الكثير من السعوديين العاشقين للإرث الرياضي الكبير التي تملكه المملكة العربية السعودية لهم ذكريات جميلة مع بطولات أمم آسيا، وتحديداً البطولات التي أجريت في الأعوام الميلادية (84 ، 88 ، 96) حينما حقق المنتخب السعودي الوطني بطولة الأمم الآسيوية ثلاث مرات، مما فتحت الآفاق للكرة السعودية بالتوجه إلى الأمام نحو العالمية بعد تزعمه القارة الصفراء، إذ تزعم المنتخب السعودي للقارة الآسيوية لمدة 15 سنة من عام 96 حتى عام 2011 ، بعد ذلك تمكن المنتخب الياباني من تزعم القارة الآسيوية بأربع بطولات آسيوية وكسر الرقم المسجل باسم المنتخب السعودي، الذي استمر لمدة طويلة من السنوات كما ذكرنا سلفاً، ولكن على الرغم من أن السجل الشرفي المميز للمنتخب السعودي بحصوله على لقب البطولة لثلاث مرات، وكذلك حصوله على مركز الوصيف لثلاث مرات أيضاً، ووصوله للمباراة النهائية ست مرات، إلا أن الغريب من ذلك، أن المنتخب السعودي هو الوحيد من المنتخبات الكبيرة والعريقة في القارة الآسيوية، لم يستضف بطولة أمم آسيا في الفترة الماضية على الرغم من امتلاكه سجلاً شرفياً مميزاً في تاريخ البطولات الآسيوية، ولكن الحمدلله بفضل القيادة الرشيدة والدعم الكبير من لدن الحكومة لقطاع الرياضة في الآونة الأخيرة، وكذلك التقدم الواضح والملموس في استضافة الأحداث الرياضية العالمية المختلفة في المملكة مؤخراً، فقد تقدمت المملكة العربية السعودية بطلب استضافة كأس الأمم الأسيوية لعام 2027 وفق منافسة شرسة من بعض بلدان غرب آسيا لاستضافة البطولة الآسيوية العريقة لعام 2027. نحن نعلم جميعاً بأن السعودية تملك كافة مقومات النجاح لاستضافة البطولة المحببة للسعوديين، وتحقيق أعلى معدلات حضور جماهيري بحكم أن الجمهور السعودي يعتبر عاشقاً ومتيماً لكرة القدم، إذ نجزم بأنه سوف يملئ المدرجات كعادته في المحافل الرياضية التي يكون فيها المنتخب السعودي طرفاً فيها، مما يساهم في رفع أسهم البطولة باعتباره عاملاً مهماً لنجاحها، وكذلك تملك المملكة للمنشآت الرياضية المميزة لاستضافة مباريات البطولة على أعلى مستوى ومتوافقة مع معايير الاتحاد الآسيوي، وكذلك لا ننسى أن المملكة العربية السعودية لديها بطولة دوري للمحترفين تحت مسمى «دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين» الذي يعد من أقوى بطولات الدوري على مستوى قارة آسيا، وكذلك فقد حقق نادي الهلال السعودي مؤخراً لقب دوري أبطال آسيا لعام 2019 وهي أقوى البطولات للأندية الآسيوية على مستوى قارة آسيا متزعماً القارة بسبع بطولات، كل هذه حوافز ومؤشرات لكسب ملف استضافة بطولة أمم آسيا لعام 2027، ولكن -من وجهة نظري الشخصية- لاستضافة بطولة كبيرة يوجد فيها (24 فريقاً) فقد ربما تحتاج إلى إنشاء ملاعب إضافية على المنشآت الرياضية الموجودة حالياً، لذا أقترح على المنظومة الرياضية إنشاء ملعب رياضي «بدون مضمار» في مدينة الرياض وكذلك في مدينة الدمام أو الخبر بحكم تواجد مطارات دولية في هذه المدن وكذلك توافر عدد كافٍ من الفنادق ذات المعايير المطلوبة من الاتحاد الآسيوي، بحيث يكون الملعب الجديد مشابهاً لمواصفات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية «ملعب الجوهرة» في مدينة جدة، إذ لدينا فترة كافية تمتد لسبع سنوات لإنشاء هكذا ملاعب. فهل يتحقق الحلم السعودي برؤية البطولة الآسيوية المحببة في أرض السعودية العظمى ؟ لتعود زعامة المنتخب السعودي للقارة الصفراء من جديد بتحقيق البطولة الآسيوية.