اكدت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بأن هناك أسلوباً جديداً لتحلية مياه البحر باستعمال اغشية الترشيح المتناهية الدقة «النانو» مع الطرق التقليدية. واشارت المؤسسة إلى ان مياه البحر المحلاة اصبحت تشكل مصدراً رئيسياً لمياه الشرب بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي اذا ان انتاج المملكة يشكل حوالي 21% من الانتاج العالمي كما ان انتاج دول الخليج العربي من المياه المحلاة بما فيها المملكة يصلى الى حوالي 46% من انتاج دول العالم مجتمعة ومع ذلك هناك اربع مشاكل رئيسية تعاني منها الطرق التقليدية لتحلية مياه البحر هي «التلكس او الترسيات Scaling واتساخ معدات التحلية Fouling وارتفاع الطاقة المستهلكة وتآكل المعادن والسبائك. واضافت المؤسسة العامة للتحلية انه على الرغم من معالجة مياه التغذية بوحدات المعالجة الاولية لتخفيف آثار المشاكل المذكورة فإن نسبة استخلاص الماء العذب من ماء البحر لا تزيد على 35%. وافادت الموسسة بأن مركز الابحاث والتطوير في الجبيل قد قام باجراء الكثير من الابحاث التطبيقية التي من اهمها توصل فريق من الباحثين بالمركز الى اكتشاف اسلوب جديد لمعالجة ماء البحر باستخدام اغشية الترشيح المتناهية الدقة «Nonofiltration.nf» الذي بواسطته تم التغلب على معظم المشاكل سالفة الذكر بتخفيض ملوحة مياه التغذية بنسبة من 30 الى 60% وازيلت المواد العسرة مثل الكبريتات بنسبة تصل الى 98% وتمت ازالة المواد العالقة والبكتيريا وبذلك امكن التغلب على كثير من المصاعب التي تواجه هذه الصناعة وخاصة التكلس واتساخ معدات التحلية. وقالت مؤسسة تحلية المياه المالحة: تضمنت اعمال المركز تجارب على وحدة تجريبية بسعة 20 متراً مكعباً باليوم واخرى نموذجية بسعة 120 متراً مكعباً باليوم باستعمال نظام النانو/ التناضح NF/Swro خلال فترة تزيد على ثلاث سنوات وقد بلغت نسبة استخلاص الماء العذب بطريقة التناضح العكسي من 50-70% بدلاً من 35% حسب الطرق التقليدية. كما ان استهلاك الطاقة وتكلفة انتاج الماء بالنظام المزدوج «النانو/ التناضح» قد انخفضت بما يصل الى 30% لكل منهما. بالاضافة الى ما سبق فإن لهذا النظام ميزات اخرى منها الابقاء على فارق الضغط عبر الاغشية ثابتاً ومنخفضاً وتحسين ملموس لاداء اغشية التناضح وبالتالي اطالة فترة تشغيلها. واكدت مؤسسة تحلية المياه المالحة في نشرة اصدرتها حديثاً ان استعمال اغشية النانو يخفض نسبة ملوحة مياه البحر ويزيل المواد العسرة التي تعد اكبر عقبة تواجه محطات التحلية الحرارية فقد قام الباحثون بمركز الابحاث والتطوير في الجبيل بتطبيق المبدأ نفسه على المحطة التجريبية الحرارية وتم للمرة الاولى تشغيل وحدة تقطير وميضي سعتها 20 متراً مكعباً باليوم عند اعلى درجة حرارة ممكنة 120ْم لمدة سنة كاملة بهذه الطريقة «النانو/ التقطير» لإنتاج نسبة عالية من الماء من دون استعمال المواد الكيميائية اللازمة لمنع التكلس او الرغوة وتبعاً لهذه النتائج يجري الاعداد حاليا لرفع الحد الحراري الى ما يتجاوز 120ْم بتعديل وحدة التقطير الوميضي التجريبية لتشغيلها على درجات حرارة عالية «ما بين 120 و 160ْم» وسيترتب على ذلك خفض ا ستهلاك الطاقة المستخدمة، وتمهيد الطريق امام تعديل تصاميم المحطات العاملة حالياً ومحطات المستقبل لتشغيلها على درجات حرارة عالية تتجاوز 120م وهو ما لم يكن بالامكان بلوغه حتى الآن بالطرق التقليدية. واوضحت في هذا الجانب انه بهذه الطريقة اصبح ممكناً تشغيل نظام تحلية ثلاثي المراحل يضم المعالجة الاولية بأغشية النانو متبوعاً بتحلية ماء البحر بوحدات التناضح العكسي وارسال رجيعها الى وحدات التقطير الوميضي لغرض استخلاص مزيد من المياه العذبة من هذا الرجيع نظراً لاحتوائه على نسبة متدنية من عناصر العسر وبهذا النظام الثلاثي يمكن استخلاص ما يصل الى 90% من منتج النانو كمياه عذبة وما يجدر ذكره ان خفض استخدام المواد الكيميائية نتيجة لاستخدام طريقة النانو سيؤدي الى خفض تكلفة المياه العذبة المنتجة مع زيادة كميتها اضافة الى خفض تأشيرات الماء الرجيع على البيئة البحرية ونظراً للقيمة العلمية لهذا الانجاز فقد حلصت احدى الاوراق المقدمة عن نتائج هذا البحث على جائزة منظمة التحلية العالمية 1999م كأفضل ورقة بحثية مقدمة لمؤتمر التحلية العالمي الذي عقد بمدينة سان دييغو الامريكية كما حصل هذا الانجاز على جائزة المراعي في عامها الاول 2001م فرع العمل الابداعي في المجال الهندسي وهي جائزة وطنية سنوية للابداع العلمي تهدف الى دعم وتشجيع العلماء والباحثين والمخترعين في المملكة تحت اشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. واوضحت المؤسسة انه للاستفادة الاقتصادية من هذه الطريقة التي تم تطويرها بالمؤسسة وللمرة الاولى بتاريخ التحلية فقد عملت ومنذ عام 1419ه على تطبيق نظام النانو «التناضح على احد خطي الانتاج خط 100 بمحطة املج للتناضح العكسي وتم الابقاء على الخط الثاني خط 200 المماثل والمساوي لخط 100 بالتصميم والانتاج على حالته الراهنة دون تحويل ليعمل بالنظام التناضحي الفردي لأغراض المقارنة.