المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آخر حوار مع الفقيد الشاعر .. فيصل البركاتي صاحب ال 500 مقال فني يروي مشوار حياته
نشر في البلاد يوم 09 - 08 - 2010

فجع الوسط الادبي والمثقفون والشعراء بمقتل الشاعر والاعلامي فيصل البركاتي الذي قتلته يد غادرة وكنت قد التقيت وأجريت حوارا مكثفا مع الاذاعي القدير فيصل البركاتي يرحمه الله، ألقيت فيه الضوء على مسيرته الفنية والأدبية والشعرية ويسرنا نشر هذا الحوار اليوم مع الفقيد الشاعر.
السيرة الذاتية
الاسم: الشريف فيصل بن علي بن عبد الحميد الحسيني البركاتي.
ولد فيصل البركاتي بوادي فاطمة قرية أبي عروة عام 1948م، أما النشأة الأولى فقد نشأ في قرية أبي عروة ودرس المرحلة الابتدائية بها حيث تخرج من مدرسة أبي عروة الابتدائية عام 1961م. بعد ذلك انتقل مع والده إلى مكة المكرمة والتحق بمعهد المعلمين بمكة لينال التحصيل العلمي من هذا الصرح الذي كان يضم نخبة من رجال العلم والأدب وبعد المعهد التحق بالحياة العملية فكانت أول وظيفة له بإدارة الجوازات والجنسية بمكة المكرمة بوظيفة محرر بإدارة الجنسية فواصل العمل والدراسة إلى أن حصل على الشهادة الثانوية، ثم واصل تعليمه الجامعي منتسباً حتى حصل على الشهادة الجامعية ليسانس قسم تاريخ عام 1978م
المسار الفني والأدبي:
كان الإذاعي فيصل البركاتي يهوى العمل الإذاعي وله أمنية أن يكون مذيعاً في الإذاعة. في عام 1970م انتقل عمله إلى إدارة الجوازات والجنسية بجدة ومن ثم التحق بالإذاعة السعودية بجدة متعاوناً كمقدم للبرامج وأيضاً ممثل دراما إذاعية درجة أولى.في عام 1977م أجيز ليكون مذيعاً على الهواء لتنفيذ الفترات الإذاعية بعد ذلك اتجه لكتابة الدراما الإذاعية فكتب للإذاعة عدداً من البرامج والمسلسلات الإذاعية كما سنأتي على ذكرها لاحقا .أما بالنسبة للصحافة فقد كتب للصحافة ما ينوف عن 500 مقال صحفي بعنوان (نافذة فنية) وعنوان (وجهة نظر) وعنوان (إضاءة في ندوة الفنون)ومقالات أخرى.
الإصدارات والمؤلفات:
قدم للمكتبة العربية خمسة دواوين شعرية هي "ديوان مناجاة في وادي الأمل , مشاعر وأحاسيس,الموعد المنسي ,إلى عشاق الكسرات , ديوان لولاك يا حبيبتي" وأما الديوان السادس فهو تحت الطبع وسوف يصدر باسم أغاني المحبين.
صدر له عدد من دواوين الشعر المسموعة منها (أهواك يا عمري).(يا مدعي الحب) (كسرات شعبية) (ليلة العمر) (نشرة الأخبار).
تعاون فيصل البركاتي مع الفنانين الجزائريين حيث قام الملحن الجزائري المعروف قويدر بوزيان بتلحين عدد كبير من أشعار البركاتي بعضها قام بأدائها بنفسه وبعضها لفنانين وفنانات.
صدر شريط عام 97 بعنوان (وجهة نظر) من شعر فيصل البركاتي والحان وغناء قويدر بوزيان.
صدر شريط بعنوان (رسالة وفاء) من شعر فيصل البركاتي وألحان كل من الموسيقار طارق عبدالحكيم والفنان احمد عنبر والفنان الجزائري قويدر بوزيان وقامت بأداء الأغاني الفنانة الجزائرية ندى الريحان.
