يمكن فهم الإيجابية على أنها الاهتمام بالجانب الإيجابي فكراً وقولاً وممارسة ، والابتعاد عن السلبيات بأطيافها وتنوعاتها.. * من أهم عوامل الإيجابية تفعيل قاعدة دع الخلق للخالق ، دع "اللقافة" والتشفي بعيوب الناس والاشتغال بتقييمهم ، وعليك بإصلاح نفسك وتقويمها وتذكر قول الشاعر: لسانك لا تذكر به عورة امرئ ... فكلك عورات وللناس ألسن! * الأفكار التي تدور في ذهنك ستصبح أفعالاً ، والأفعال ستتحول إلى عادات ثم تصبح سجية وطبعاً لك وهي في النهاية شخصيتك ، فراقب أفكارك ، اطرد كل سلبية واستسلم لكل إيجابية! * عوّد نفسك أن تنظر للأحداث وللحياة بإيجابية ، دع عنك نظرات التشاؤم التي تتعبك وتزيدك رهقاً ولن تغير من الواقع شيئاً ، فكوب الماء ، للمتفائل نصفه مملوء وللمتشائم نصفه فارغ! * ضع نصب عينيك هذا الحديث الشريف وعلقه إن شئت في ذهنك.. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :قال النبي - صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة". * أصدر قراراً عاجلاً بإيقاف الأوهام التي تشعرك بالضعف والعجز وأوقف الممارسات السلبية التي صارت عادة لك وتخلص منها ، وتنصل من مصاحبة كل سلبي فمن جاور السعيد سعد ومن جاور التعيس تعس! * لازم الابتسامة حتى لو تتصنعها ، ستجد الآخرين يبتسمون لك ويرتاحون للقياك ، وفي المقابل هي صدقة كما جاء في الحديث: تبسمك في وجه أخيك صدقة". * تدرب على الحلم ، فالمواقف التي تواجهها والضغوطات التي تجدها تستلزم وجود هذه الصفة وإلا فالغضب بتوابعه وآثاره الصحية والاجتماعية بانتظارك! * مارس القراءة ، اقرأ أي شيء يقع بين يديك ، فالذي لا يقرأ يعيش في وادٍ سحيق ، كما أن القراءة تعلمك صفات الإيجابية ، وتذكرك ببصماتها في كل مرة! أخيرا .. قصة .. نتعلم منها الإيجابية.. يحكى أن أحد الحكام الصينيين وضع صخرة كبيرة على أحد الطرق الرئيسية فأغلقها تماماً ووضع حارساً ليراقبها من خلف شجرة ويخبره بردة فعل الناس.. مر أول رجل وكان تاجراً كبيراً في البلدة فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها دون أن يعرف أنه الحاكم ، فدار هذا التاجر من حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً : " سوف أذهب لأشكو هذا الأمر، سوف نعاقب من وضعها!!". ثم مر شخص أخر وكان يعمل في البناء ، فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً لأنه أقل شأناً في البلاد.. ثم مر ثلاثة أصدقاء من الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة ، وقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي .. .ثم انصرفوا إلى بيوتهم..!! مر يومان حتى جاء فلاح عادي من الطبقة الفقيرة ورآها فلم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمر فتشجع آخرون وساعدوه فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق! وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حفر له مساحة تحت الأرض ، في هذا الصندوق كانت هناك ورقة فيها قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها :" من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة ، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها".. انظروا وتأملوا فيما حولنا ، كم من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والوطنية وحتى الشخصية التي نعاني منها ، لكن المتشائم يلعن ويسب ويشتم ، بينما لو فكرنا بإيجابية لساهمنا في حلها عملياً ، كحال ذلك الفلاح الفقير! ولكم تحياااااتي. للتواصل تويتر: @alomary2008