بعد مرور ما يزيد عن العام على انعقاد مؤتمر ديربان لمكافحة التمييز العنصري وسط التصعيد الإسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني بدأت القاهرة أمس أعمال مؤتمر دعا إليه اتحاد المحامين العرب تحت شعار احياء مقررات مؤتمر ديربان لمناهضة العنصرية بمشاركة عدد من المنظمات غير الحكومية العربية والافريقية لإحياء مقررات ديربان خاصة تلك التي صدرت عن المنظمات غير الحكومية بالمؤتمر التي دعت إلى احياء القرار 3379 والذي اعتبر الصهيونية شكلاً من اشكال العنصرية. اشار فاروق أبو عيسى أمين عام اتحاد المحامين العرب أن المنظمات غير الحكومية عامة والافريقية خاصة ازعجت في مؤتمر ديربان التحالف الشرير القائم على الانتماء العضوي بين أمريكا والصهيونية العالمية، حيث لم تذعن هذه المنظمات للضغوط الأمريكية واصدرت قرارات ووثائق تاريخية مهمة كان منها توصيف الصهيونية كشكل من اشكال العنصرية. أضاف أبو عيسى أن أمريكا انتهزت احداث 11 سبتمبر لتصفية مقررات المؤتمر وتصفية بؤر التقدم والنهوض في العالم، وواصلت ضغوطها على المنظمات غير الحكومية لوقف أي حديث عن مؤتمر ديربان، وأوضح أبو عيسى ان المؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد يستهدف احياء مقررات ديربان ومواجهة التصعيد الإسرائيلي العنصري ضد الشعب الفلسطيني والاصرار الأمريكي غير المبرر على توجيه ضربة عسكرية للشعب العراقي رغم تجاوب بغداد مع المطالب الدولية بعودة المفتشين على الاسلحة إلى أراضيها، ووصف محمد منيب ممثل المركز الأفريقي للدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان ما يمارسه شارون وبوش ضد الأمة العربية بأنها محاولة لاذلال شعوبها للخضوع للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة. وأعلن محمود راشد وزير إدارة حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية ان الجامعة قامت بإنشاء ادارة خاصة لحقوق الإنسان لتحسين اداء مؤسسات العمل العربي المشترك وتعزيز جهودها في مكافحة العنصرية، وانتقد راشد التهديدات الأمريكية لضرب العراق وقال انها تهدد الأمن القومي العربي وان الموقف الثابت للجامعة هو رفض أي عدوان على أي دولة عربية. واشار سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين المصريين إلى أن مؤتمر ديربان وما تلاه من احداث كشف عن حقيقتين اساسيتين أولاهما ان العالم يرفع شعارات زائفة ويكيل بعدة مكاييل وثانيهما ان على المنظمات المعنية بحقوق الإنسان البحث عن ندوات جديدة لتطوير نفسها مطالباً بإنشاء مؤتمر شعبي عالمي لمواجهة غياب العدالة في العلاقات الدولية. واشار سالم بن حاتم المفوض باللجنة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب أن هناك تحديات عديدة تواجه حركة المنظمات غير الحكومية في العالم في مقدمتها المحاولات الغربية لتصفية جهودها في مؤتمرات عديدة أهمها مؤتمر ديربان.