في الدورة الثالثة التي أقيمت في مدينة دمشق بسوريا تحت رعاية الرئيس بشار الأسد وجامعة الدول العربية رُشح فيصل البركاتي ليكون عضو مهرجان الرواد والمبدعين العرب، وبعد انتهاء الدورة الثالثة رشح ايضا ليكون عضو اللجنة العليا بمهرجان الرواد والمبدعين العرب والذي أقيم مؤخرا بالعاصمة الأردنية الهاشمية تحت رعاية جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
شارك الاستاذ فيصل في منتدى المثقف العربي الملتقى السادس عشر الذي أقيم في القاهرة الأحد 7 إبريل 2002م وفيه جرى تكريم الأديبة الجزائرية الأستاذة نصيرة الشاوي وقد شارك البركاتي مع زملائه الشعراء العرب في إقامة أمسية شعرية.
باسمي ونيابة عن مشرفي وأعضاء المنتدى أرحب بك أجمل ترحيب عبر منتديات أملج لكل العرب ولك فائق الشكر حيال تلبيتك لهذه الدعوة؟
أهلا وسهلا بك وبالإخوة الكرام مشرفي وأعضاء المنتدى وأنا من يسعد بكم أيها الأحباء..وشكرا على استضافتكم التي أتشرف بها كثيرا
عطاء حافل ومسيرة مشرفة عبر مشوارك الإذاعي أستاذ فيصل، بودنا في البداية أن نسأل هل كان لتوجهك الإذاعي جذور في الطفولة وماذا عن بداياتك الإذاعية؟
جميل أنك سألتني عن الطفولة، أتذكر جيدا في طفولتي أنني كنت المسئول عن تشغيل (الراديو) لوالدي رحمه الله. كان والدي يأتي بعد المغرب إلى البيت وأقوم فور وصوله بتشغيل الراديو وأبحث عن أخبار صوت العرب، لندن، واشنطن، وبالطبع إذاعة جدة التي كانت تذيع من مكة المكرمة آنذاك ومن هنا بدأ الحس الإذاعي لدي وكنت في تلك الفترة أقلد المذيعين أمثال : عبد الله راجح وبدر كريم. ثم بعد ذلك أكملت مراحل دراستي الأولى إلى أن تخرجت من معهد المعلمين بمكة المكرمة ولم أمارس التعليم بل عملت في إدارة الجوازات والجنسية بمكة ثم بعد ترقيتي انتقلت للعمل في جوازات جدة وهنا أصبحت قريباً من حلم الطفولة (إذاعة جدة) ولعل ما شجعني لأتقدم إلى الإذاعة الإذاعي الكبير حسين النجار حيث أنني تزاملت معه في آخر سنة له في المعهد وحين تقدم للإذاعة آنذاك اختير ليكون مذيعا في تلك الفترة وهذا ما دعاني لأتقدم بطلب التعاون في العمل الإذاعي بإذاعة جدة عام 70م ولله الحمد أجريت الاختبار المعّد للقبول ونجحت فيه ولكنني حوّلت إلى قسم التمثيل لأكون ممثلا وليس مذيعا، في الحقيقة لم يعجبني هذا التوجه في البداية ولكن شجعت نفسي لأكمل طريقي في الإذاعة مقدما أو ممثلا ولله الحمد أصبحت مقدما رسميا في 77م حيث أجريتُ أول تجربة صوتية لي ورشحت من خلالها لأصبح مذيعا رسميا في إذاعة البرنامج الثاني
* بودنا أن نعرف أهم البرامج التي قمت بإعدادها وتقديمها؟
** دعني في البداية أوضح الفرق مابين الإعداد والتأليف. لنأخذ على سبيل المثال برنامج كسرات شعبية يعتبر هذا البرنامج برنامجاً إعداديا وذلك لأنني أقوم بجمع الكسرات من الشعراء وأقوم بإعدادها لتصبح جاهزة للطرح الإذاعي (أي أنها ليست من تأليفي) أما بالنسبة للمسلسلات التي أكتبها فهي عبارة عن تأليف وهنا بالذات لي عتب كبير على بعض الزملاء حين يقولون (تمثيلية أو مسلسل من إعداد كذا) وهذا خطا كبير الصحيح أنه تأليف وليس إعداد.أما بالنسبة لأهم الأعمال التي قدمتها
مسلسل (وأشرقت الشمس) ومسلسل (الوصية) و(الموعد المنسي) و(جراح الأحبة) وبرنامج (صنعة في اليد) و(رمضانيات) وكذلك برنامج (كسرات شعبية)..و برنامج (كلمة لك وكلمة عليك) والذي أسند إليّ تأليفه كبرنامج درامي إذاعي أسبوعي يعالج السلوكيات الحياتية المعاصرة.. وأيضا قدمت برنامج تمثيلي بعنوان(الصنعة شرف)
وكتبت لإذاعة جدة عدد من الرباعيات والتي تقدم أيام العيد في اربع حلقات منها (هلال وقمر) (وغدا يشرق الحب) (وأضاءت الشموع) (عودة الغريب) (رابح وأسماء).وغيرها من الأعمال.
