سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة مكة المكرمة لدعم الأردن.. كيف يراها وزراء ونواب أردنيون الملك مترئساً اجتماع قمة مكة المكرمة بحضور أمير دولة الكويت وملك الأردن ونائب رئيس الإمارات
قدر عدد من وزراء إعلام في حكومات أردنية سابقة ونواب سابقين وأساتذة جامعيون وكتاب رأي في صحف أردنية الوقفة الداعمة للأردن في ظل ظرف اقتصادي عصيب وأنها وقفة الشقيق... قمة ترجم فيها الفعل لا الأقوال والتصريحات وأنها تجسد حرص المملكة العربية السعودية وقيادتها على استقرار الأردن وطمأنينة شعبة وأن هذا الدعم السعودي ليس وليد الصدفة ولا هي فزعة بل هي مواقف متكررة ومشهودة على مر عقود مضت فقد أسهمت منح ومشروعات سعودية في تحقيق الكثير من مشروعات البنى التحتية من رعاية صحية وطرق وخدمات وغيرها الكثير والذي يشكل داعماً رئيساً لاقتصاد الأردن منذ سنوات وهذه المساندة جاءت في وقت كان الأردن في منعطف. لكن وقفة الأشقاء كانت صادقة وبعيدة عن المزايدات والتأويلات.. نعم إنها المملكة العربية السعودية قلب الأمة وحصنها المنيع. وقال معالي د. نبيل الشريف وزير الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية ورئيس تحرير صحيفة الدستور السابق قال: شكلت قمة مكة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رداً عملياً على كل الأصوات المغرضة التى حاولت دق أسافين الشر في العلاقات الراسخة والتاريخية التي تربط الأردن بالأشقاء في المملكة العربية السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة. وقد جاء الرد واضحاً لا لبس فيه من خلال مخرجات قمة مكة التي قالت بأوضح مفردات إن المملكة العربية السعودية لن تألو جهداً لتعزيز التضامن العربي وتأكيد حقيقة أن أمن واستقرار الأردن هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودول الخليج. وقد أرسلت قمة مكة رسالة طمأنة إلى المواطن الأردني أنه ليس وحده في مواجهة الصعاب التي تكالبت عليه نتيجة حالة عدم الاستقرار الإقليمية واستضافته لما يقرب من مليون ونصف المليون لاجيء سوري على أراضيه في الوقت الذي لم تقدم الدول والمنظمات المانحة سوى القليل للأردن لمواجهة ذلك العبء الكبير. وقد فاقم الوضع أيضاً إغلاق الحدود الأردنية مع كل من سورياوالعراق اللتين كانتا تشكلان بوابتين مهمتين للمنتجات الأردنية الصناعية والزراعية. إن أهمية قمة مكة وما أسفر عنها تتجاوز القيمة المالية المقدرة التي خصصت للأردن، فقيمتها الأساس ترتكز إلى تأكيد حقيقة مفادها أن التضامن العربي بخير وأن العلاقات الأردنية السعودية والخليجية قوية ومتينة ولم تتأثر بالضخ الإعلامي المغرض الذي حاول التشكيك في هذه العلاقة والطعن في أسسها وجذورها. وتكمن أهمية قمة مكة أيضاً في حقيقة أنها تخلق الأجواء الإيجابية التي من شأنها أن تمكن الحكومة الجديدة بقيادة الدكتور عمر الرزاز من بدء مهمتها في أجواء إيجابية وبروح من التفاؤل. ويبقى أن الأردن قد اعتمد سياسة الاعتماد على الذات التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني منذ عدة أشهر والتي تدعو إلى ضرورة بلورة برنامج وطني طموح يعمل على تطوير أداء الجهاز الحكومي وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات وإطلاق المشاريع التي من شأنها خلق فرص عمل للشباب الأردني. إننا نتطلع إلى تعزيز وتمتين العلاقات الأردنية السعودية والخليجية في المرحلة التي تلبي قمة مكة بحيث يكون الجميع رابحاً من خلال الاستثمار الأفضل لمواردنا في كل المجالات وعلى رأسها الموارد البشرية المؤهلة. وقال معالي الأستاذ سميح المعايطة وزير الإعلام السابق: لا تحتاج العلاقة الأردنية مع الشقيقة الكبرى السعودية ودول الخليج إلى اختبار أو أدلة على عمقها وأبعادها. لكن التطورات حولنا تجعل البعض يرى في بعض المراحل فرصة للتشويش على هذا التاريخ الطويل من العلاقات الأخوية لكن حكمة القيادات في الأردن والسعودية والأشقاء في دول الخليج تغلق الباب أمام الاصطياد في أي مرحلة قلقة. ولهذا يقدر الأردنيون للقيادة السعودية مبادرتها الكريمة في الدعوة لقمة مكة واستجابة قيادتي الإمارات والكويت التي أنتجت دعماً مقدراً ووقفة عربية أصيلة تركت أثراً إيجابياً لدى الأردنيين وأغلقت الأبواب أمام كل أبواق الشر أو المحرضين على السوء. تاريخ العلاقات يؤكد أن الأردن وأشقاءه في السعودية ودول الخليج لم يتخل أي منهم عن الآخر في محنة أو مرحلة صعبة وما جرى في قمة مكة محطة إيجابية في هذه المسيرة المباركة.. المواقف السعودية مشرفة وليست مستغربة وقد اعتدنا في المواقف الصعبة أن نجد شقيقتنا الكبرى تتقدم الركب، وهذا ما عهدناه على الدوام.. في المواقف تتجلى الحكمة والحنكة وقوة القرار وصلابة الموقف إنها المملكة عمود العمل العربي وحصن الوطن العربي المنيع. د. محمد خير عيادات، رئيس قسم العلوم السياسية - كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية- الجامعة الأردنية، استهل حديثه ل(الجزيرة) بقوله: إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لقمة مكةالمكرمة هي تجسيد لرعاية واهتمام الملك سلمان حفظه الله والحكومة السعودية برفاهية واستقرار العالم العربي الذي ميّز السياسة الخارجية السعودية على مر العقود، والتجاوب مع التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن هو تعبير وسعي من المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى إرساء استقرار ورفاه الأردن والشعب الأردني. وقال: عيادات لقد وقفت المملكة إلى جانب الأردن في كل تاريخها الحديث وقد تم ذلك من خلال الدعم السياسي والاقتصادي المباشر وغير المباشر الذي له أهمية كبيرة. فالجالية الأردنية المقيمة في المملكة هي مصدر دخل أساسي ليس فقط للعاملين في السعودية وأسرهم وبالتالي تعد مساهمة مباشرة في التخفيف من حالة البطالة والفقر وإنما أيضاً تعد مصدراً مهماً للعملة الصعبة الضروري للاستقرار المالي والنقدي للأردن. كما بقيت المملكة فاتحة صدرها وذراعيها للأردنيين العاملين هناك، وعلى العكس ما زالت تستقطب العمالة الأردنية والكوادر الأردنية المؤهلة. بالإضافة إلى ذلك فقد أسهمت المملكة من خلال المنحة الخليجية التي قامت المملكة بالالتزام الكامل بحصتها وبتعهداتها إلى دعم البنية التحتية في الأردن من طرق وخدمات صحية ومشروعات متعددة وغيرها من البرامج والمشاريع. هذه النفقات الرأسمالية قد أسهمت بطريقة غير مباشرة في توفير النفقات الرأسمالية من شق الموازنة متيحاً للحكومة الأردنية استخدامها