كان لابد من وجود كيان واضح ورسمي لتمثيل المسلمين في العالم، وهذا ما تقوم به رابطة العالم الإسلامي منذ تأسيسها عام 1962. لكن الحقيقة ما رأيته في نيويرك الأسبوع الماضي، حينما حضرت مؤتمر القيادة المسؤولة الذي نظمته الرابطة بالتعاون مع مركز القيادة المسؤولة في مقر الأممالمتحدة، جعلني أشعر بالنشاط الملموس الذي يقوم به معالي د. محمد العيسى، أمين عام الرابطة الإسلامية. لقد استمعت إلى كلمته في المؤتمر، الذي قال ما يطمح أي مسلم أن يقوله للعالم. وقدم خطابًا واضحًا عن سلميتنا وقبولنا للآخر. وركز على خطر التطرف والمتطرفين والعمليات الإرهابية التي يقوم بها العنيفون. وأن هؤلاء لا يخلو منهم دين. ولا عجب أن الأقليات المسلمة في العام وجدت في الرابطة الجهة التي تدافع عن حقوقها من مسؤولي تلك البلدان، كما أني لمست التفاف المؤسسات الإستراتيجية ورغبتها بالحوار مع الرابطة، وهذا يدل على مرحلة حديثة تبنت فيها الرابطة الخطاب العلني مع العالم وقدرة على المواجهة بخلاف قيادات الأحزاب المتطرفة التي تتحدث دائمًا من أوكارها وفي الخفاء. نعم، هذا ما نريده بالضبط، نريد خطاباً إسلامياً معتدلاً وشجاعًا، لتنزاح الصورة الذهنية السلبية عن الإسلام والتي كرسها دعاة الكراهية والقتل ممن ينسبون أنفسهم للإسلام، وهو منهم برآء. سعيدة بشكل شخصي، ونيابة عن كل مسلمي العالم، بما تحققه الرابطة اليوم، والتي دخلت حقبة جديدة تتسم بسعة الأفق لتشمل قضايا الشباب المسلم الواقعية والحياتية، بعد أن كانت تعنى بأمور العبادة سابقًا. وطموحنا أن تواصل هذا الطريق المشرق، وتقوم أيضًا باستقطاب الشباب المتحمس والمهتم بالحوارات المفتوحة، لإثراء هذه المؤتمرات المهمة. وبشكل خاص، أحلم أن يعقد مؤتمراً للشباب يتم بثه مباشراً ليصل لكل العالم.