* أستاذ فيصل هناك من يردد أن لدينا إعلاما إذاعيا تجاريا وليس لدينا إعلاما إذاعيا ثقافيا ما هو رأيك؟
** في الحقيقة أنا عاصرت الإذاعة منذ السبعينات الميلادية وفي تلك الفترة كان هناك استقطاب للمثقفين العرب وكان للمذيعين اهتمام كبير بالمواد التي تنتج.الآن اتجهت الإذاعة إلى التخفيف من الأعباء المالية وذلك عن طريق البرامج المفتوحة على الهوى.. المؤسف أنها باتت كثيرة والأسئلة المطروحة من خلالها في منتهى السطحية ناهيك عن المجاملات الكذابة وبالأخص عندما يقال للمذيع الفلاني أنت أفضل مذيع وبرنامجك أفضل برنامج.. هنا يصاب البعض بالغرور وحتماً سرعان ما ينتهي مشوارهم الإذاعي.
* كيف يقّيّم العمل الإذاعي وكيف تنظر إلى مستوى إذاعتنا السعودية اليوم؟
** الإذاعة مرت بحقب عدة كانت في السبعينات الميلادية مميزة جدا وحظيت في تلك الفترة بأصوات رائعة جدا أمثال عبد الله راجح وبدر كريم والدكتور محمد صبيحي والحقيقة أن هذه الأصوات لازالت عالقة في أذهان الناس، جاءت بعد ذلك فترة الثمانينات الميلادية حيث اتجهت الإذاعة نحو الثقافة والفنون وقدمت أصوات غنائية جميلة أمثال طلال مداح ومحمد عبده وعلى عبد الكريم وعبادي الجوهر أما في التسعينات فقد قامت باستقطاب كتاب من خارج المملكة لكتابة المسلسلات والبرامج الإذاعية. الآن ولله الحمد المخرجون سعوديون وفيهم الخير والبركة. المشكلة برأيي تكمن في مسرح الإذاعة وكذلك مسرح التلفزيون على حد سوى لقد اختفى المسرح ومع غيابه افتقدنا الفرّق الموسيقية والمواهب الجديدة.. لم نعد نرى مواهب جديدة كما كان في السابق.
* هناك من يصف الإذاعة السعودية بالسلحفاة كناية عن جمودها وتعثرها؟
** والله أنا أقول إن كل الإذاعات العربية يستحقون لقب "سلاحف " وإذاعتنا رغم القصور إلا أنها أدت دورها وخير دليل أنها لاتزال تنال جوائز قيمّة في المسابقات الدورية والتي تنافس من خلالها الإذاعات العربية الأخرى بل أن إذاعة البرنامج الثاني على وجه الخصوص دائما ما تفوز بجوائز مهمة وهنا دعني أقول أن إذاعتنا أفضل سلحفاة عربية.
* برأيك أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في المذيع ليكون ذا مقدرة في قيادة العمل الإذاعي؟
** سؤال جميل.. أولا : يجب أن يكون سريع البديهة وذكي.
ثانيا : لابد أن يكون ذا صوت جميل ومخارج الحروف لديه تكون جيدة وسليمة
ثالثا : لابد أن يكون جيدا في اللغة العربية.
