اشاد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد فهد الشريف بتقنية (النانو) الجديدة التي اكتشفها مركز الابحاث والتطوير التابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بمحافظة الجبيل بالمنطقة الشرقية. وقال: قطعت المملكة مشوارا طويلا في توطين هذه الصناعة فالمملكة لديها اكبر قاعدة صناعية لتحلية المياه المالحة في العالم من حيث عدد المشاريع والطاقات الانتاجية ولله الحمد، الا اننا لا يجب ان نقف عند استخدام هذه التقنية والاستفادة مما هو متوافر حاليا بل علينا القيام بدور اكثر شمولية وذلك بالعمل على تطويرها وتوطينها وخفض تكاليفها من خلال اجراء الابحاث والدراسات الفنية في مركز الابحاث والتطوير التابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الموجود في الجبيل.. وقد حقق ولله الحمد انجازات هامة ونوعية في تطوير هذه الصناعة ومن اهمها اكتشاف اسلوب جديد لمعالجة مياه البحر قبل وصولها لوحدات التحلية وذلك باستخدام اغشية متناهية الدقة تعرف باسم اغشية (النانو) حصلت بموجبه المؤسسة على جوائز عالمية ومحلية مثل جائزة منظمة التحلية العالمية لعام 1999م وجائزة المراعي لعام 2001م وسجل للمؤسسة براءة اختراع لهذا الاكتشاف. وستواصل المؤسسة هذه المهمة من خلال دعم جهود الابحاث والدراسات الفنية لتحقيق هذه الاهداف وتطبيق ما يثبت نجاحه من خلال هذه الابحاث والدراسات على ارض الواقع وعدم ركن نتائجها على اوراق البحث فقط. يذكر انه سبق الاعلان عن اكتشاف مركز الابحاث والتطوير التابع للمؤسسة لاسلوب معالجة مياه البحر المالحة باستخدام تقنية (النانو) حيث يمكن لهذه التقنية التغلب على العديد من المشاكل التي تعانيها تحلية المياه بالطرق التقليدية فقد تم خفض نسبة ملوحة مياه البحر المغذية لوحدات التحلية بحوالي (60%) وازيلت المواد العسرة مثل الكبريتات بنسبة تصل الى (98%) كما تمت ايضا ازالة جميع المواد العالقة والبكتيريا. وقد قام مركز الابحاث والتطوير بالجبيل بالدراسات النظرية والاختبارات المعملية والحقلية فيما يختص بتطوير المعالجة الاولية لمياه البحر وتم اجراء التجارب على وحدات تجريبية باستعمال نظام (النانو - التناضح) حيث اثبتت التجارب امكانية انتاج الماء العذب بنسبة استخلاص اعلى بكثير مما هي عليه الآن باستعمال الطرق التقليدية الفردية بدون النانو حيث وصلت نسبة استخلاص الماء العذب من مياه البحر بطريقة التناضح العكسي الى حوالي (70%) بدلا من 35% بالطرق الحالية كما ان استهلاك الطاقة وتكلفة انتاج الماء بالطريقة المزدوجة (النانو - التناضح) اقل مما هي عليه الآن بالطريقة الفردية بدون النانو بحوالي (30%) وهناك ميزات اخرى للنظام المزدوج من النانو - التناضح، حيث يبقى فارق الضغط عبر الاغشية ثابتا ومنخفضا مما يؤدي الى اداء افضل لاغشية التناضح ويزيد فترة تشغيلها، وحيث ان لهذا الاسلوب الجديد مزايا في تخفيض نسبة ملوحة مياه البحر وازالة المواد العسرة فتطبيقه على المحطات الحرارية سيؤدي الى زيادة في انتاج الماء المقطر عند التشغيل على درجات حرارة اعلى من (120 درجة م) والى خفض كبير في استخدام الكيماويات التي كانت ضرورية للتشغيل بنظم تحلية مياه البحر الحالية. وتم اجراء العديد من التجارب على محطة التقطير الومضي التجريبية باستخدام مياه تغذية من انتاج اغشية النانو او من رجيع وحدات التناضح العكسي المغذاة من منتج النانو واثبتت التجارب امكانية التشغيل بدون مواد كيماوية عند درجة حرارة 130 درجة م وبدون أي مشاكل تشغيلية وبزيادة في الانتاج تتجاوز 40%علما ان المحطات التجارية التي تعمل بنظام التبخير الومضي تعمل بدرجة حرارة قصوى لا تتعدى 120 درجة. وللاستفادة الاقتصادية من هذه الطريقة التي تم تطويرها بالمؤسسة فقد عملت المؤسسة على تطبيق نظام النانو التناضح على احد خطي الانتاج (خط 100) بمحطة املج للتناضح العكسي وتم الابقاء على الخط الثاني (خط 200) المماثل والمساوي لخط (100) بالتصميم والانتاج على حالته الراهنة دون تحويل ليعمل بالنظام التناضحي الفردي لاغراض المقارنة. وقد ارتفع انتاج وحدة التناضح بخط (100) المغذي بمنتج النانو الى (130م3/ساعة) مقارنة ب(8ر91م3ساعة) سابقا، اي بزيادة في انتاج هذا الخط تقدر ب(42%) ويعني هذا زيادة انتاج المحطة بما نسبته (21%) وبتكلفة لاتتجاوز (4%) من التكلفة الرأسمالية لانشاء محطة املج. وستستمر المؤسسة في استخدام هذه التقنية في محطاتها والعمل على تفعيل هذا الانجاز وتطويره ووضعه على ارض الواقع.