الأستاذ العزيز غالب كامل رجل إعلامي بامتياز، وقد وُلد ليكون إعلاميًّا ورجل كلمة، عندما يجري لقاءً مع ضيف، أيًّا كان مستوى هذا الضيف العلمي أو الاجتماعي أو المنصب، فإنه يجد ما يتحدث به معه، وكأنه يحفظ سيرة الضيف الذاتية بكل تفاصيلها. عرفته مذيعًا في إذاعة الرياض، ولم أعمل معه، حتى جاءني هاتف ذات يوم، وكنتُ وقتها أعملُ في إذاعة جدة. عندما رفعت السماعة جاءني صوتٌ أحبُ الاستماع إليه، وقد بادرني قائلاً: مرحبًا. بأجمل وأرق صوتٍ إذاعي على المستوى العربي!! ضحكتُ وقلتُ: أهلاً بأفخم صوتٍ إذاعي على مستوى العالم. قال لي: معك أخوك غالب كامل. أنا قادم إلى جدة؛ عندي برنامج لشهر رمضان إعدادًا وتقديمًا. وقد طلبتُ من المسؤولين أن تكوني نصفي الآخر في هذا البرنامج واسمه (سهرة في منزل)، يستضيفنا فيه في كل ليلة رمضانية ضيف مميز، نذهب إلى منزله من بعد صلاة العشاء، ونجري حوارًا معه ومع عائلته. أنا أحاور الرجال، وأنتِ تحاورين النصف الآخر. وضيوفنا من فئة المسؤولين والكتّاب والفنانين والرياضيين. فما رأيك مريم؟ رأسًا رددت: فخرٌ لي أن أعمل معك. قال بل لي الشرف أن نعمل معًا. واكتشفت في غالب كامل عدا عن كونه مذيعًا وإعلاميًّا حتى النخاع.. اكتشفتُ إنسانيته وحبه للناس، وتواضعه في الشارع. عندما كنا نمشي معًا إلى بيت ضيف من الضيوف كيف كان الناس يحيونه، ويتحدث إليهم ببساطة وابتسامة. شهر ونحن نلتقي كل يوم في بيت مختلف وعائلات مختلفة، وقد دخلنا بيت الأمير والوزير ورئيس البلدية حينها، ودخلنا بيوت الأدباء، وتحدثنا إليهم، كنت سعيدة معه. أعطاني دروسًا ومواقف جديدة بالنسبة لي، إضافة إلى عملي مذيعة استوديو وممثلة. جعلني أرتجل الحوارات، ووقتها كان كل شيء محسوبًا على المذيع. أعطاني ثقة في النفس لمقابلة أناس لم أرهم من قبل. وأنا بطبعي خجول؛ كنتُ أرفض البرامج الميدانية. بعد أن انتهينا من البرنامج قال لي: مريم، سأسجل معك حلقات من برنامج (سلامات) من جدة قبل سفري. وفعلاً، بقي مدة طويلة في جدة لتسجيل حلقات من البرنامج. وأذكر مرة أني أجريت عملية جراحية في مستشفى د. سليمان فقيه - رحمه الله -، وعندما قرأ غالب الخبر جاء رأسًا إلى جدة، وزارني في المستشفى، وتمنى لي السلامة. وعندما انتقلت إلى إذاعة الرياض كان غالب يرشحني لبرامج سياسية وإخبارية. قلت لك في المحادثة الهاتفية يا محمد غالب لي معه مواقف خالدة.. حفظك الله أخي الغالي غالب كامل الإعلامي الفخم، وأعانك الله على ما تعرضت له من مواقف. أثرت في نفسك، هكذا هي الحياة يا عزيزي..