إنتهت إنتخابات المجالس البلدية وكان الإقبال على المشاركة بها ضعيفاً كما ذكرت اللجنة العامة للإنتخابات؛ ولقد كان مبرر كل من تحدثت معهم ممن لم يصوتوا بأنهم محبطون وبعضهم غاضبون من متابعتهم لما قامت به المجالس البلدية في الدورة السابقة. ونسي هؤلاء بأنها كانت التجربة الأولى وأن المشاركة المدنية من خلال الإنتخابات للرقابة والتقرير بشأن خدمات حكومية هي تجربة جديدة على الجهة الحكومية وعلى المجتمع المدني. تقول حكاية صينية بأن حكيماً في إحدى القرى وضع صخرة كبيرة في وسط الطريق الوحيد للقرية فأغلقته وإختبأ خلف شجرة قريبة ليشاهد ردود فعل أهل القرية؛ مرّ أول رجل وكان من أعيان القرية فنظر إلى الصخرة بتضايق شديد منتقداً من وضعها ودار حولها رافعاً صوته قائلاً : سوف أذهب لأشكو هذا الأمر، وسوف يعاقب من وضعها هنا؛ ثم مرّ شخص آخر وكان تاجراً وكان تصرّفه مثل الذي سبقه ،ولكن صوته كان أقل علواً لأنه كان أقل شأناً منه في القرية؛ ثم مر ثلاثة أصدقاء من متعلمي القرية؛ فوقفوا طويلاً بجانب الصخرة وهم يسخرون من حال قريتهم، ولكنهم إتفقوا بأن من وضع هذه الصخرة جاهل وأحمق وفوضوي ثم تفرقوا وذهبوا إلى بيوتهم. أهنئك على روحك الإيجابية فأنت إنسان مبادر لحل المشكلات بدلاً من الشكوى منها والإكتفاء بالحديث عن مسئولية الآخرين دون أن تفعل شيئاً لكي تساهم في تغيير واقع الحال الذي لا يعجبك مر يومان وكلّ من يمر بالطريق يتضايق ويتذمر ويذهب في حال سبيله، حتى جاء فلاح يعيش من دخل عمله اليومي الذي يؤديه بكل إخلاص وأمانة ،ورأى الصخرة ولم يتكلّم ولكنه بادر إليها لدفعها بعيداً عن الطريق وطلب المساعدة من الآخرين الذين كانوا يمرون بهذا الطريق؛ فتشجّع آخرون وساعدوه واستطاعوا دفع الصخرة وأبعدوها عن الطريق. بعد أن أزاح هذا الفلاح الصخرة وجد أسفلها صندوقاً به ورقة مكتوب فيها : إلى من يزيل هذه الصخرة؛ أُهنِّئك على روحك الإيجابية فأنت إنسان مبادر لحل المشكلات بدلاً من الشكوى منها والإكتفاء بالحديث عن مسئولية الآخرين دون أن تفعل شيئاً لكي تساهم في تغيير واقع الحال الذي لا يعجبك. دعونا نعد لواقعنا وحياتنا التي نشتكي فيها من قصورٍ هنا وهناك؛ فلماذا لا نبادر بتحمل مسئوليتنا في المساهمة والمشاركة في تغيير أحوالنا إلى الأفضل ونبخل بصوت ندلي به في إنتخابات المجالس البلدية والتي لن تبقى تجربتها كما هي بل ستتطور إذا دعمناها. [email protected]