قدّم معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ شكره وتقديره البالغين لدعم القيادة الرشيدة -أعزها الله- للتعليم في المملكة خلال جائحة كورونا، مشيراً إلى أن الجهود التي تُبذل في وزارة التعليم للتعامل مع تداعيات هذه الجائحة تحظى بمتابعة سمو ولي العهد -حفظه الله- خاصةً ما يتعلق بالتعليم عن بُعد، ودعم الجهود الوطنية لتسخير إمكانات الوزارة كافة للعمل ضمن فريق واحد مع مؤسسات الدولة. وأشاد معاليه خلال لقائه مديري الجامعات الحكومية عبر الاتصال المرئي بالجهود التي تبذلها الجامعات في التعامل مع جائحة كورونا، من خلال برامج التعليم عن بُعد، وتوفير مباني العزل والحجر الصحي، وتهيئة المستشفيات الجامعية، ودعم الأبحاث العلمية، والتوعية، والتطوع. وأضاف وزير التعليم أن العالم ووطننا الغالي يمران بمرحلة وظروف استثنائية، وتتطلب التكامل والتكاتف والتعاون المؤسسي؛ لتوفير أفضل الخدمات الطبية والإلكترونية الممكنة للمجتمع، داعياً إلى التعاون والتكامل مع جهود مركز الملك سلمان للإغاثة في مهمته الوطنية، ومع الجهود التي تبذلها وزارة الصحة، ومن ذلك تجهيز المستشفيات الجامعية. وتطرق الوزير آل الشيخ إلى أهمية استعدادات الجامعات للاختبارات في الثالث من رمضان، وتوفير وسائل النجاح لكافة التوصيات التي تم اتخاذها في وقت سابق؛ لضمان سير هذه المرحلة بطريقة عادلة وسلسة للطلاب والطالبات، مؤكداً على ضرورة الاستعداد للفصل الصيفي في الجامعات، ورفع التصوّر والخطة الخاصة بكل جامعة، مع توفير الإمكانات كافة لضمان سير العملية التعليمية. ودعا وزير التعليم إلى قيام كل جامعة بتقديم تصوّر واضح لما ستكون عليه العملية التعليمية خلال الفصل الأول من العام الجامعي المقبل؛ فيما لو استمرت جائحة كورونا إلى ذلك الوقت، مهيباً بالجامعات في حصر كافة المصاعب التقنية التي واجهتها أثناء عملية تقديم العملية التعليمية عن بُعد، ووضع الخطط الكفيلة بمعالجتها. ورشة عمل من جهة أخرى دشن معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ أمس ورشة عمل عن بُعد بعنوان: (دور الجامعات السعودية في تطوير الأدوات التشخيصية والوسائل العلاجية لمواجهة فيروس كورونا)، التي نظمتها وزارة التعليم ممثلةً في وكالة البحث والابتكار، وحضرها 562 أكاديمياً وباحثاً ومختصاً. وقال معالي وزير التعليم في كلمته في افتتاح الورشة: «نجتمع اليوم صفاً واحداً في لحمة وطنية، أثبتت لدول العالم ما تميزت به قيادة هذه البلاد -وفقها الله- من حكمة ودقة ومسؤولية في إدارة أزمة فيروس كورونا، والتصدّي له، من خلال إجراءات صحية سديدة أثبت فيها نظامنا الصحي تفوقه عالمياً، وقدرته على الأخذ بزمام الأمور الوقائية والعلاجية، وقبل ذلك الإنسانية التي كانت حديث العالم أجمع». وأضاف الدكتور آل الشيخ: «نهضت وزارة التعليم بقطاعاتها كافة تجاه واجبها الوطني امتثالاً لما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في افتتاح قمة قادة مجموعة العشرين تحت رئاسته، التي أكدَّ فيها على اهتمام المملكة بتمويل البحث العلمي، ودعوته قادة الدول في قمة العشرين (G20) إلى تعزيز التعاون في تمويل أعمال البحث والتطوير، سعياً للوصول إلى لقاح لفيروس كورونا يمنع تفشيه، وتوسعاً في طب العناية الفائقة»، مشيراً إلى أن المملكة قادرة على الإسهام مع المنظمات والهيئات الدولية ومراكز البحث في العالم؛ للوصول إلى علاج أو لقاح للفيروس، كما أن لدينا تجارب متقدمة في جامعاتِنا في التعامل معه. وأوضح معاليه أن الباحثين والعلماء والخبراء من جميع جامعاتنا ومراكزنا