لغايات النفقات الجارية والملحة والضرورية. إن التزام خادم الحرمين الشريفين رعاه الله بدعم مباشر للموازنة العامة الأردنية ولمدة خمس سنوات سيوفر الثقة والطمأنينة بالنسبة للتقلبات المالية والنقدية المحتملة في غياب هذا الدعم. وبالتالي فإن مؤشرات السندات الأردنية شهدت ارتفاعاً مباشراً نتيجة لهذه الالتزامات. وحقيقة أن ما يجمع الأردن والسعودية هو علاقة استراتيجية ثابتة وراسخة وواضحة المعالم وهناك رغبة وسعي نحو توفير فرص الاستقرار والسلام في المنطقة وهناك رغبة حقيقية في التعامل مع التطرف والإرهاب بكافة وجوهه وألوانه وكذلك هناك رغبة حقيقية بإيجاد حل للقضية الفلسطينية حلاً عادلاً ومقبولاً. هكذا هي المملكة العربية السعودية على الدوام الشقيق الوفي الصادق. إنها قلب الأمة العربية وحصنها المنيع ولا نستغرب أن تكون هذه الوقفة وفي مثل هذا الظرف من شقيقة كبرى. أدام الله عليها الأمن والاستقرار والرفاهية والتطور. والقيادة في البلدين لنا فيهما كل الثقة أن يقودا دول المنطقة إن شاء الله إلى بر السلام والاستقرار والرخاء. د. نبيل العتوم أكاديمي وإعلامي: الظروف القاسية التي تواجه الأمة وتهدد أمن هذه الأمة وأمام خطر موجود يسعى للنيل من حاضرها ومستقبلها، مشهد لقاء مكة كان صورة محببة لكل عربي ولكل من خاف على هذه الأمة ولكل من توقع أن الانزلاق ما زال مستمراً. مشهد لقاء مكة، هو جلمود صخر وضعه الخليجيون بقيادة المملكة العربية السعودية أمام كل ثغرات التحدي وثقوب الريح القارصة لتعود اليد العربية لتغلق كل منافذ التهديد، ولتضيع على المتربصين والطفيليات أي محاولة اختراق واستغلال ضعف الدول لتحقيق مآرب استعمارية أو ايدولوجية. ولترسم ابتسامة تفاؤل على محيا كل العرب بأن الوحدة العربية والمشروع العربي ما زال قائماً ويحتاج إلى الوقت والظرف المناسب. ولعل السؤال الذي يشغل بال الأردنيين والعرب مفاده: ماذا جرى؟ وما هذا المنقلب الذي نشاهده بعدما كنا نتصارع مع الظنون ونذهب بتفكيرنا إلى حد المؤامرة، وقلوبنا تخفق وترتجف على هذا البلد خوفاً مما هو غير متوقع؟! ما هذا التغير الذي خرج العالم بأسره ليقول، لا، إلا الأردن!! لقد اقتضت الحكمة على خادم الحرمين وأشقائه الخليجيين أن لا يكون الأردن وحده، وسط هذا الحصار الإقليمي، والضغط على الموارد بحكم المهجرين، ومنطقية الاحتجاج الشعبي الذي عكس روح الرقي والتطور في التعبير الديمقراطي والسلوك الحضاري، بعيداً عن التصعيد أو الهمجية أو لغة المؤامرة. خاصة أن هذا الشعب الذي تحمل وتحمل في سبيل قضايا الأمة ما زال صامداً، يرفض أن يكون جزءاً من مؤامرة خارجية، تعمل على تدنيس كرامته والنيل من مواقفه واستقرار المنطقة وبالتالي توقع ما لا يحمد عقباه، ونزولاً عند النظرة السديدة التي كان الأردنيون مثلاً وقدوة لها دفع خادم الحرمين لأن يتصدر المشهد القومي العربي، والفكر الواعي لحاضر ومستقبل وواقع المنطقة، بإغلاق واحدة من المنافذ التي قد تكون ذات رياح عاتية قد لا تبقي ولا تذر خاصة أن المتربصون كثر.. إن التاريخ يسجل للقيادة السعودية ثباتها على مبادئها القائمة على الإيمان بوحدة المصير فى علاقاتها مع الأشقاء مهما كان حجم التضحيات، وهذا ما جعل من المملكة هدفاً للكثير من الحملات التي