عام «1418ه» دون أن يورد لنا دليلاً دامغاً. ولعلي أخصص لهذه الملاحظات حلقة خاصة.. هذا ما عَنَّ لي قوله. تركي بن إبراهيم القهيدان ص ب 5840 الرمز البريدي 81999 [email protected] 1- العبودي مُعْجَم بلاد القَصِيْم،ج5 ص 2107 2108 2- الوشمي، الجواء، ص 133 3- الشايع، نظرات في معاجم البلدان، الكتاب الثاني، ص 242 4- المصدر نفسه، ص ص245 246 5- الشايع، نظرات في معاجم البلدان، الكتاب الثاني، ص ص243 244 6- الرياض، 25 جمادى الأولى 1424ه العدد 12814 7- الشايع، نظرات في معاجم البلدان، الكتاب الثاني، ص 242 8- الرياض 11 جمادى الأولى 1424 ه العدد 12803 9- الشايع، نظرات في معاجم البلدان، الكتاب الثاني، ص253 10- الرياض، 25 جمادى الأولى 1424ه العدد 12814 11- الحربي، المناسك، ص610 12- العبودي مُعْجَم بلاد القَصِيْم، ج6 ص 2278، 2279 13- الشايع، نظرات في معاجم البلدان، الكتاب الثاني، ص 336 14- ابن منظور، لسان العرب، المجلد 2، ص313