استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في مقر إقامته بقصر الندوة في عمان بعد ظهر امس أخاه جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية. حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين. عقب ذلك صحب جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية أخاه خادم الحرمين الشريفين في موكب رسمي إلى مطار ماركا العسكري حيث غادر بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عمان متوجهًا إلى جدة بعد زيارة للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة استمرت يومين. وفور وصول الزعيمين إلى أرض المطار ودع جلالة الملك عبدالله الثاني أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين كما صافح خادم الحرمين الشريفين مودعيه صاحب السمو الملكي الأمير علي بن الحسين ودولة رئيس الوزراء سمير الرفاعي ودولة رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ومعالي رئيس المجلس القضائي راتب الوزني ومعالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشاري جلالة الملك ومعالي سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى المملكة قفطان المجالي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد وكبار المسؤولين في المملكة الأردنية الهاشمية من مدنيين وعسكريين وعدد من السفراء العرب المعتمدين لدى الأردن وأعضاء سفارة خادم الحرمين الشريفين في الأردن. وعند سلم الطائرة ودع جلالة الملك عبدالله الثاني أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود متمنيًا له ولمرافقيه سفرًا سعيدًا. يأتي هذا فيما وصفت شخصيات سياسية أردنية قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والملك عبدالله الثاني بالتاريخية، لأنها اكتسبت أهمية بالغة لانعقادها وسط ظروف صعبة ومعقدة تعيشها المنطقة العربية، الأمر الذي تطلب تشاورا سعوديا أردنيا لتعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المصيرية، التي تتعرض لها المنطقة. وقال رئيس الوزراء الأردني السابق الدكتور عدنان بدران إن قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والملك عبدالله الثاني وما سبقته من نشاطات قام بها خادم الحرمين الشريفين في دمشق وبيروت خلقت أجواء إيجابية مهدت لتنقية العلاقات العربية العربية وقادت إلى نزع فتيل أزمة محتملة كانت ستقع في لبنان. ولفت الدكتور بدران إلى أن القمة السعودية الاردنية تأتي ثمرة لمواقف المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة تجاه الاردن والوقوف إلى جانبه لتجاوز الظروف الصعبة. وقال: لقد شهدت العلاقات الأردنية السعودية نموا مضطردا في مختلف المجالات وتتميز بخصوصية جعلتها أنموذجًا يحتذى في العلاقات العربية - العربية، وهو تميز يتبلور في إطار تطابق الرؤى والمواقف الداعية دومًا إلى وحدة الصف العربي وتمتين جسور العلاقات العربية على أسس التعاون والشراكة خدمة لتطلعات البلدين ولمصالح الشعبين الشقيقين. وعلى هذا الأساس فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين للأردن تعد محطة مهمة ومنارة بارزة في العلاقات الاخوية بين البلدين على كل المستويات وتنقل العلاقات إلى آفاق أرحب في كل المجالات. من جانبه قال رئيس الوزراء الاردني الأسبق ونائب رئيس مجلس الاعيان الدكتور فايز الطراونة إن القمة السعودية - الأردنية رسخت خطوط العلاقة بين الأردن والسعودية وتعزيز أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أهمية توقيت هذه الزيارة في ظل الحاجة إلى المزيد من تنسيق المواقف إزاء العديد من القضايا الاقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأكد الدكتور الطراونة أن العلاقات الاردنية السعودية المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين هي نتاج السياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادتا البلدين الشقيقين والحرص الدائم على الثوابت التي تجمع الامة العربية والاسلامية. وقال: إن البيان المشترك الصادر عن قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني، أكد بما لا يدع مجالًا للشك التوافق الكامل بين الاردن والسعودية فيما يتعلق بقضايا الأمة. وبيّن الدكتور الطراونة أن النمط السياسي العام للبلدين الشقيقين واضح ومتشابه يتسم بالاعتدال، الذي هو عنوان السياسة الأردنية كما هو عنوان السياسة السعودية. بدوره قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق علي أبو الراغب إن القمة السعودية - الأردنية أسهمت في تعزيز المواقف المشتركة بين الرياض وعمان، مشيرًا إلى مكانة المملكة العربية السعودية السياسية والدينية والاقتصادية وثقلها العالمي في هذا الإطار، والذي جعل منها قوة إقليمية ورصيدًا عربيًا يعتمد عليه لجميع الدول العربية والإسلامية في الأوقات الصعبة، وتزداد هذه المكانة أهمية للدول الحدودية، ومن بينها الأردن الذي يواجه تحديات اقتصادية عديدة. واكد أن السعودية بالنسبة للاردن هي عمق استراتيجي سواء على صعيد العلاقات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدينية، لافتًا إلى أن الأردن لا يمكن أن ينسى دعم السعودية له في احلك الظروف.