حاولت النيل من المواقف السعودية العروبية النابعة من الإيمان بالوحدة العربية والتضامن الإسلامي الذي يصب في مصلحة الأمة. فايز الفايز كاتب رأي في عام 1991 وأثناء الأزمة العصيبة التي تعرض لها العالم العربي وضمنها الخليج جرّاء الغزو العراقي للكويت، حيث وقعت خلافات الرأي وتضارب المواقف بين الأنظمة العربية، كنّت ضمن مجموعة إصلاحية ضد تطورات الغزو، وفِي لقاء مع المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه، قال جملة مختصرة وهي: «الأردن بالنسبة للسعودية تماماً مثل اللوزتين للجسم، هي خط دفاع أول، إذا التهبت أتعبته، وإذا هي سليمة تحفظه، ولن يفرقنا خلاف سياسي عابر». تلك الجملة قبل ثلاثة عقود لا تزال ديدن السياسة السعودية تجاه الأردن الذي يحمل أهله الأوفياء كل الحب والودّ لأشقائهم الذين لا يتوانون عن الوقوف معه في الأزمات، والشقيق الصديق الصادق يعرف وقت الشدائد، وهذا ما أثبتته القيادة السعودية الحكيمة بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي قالها يوماً، جملة صادقة: «الملك عبدالله الثاني أحسه واحد من أولادي»، وهكذا ترجم إحساسه بأفعال الصناديد الذين لا يخشون خوض غمار المعارك السياسة، في الوقت الذي لا ينكصون عن قيمهم الراسخة، حيث أعلنها صادقة، في هبة الشقيق الأكبر واستدعى إخوانه لعقد مؤتمر مكةالمكرمة في ليلة فضيلة لتقديم الدعم والمساندة للأردن، ليستطيع التقدم خطوة عن نطاق أزمته الاقتصادية التي ألهبت الشارع أسبوعاً كاملاً كادت أن تنحى بالبلد إلى متاهة جديدة. إن آيات الشكر والعرفان التي نحملها كشعب للمملكة وقيادتها العظيمة، لم تكن وليدة الساعة، بل إنني شخصياً وعبر سنوات مضت، وبناء على اطلاعي على تفاصيل الدولة الأردنية العليا، أعلم كم من الدعم غير المنقطع الذي قدمته السعودية للأردن، عدا عن المنحة الخليجية، بل إن دفعتين سنويتين قدمتهما السعودية دون إعلان ولا منّة، مقدار كل واحدة منها مليار وربع قبل أقل من أربع سنوات. وهذا لا ينكره إلا جاحد. لهذا فإن الشارع الأردني كان يعوّل حقيقة على دعم سيأتي من السعودية، وهذا ما كان، حيث استشفيته شخصياً من حديث لسمو الأمير خالد بن فيصل آل سعود، سفير خادم الحرمين في عمان، حين طمأن ثلّة من الصحفيين وقادة الرأي، من أن هناك أخباراً سعيدة ستلمسونها بعد أسبوعين، وكان الوعد كما هو العهد بهذه الدولة الصادقة مع إخوانها الوفية مع شعبها، واليوم ضجت وسائل الإعلام والصحف وزوايا الرأي ومواقع التواصل الاجتماعي بالثناء على الفزعة العربية الأصيلة، والدعاء للمملكة وقيادتها بالتوفيق والفلاح والنصر المؤزر. هنا لا أطرح هذا في رواية للتاريخ، بل للتأكيد على الشواهد التي لا تزال شامخة أمام العالمين لتؤكد على أن الأردن لا يمكن أن يترك وحيداً كما يدعي البعض، بل إن أحداث التاريخ التي أعرفها ويعرفها الآخرون تؤكد على أن الرياض لم تتوان يوماً عن دعم الأردن والوقوف إلى جانبه، ليس فقط عندما كان يهب الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه في كل مناسبة ليوعز بتقديم الدعم المالي والنفط بأسعار تفضيلية، بل بوقائع تاريخية لا يمكن جحدها أو دحضها، فأحداث عام 1970 التي كان كيان الدولة الأردنية مهدداً، تشهد على الدعم السعودي