ديربان، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - وصل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى جنوب افريقيا امس ليرأس مؤتمر العنصرية الذي يواجه احتمال مقاطعة الولاياتالمتحدة اذا خص بالذكر اسرائيل باعتبارها دولة "عنصرية". واعلن ناطق باسم وزارة الخارجية في جنوب افريقياربان الى جانب 13 رئيس دولة، الامر الذي يشير الى ان المؤتمر قد يتطرق الى الازمة الفلسطينية - الاسرائيلية. ومن المقرر ان يفتتح انان المؤتمر العالمي بشأن العنصرية غدا الجمعة، لكن ليس واضحاً بعد ان كانت واشنطن سترسل وفداً الى المؤتمر الذي يعقد في مدينة ديربان المطلة على المحيط الهندي بجنوب افريقيا. واعلنت بريطانيا امس على لسان وزير الخارجية جاك سترو معارضتها لمساواة الصهيونية بالعنصرية. وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية ان بريطانيا تتخذ هذا الموقف لانها "لا تريد ان يسفر المؤتمر عن نتائج تجعل السعي الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط اكثر صعوبة". واشار الى ان بريطانيا بذلت جهوداً كبيرة خلال الاعمال التحضيرية للمؤتمر لكي يوجه رسالة تأييد قوية لضحايا العنصرية في العالم من خلال اتخاذ خطوات عملية للقضاء على العنصرية. وسترأس الوفد البريطاني الى ديربان البارونة ايموس وزيرة الدولة في وزارة الخارجية المسؤولة عن الشؤون الافريقية. وقال مندوبون يهود امس انهم يتعرضون لضغوط في منتدى غير حكومي يسبق انعقاد مؤتمر ديربان من منظمات مؤيدة للفلسطينيين ومناوئة لاسرائيل. وقالت آن بيفسكي وهي استاذة قانون في جامعة كولومبيا في نيويورك ان بعض المندوبين اليهود يخفون بطاقات اعتمادهم لأنها تدل الى انهم اسرائيليون او يهود. وزادت ان بعض المندوبين اليهود يفكرون في مغادرة ديربان. ولم يتحدث انان للصحافيين لكن فريد ايكهارد الناطق باسمه قال ل"رويترز": "لا توجد دولة او مجتمع في العالم لا يعاني من التمييز العنصري او من شكل ما من اشكال العنصرية". واضاف: "يتعين على هذا المؤتمر ان يحدد للحكومات ما يجب عليها عمله للقضاء على العنصرية في المستقبل". وقالت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين الماضي ان وزير الخارجية كولن باول لن يحضر المؤتمر بسبب اللغة "المسيئة" لاسرئيل في بعض النصوص مضيفا ان الولاياتالمتحدة قد تقاطع المؤتمر بأسره. وتخشى واشنطن ان تستخدم الدول العربية المؤتمر لمساواة الصهيونية واسرائيل بالعنصرية ونظام التمييز العنصري. وقال انان للصحافيين اثناء زيارته للنمسا اول من امس "امل ان تشارك الولاياتالمتحدة وان تجلس مع الحكومات الاخرى لدفع العملية قدماً". واضاف: "لا توجد دولة لديها حصانة ضد العنصرية ومعاداة الاجانب، وآمل ان تشارك كل الحكومات بأرفع مستوى ممكن". وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قال الجمعة الماضي ان الولاياتالمتحدة لن تحضر المؤتمر على الاطلاق اذا اشار المشاركون الى اسرائيل بالاسم. كما تعترض واشنطن على لغة بعض نصوص المؤتمر التي تؤيد دفع تعويضات للعبيد. وفيما هددت الولاياتالمتحدة بمقاطعة مؤتمر ديربان بالكامل قال داعية حقوق الانسان الاميركي الاسود جيسي جاكسون انه سيرأس وفداً غير رسمي لحضور المؤتمر. وابدت كندا اول من امس تحفظات على مشاريع النصوص التي تستهدف اسرائيل. وقالت صحيفة "بيزنس داي" التي تصدر في جنوب افريقيا ان غياب الحضور القوي من جانب اميركا "فرصة ضائعة" لانها كانت ستعزز محاولة جنوب افريقيا دفع قضايا العالم الثالث. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي: "ستضيع فرصة لربط الولاياتالمتحدة بتفاهم دولي يرى ان التعويضات رغبة اخلاقية واقتصادية وان الطريقة الوحيدة لتحقيقها هي بمنح العالم النامي شريحة افضل من الكعكة الاقتصادية العالمية". وحض مشروع اعلان عُرض على المشاركين ومجموعهم سبعة الاف في الاجتماع غير الحكومي الاممالمتحدة على قبول وصف اسرائيل بأنها دولة "تمارس التمييز العنصري" وانه يحق للفلسطينيين مقاومة "الاحتلال بكل وسيلة ممكنة". وتطالب الوثيقة ايضاً اسرائيل بدفع تعويضات كاملة والقيام باصلاحات للفلسطينيين الذين تصفهم بشعب يعيش تحت قوة عسكرية محتلة.