أحيانا، يعتقد البعض منا، أنه مبتلى دون غيره بمشاكل عديدة لا يمكن حلها، فيعيش حياته مقنعاً نفسه أنه لا أمل في حل مشاكله، فيعيش مكتئباً منعزلاً عن الآخرين، البعض يرى أن التذمر وإيصال الشكوى للآخرين هي الحل في إنهاء المشاكل. مع أن لكل مشكلة حل، فقط المطلوب التحلي بالعزم والإرادة والتوكل على الله في كل شيء. فكل شخص وهبه الله قدرات ذاتية تمكنه من التعامل مع ما يعتريه من مشاكل، فقط المطلوب هو تفعيلها وتوجيهها الوجهة الصحيحة. أحيانا بسبب عدم المحاولة نفشل ونخسر الكثير في حياتنا بسبب النظرة السلبية داخلنا أو تأثير السلبيين علينا. ولعلي أسرد هذه القصة القصيرة المفيدة، حيث يحكى أن أحد الحكام في الصين وضع صخرة كبيرة على أحد الطرق الرئيسية فأغلقته تماماً ووضع حارساً ليراقبها ويخبره بردة فعل الناس، مر أول رجل وكان تاجرا كبيرا في البلدة فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها دون أن يعرف أنه الحاكم، فدار هذا التاجر حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً: «سوف أذهب لأشكو هذا الأمر، سوف نعاقب من وضعها»، ثم مر شخص آخر وكان يعمل في البناء، فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً لأنه أقل شأناً في البلاد. ثم مر ثلاثة شبان من الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة، وقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي ثم انصرفوا إلى بيوتهم. مر يومان حتى جاء فلاح عادي من الطبقة الفقيرة ورآها فلم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمر فتشجع آخرون وساعدوه فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق. وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حفر له مساحة تحت الأرض، في هذا الصندوق كانت هناك ورقة فيها قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها "من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها". الفائدة من تلك القصة، أن نؤمن أن الحياة مليئة بالمشاكل والصعاب التي قد تقوينا إذا واجهناها وقد تعطينا دروساً ستكون مرشداً لنا في حياتنا، وبالإرادة والعزم والنظر للأمور بإيجابية سوف نتغلب على مشاكلنا، ما يحدث في مجالسنا للأسف الشديد وما يتم طرحه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تهبيط وتذمر من فئة من السلبيين في كل شيء هو أساس المشاكل، فيجب أن لا تثبطنا كلمات الآخرين، المهم هو أن نتوكل على الله في كل أعمالنا وأن ننظر للحياة بإيجابية فالحياة جميلة.