للدولة الأردنية وقيادتها، حيث كان الوقود يأتي مندفعاً من السعودية، والجيش الذي ظن الجميع حينها بدعمه حتى استنزف، أسعفته القوافل السعودية المحملة بالذخائر والمعونات العسكرية، حتى استقامت الدولة وحفظ الأمن، وعادت الحياة إلى طبيعتها. من هنا بات لزاماً أن تظهر جهود ومكارم المملكة على عالمنا العربي عموماً والأردن بوجه الخصوص، ولا يمكن أن يضام الأردن ولديه شقيقة كبرى ستبقى داعمة لاستقراره اقتصادياً وسياسياً، حيث يرابط على جبهتين ناريتين من الشرق العراق ومن الشمال سوريا التي عاثت بها إيران عبثاً ودماراً بأيدي عملائها، ونحن عمقنا وتاريخنا ومستقبل بلادنا عروبي ومرتبط بأشقائنا في السعودية كتوأمين وأخواتها أهلنا، فدامت مملكتنا الكبرى السعودية مقدامة في المقدمة، تسابق الزمن في إنجازاتها التي يقودها الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان سدد الله خطاهما على طريق الحق والرشاد. د. بسام البطوش استاذ جامعي وعضو مجلس النواب الأردني السابق قال: ترتبط المملكتان العربية السعودية والأردنية الهاشمية بعلاقات أخوية وثيقة ترسخت عبر تاريخ طويل من التعاون والتضامن بحكمة القيادتين في البلدين الشقيقين. وكان للمملكة العربية السعودية مواقف مشرفة في دعم الأردن ومساندته في المجالات المختلفة. وبقي الأردن يمثل الشقيق الأقرب للمملكة في المحطات المفصلية. و بقيت علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين تحقق منافع ومكاسب مشتركة فيها خير البلدين والشعبين. وعلمنا تاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين أنه لما كانت تأتي لحظة لا تتطابق فيها سياسات البلدين في بعض القضايا كانت الحكمة والحرص على المصالح المشتركة تدفع الطرفين نحو مزيد من التفهم والتفاهم والتعاون في المشتركات وتعظيمها. وفيما يخص الدعم السعودي للأردن فلم يتوقف يوماً، وكانت المملكة وما زالت تستوعب مئات الألوف من الكفاءات والأيدي العاملة الأردنية. وتقدم دعماً مالياً واقتصادياً وعسكرياً متنوعاً للأردن عبر مسيرة العلاقات الأخوية. وفي هذه المرة جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين للدعوة لاجتماع مكة الرباعي لدعم الاقتصاد الأردني في لحظة صعبة. وقد عبر جلالة الملك عبدالله الثاني كما عبرت الأوساط الرسمية والشعبية في الأردن عن التقدير والعرفان لمواقف الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت المساندة للأردن، وهذا العهد بالأشقاء على المدى. ولم يكن الأردن يوماً وحيداً ولن يكون بعون الله. وكانت المملكة العربية السعودية على رأس الدول الشقيقة التي تسند الأردن وتدعمه. وفي الأردن قناعة راسخة بأننا نشكل العمق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية والدول الخليجية الشقيقة كما يشكلون عمقنا الأقوى والأصدق عبر التاريخ الحديث. أما الأستاذ الدكتور/ حسن المومني. أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية استهل حديثه ل(الجزيرة) قائلاً: على المرء أن يقر ويعترف بأن مساندة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ووقوفه لما حصل في الأردن مؤخرًا... يجب أن يفهم في سياق مبدئي ثابت من قبل الشقيقة الكبرى في دعم الأردن المستمر بكل