البحثية، يجتمعون متجهين إلى هدف واحد؛ لمناقشة الأدوات التشخيصية والوسائل العلاجية لمواجهة فيروس كورونا، وتطوير التقنيات الطبية لمواجهته، من خلال منظومة البحث والابتكار في الجامعات السعودية، مشيراً إلى أنه ستناقش في جلسات هاتين الورشتين 18 موضوعاً علمياً، ويثريها بالطرح 60 متحدثاً من علمائِنا وباحثينا السعوديين»، لافتاً إلى أن الورشتين تستهدفان الوصول إلى حلولٍ تخدم الإنسانية في مواجهة هذه الجائحة بالتعاون بين الباحثين والمختصين ليكون الجميع في منظومة بحثية واحدة، والنظر في إمكانية الخروج بمنتجات طبية، وعقاقير ولِقاحات، تمثل حلولاً تطبيقية تدعم الجهود الصحية التي تضطلع بها وزارة الصحة في مستشفياتها ومراكزها البحثية. من جهته، أشاد المستشار في الديوان اللكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة خلال كلمته في الورشة، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع –حفظهما الله- في الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لإدارة الأزمة؛ مما جعل المملكة تتفوق على دول متقدمة، مشيداً بجهود وزارة التعليم في دعم البحث العلمي لمواجهة كورونا، والسعي العلمي الجاد للوصول إلى ابتكارات للحد من انتشار الجائحة التي ضربت العالم. عقب ذلك بدأت الجلسات المغلقة للورشة بحضور 70 باحثاً من المعنيين في تطوير الأدوات التشخيصية والعلاجية للفيروس، وبناء الفريق العلمي الذي سيتولى هذه المهمة. يُذكر أن الوزارة ستقيم ورشة العمل الثانية الأربعاء المقبل القادم بعنوان: «تطوير التقنيات الطبية لمواجهة فيروس كورونا من خلال منظومة البحث والابتكار في الجامعات السعودية». التعليم الإلكتروني من جهة ثانية نوه معالي وزير التعليم رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ بدعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- للتعليم في المملكة، خاصة في هذه المرحلة من تعليق الدراسة حضورياً، بما أثمر عن انسيابية واستمرار العملية التعليمية عن بُعد، ونجاحها رغم الصعوبات والعوائق التي واجهتها. جاء ذلك خلال ترؤس معاليه أمس للاجتماع الرابع (الافتراضي) لمجلس إدارة المركز، وتم خلاله استعراض مجهودات استخدام التعليم الإلكتروني لضمان استمرارية التعليم في الفترة الحالية، وعدد من المواضيع المطروحة على جدول الأعمال. وقال الدكتور آل الشيخ : إن التعليم الإلكتروني بعد أزمة كورونا لن يكون كما هو الحال قبلها، مشيداً بدور المركز الوطني للتعليم الإلكتروني قبل وخلال هذه الأزمة، مؤكداً أن المركز سيكون له دورٌ أكبر خلال الفترة المقبلة، خاصةً مع المستجدات الأخيرة، ومع التوجه العالمي المتسارع نحو التعليم الإلكتروني وتقنياته باعتباره خياراً مستقبلياً، وليس مجرد بديلٍ للحالات الاستثنائية، داعياً إلى ضرورة توثيق تجربة التعليم الإلكتروني في المملكة خلال هذه الفترة، سواء التعليم الجامعي أوالعام. من جانب آخر أشاد مدير عام المركز الوطني للتعليم الإلكتروني الدكتور عبد الله بن محمد الوليدي بتميز مجهودات وزارة التعليم والجامعات السعودية لضمان استمرارية التعليم، مشيراً إلى أننا أمام فرصة للتطوير في التعليم عن بُعد لعمل نقلة نوعية بعد أزمة كورونا، داعياً إلى التوسع في التعليم الإلكتروني وفق معايير وحوكمة لضمان التوظيف الأفضل له. وقد أشاد أعضاء مجلس إدارة المجلس خلال الاجتماع بالنجاحات التي تحققت في التعليم الإلكتروني خلال أزمة كورونا، وحسن تعامل وإدارة وزارة التعليم والجامعات؛ مما أثمر عن التطبيق الناجح والسريع للتعليم الإلكتروني عند حدوث الأزمة.