السبل كما أنها يجب أن يفهم في سياق العلاقة التاريخية الاستراتيجية والعضوية القائمة على قوة الدم والتاريخ والمصالح الجيواستراتيجية المشتركة لكلا البلدين التي أدارها ونسجها كل من ملوك الأردن والسعودية عير العقود الماضيه وحاضراً من خلال الرعاية المباشرة لخادم الحرمين الشريفين وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين. إن هذه الوقفة حملت مضامين عده أهمها الموقف السعودي الثابت تجاه أمن واستقرار الأردن ومعزة خاصة تجاه الأردن ملكاً وشعباً إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية للأردن حيث إن أمن الأردن هو من أمن المملكة الشقيقة الكبرى والعكس بالعكس. إن هذه الوقفة من الأهمية بمكان حيث سيكون لها انعكاس ايجابي على الاقتصاد الأردني وبالتالي على الأمن الوطني وتحسين الظروف المعيشية للمواطن الأردني مما يمكن الأردن من مواجهة التحديات الحالية وخاصة الاقتصادية ويمنح الأردن فرصة تاريخية من أجل إعادة ترتيب أوراقه والاستمرار في عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي بدوره يؤدي إلى تعزيز قدرة الأردن واستقراره حيث إن هذا الغاية من الضرورة بمكان لأمن الإقليم وخاصة الشقيقة الكبرى كما أن مثل هذا الدعم سوف يعزز ويقوي موقف الأردن أمام المؤسسات الدولية الاقتصادية والمالية ومقاومة الضغوط الخارجية إضافة إلى تعزيز قدرة الأردن على المساهمة الفاعلة في خدمة القضايا العربية وبالذات القضايا المشتركة مع الأشقاء في دول الخليج كما أن هذا الموقف أثبت للجميع أن المملكة بنهجها الدائم والمستمر مع الأردن وأن الأردن ليس وحيداً وأن له عزوة وأن هنالك أشقاء يعول ويعتمد عليهم في السراء والضراء وما يجدر به أن هذا الموقف التاريخي في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الأردن كان له أثر عميق وطيب في نفوس الشعب الأردني وقيادته وحكومته وعزز فيهم الثقة ومنحهم الثقة والثبات باتجاه المستقبل.. إنها السعودية قلب الأمة والأم الرؤوم والصخرة التي تتحطم عليها كل الدسائس والضغائن إنها رمز الآباء والشموخ. عادل محمود: دخول المملكة على خط إبعاد الأردن من الذهاب إلى مفترق من خلال دعوة خادم الحرمين إلى عقد قمة مكة العاجلة لها أبعاد ودلالات استراتيجية تؤكد أولاً على عمق العلاقة الأخوية التاريخية بين البلدين. ثانياً قطعت الشك باليقين حين قدمت مضامين قمة مكة مشاريع واقعية تفعل ديمومة استقرار الأردن وعدم الوقوع في شرك لعبة العازمين والعازمين على تمزيق الأمن القومي العربي عبر ادعاءاتهم بأن الأردن بات قاب قوسين رهينة العزلة الخليجية أثناء وقوع الاحتجاجات نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة. ثم جاء يقين قائد العزم والحسم والكرم خادم الحرمين ليبرهن عبر الوقائع حين مد العون غير المشروط للأردن بأن المملكة حضن العروبة. الشارع الأردني تلقى الدعم السعودي والكويت بفرح عارم لم يسبق له مثيل رغم الدعم السعودي لم ينقطع يوما. والشواهد على ذلك ضخ المشاريع التنموية في كافة المجالات في الأردن مستمر. أرى ان قمة مكة فرصة للأردن لالتقاط إشارات ايجابية من قبل السعودية ويجب استثمارها في المضي في الشراكة التاريخية مع السعودية راعية الأمة الإسلامية والعربية.