* نود أن نعرف أسماء المذيعين الذين تتابعهم دائما وتشعر بأنهم مذيعون جيدون؟
** كلهم فيهم الخير والبركة ولكن في الحقيقة يعجبني سعود الذيابي وسلامة الزيد وعبد الرحمن الدبيسي.
* أستاذ فيصل للكتابة الإذاعية أجواء خاصة وأعرف أن لك باعاً في هذا المجال بودنا أن نتعرف على هذه الأجواء وما الفرق بين الكتابة الإذاعية والكتابة التلفزيونية؟
** أولا لابد أن يكون للكاتب حصيلة من الثقافة وتظل الموهبة سيدة الموقف وهذه الموهبة إن لم تتناغم مع الحصيلة الثقافية فلن تتم الكتابة الجيدة.. طبعا الكتابة تحتاج إلى هدوء ولابد أن يكون الكاتب بصحة جيدة ليتمكن من الكتابة بوعي تام.. أما بالنسبة للفرق بين الكتابة الإذاعية والتلفزيونية فالفرق يكمن في الدراما وذلك لأن الدراما الإذاعية تتطلب وجود حوار متسلسل وفاصل موسيقي يكون بين كل "مسّمع " وآخر يختاره المخرج بعناية ويكون دالا على مضمون الحوار ليتفاعل معه المستمع. أما بالنسبة للتليفزيون فهناك ما يسمى ب " السيناريو " وهو عبارة عن وصف مكاني للمشهد على سبيل المثال : يكتب السينارست أن هذا المشهد في الليل ويتطلب كذا وكذا أي انه يوصف المكان ثم بعد ذلك يأتي دور مهندس الإضاءة لتنفيذ تعليمات السينارست وهكذا. انا أرى بأن المهمة الإذاعية أصعب من التلفزيونية لأن الممثل في التليفزيون يستطيع عمل عدة بروفات ليتقن دوره وكذلك تشاركه مؤثرات وعوامل مساعدة للبروز والظهور بشكل جيد بينما الإذاعي لابد أن يكون ذا صوت مؤثر ليتمكن من التأثير في المستمع وهنا تكون المهمة أصعب وهو ما يتطلب موهبة حقيقية بالفعل.
* ما أبرز الصعوبات التي واجهت فيصل البركاتي عبر مشواره الإذاعي؟
** حين التحقت بالإذاعة تقدمت ولم يكن لدي أي مشكلة. قدمت اختبار الفحص بكل ثقة ولم أشعر بالخوف، إلى أن جاءت المهمة الأساسية وكانت تجربة درامية مع الأستاذ سليمان عبيد في برنامج ديني كتبه الأستاذ محمد احمد باشميل رحمة الله اسمه " المستقبل الكشاف "..أذكر أنني حضرت إلى الإذاعة في المساء وإذ بقلبي يرجف بطريقة مرعبة وما إن شاهدت الضوء الأحمر على بوابة الإستديو وإذا بالخوف يزداد أكثر وأكثر.على أية حال قُدم لي النص وو الله تشابكت الخطوط أمامي من الهلع ولم أفهم شيئا.. جاءني في حينها الأستاذ علي البعداني وقال (يا فيصل كلنا مرينا بهذه اللحظة اثبت وكن قد المسؤولية).. ولكنني للأسف قدمت تلك الفقرة بشكل سيئ للغاية ولكنها لم تعيقني عن إكمال المشوار بل أنها كانت الشرارة الأولى للتحدي والمضي قدما نحو الهدف المنشود ولله الحمد أصبح الأمر عاديا بعد ذلك.
* يشاع أن هناك لوبياً منظماً يقود العمل الإذاعي في إذاعة البرنامج الثاني تباعا لمصالحه الشخصية ما صحة ذلك؟
** لابد من وجود مجموعة لقيادة أي عمل مهما كانت طبيعته لكن تظل الشفافية مطلوبة وفي عملنا الإذاعي تكون مطلوبة أكثر وذلك من حيث انتقاء البرامج والمذيعين والمخرجين ونحن نحسن الظن ونقول أنهم مجتهدون وكل شخص له رؤية وفكر مختلف.
* طبعا هذه إجابة دبلوماسية؟
** والله يا أنس إن كنت تقصد الواسطة فهي موجودة في كل مكان ولكن المذيع أبو واسطة لا يستطيع الاستمرار، هناك عدد كبير من المذيعين جاءوا عن طريق الواسطة..لكنهم لم يستمروا وذلك لان العمل الإذاعي كما ذكرت لك يتطلب موهبة حقيقية وتأسيس جيد.
* صف لي علاقتك مع زملائك الإذاعيين؟
** والله أنا رجل مسالم ومن هنا أرى بأن علاقتي بهم جيدة وليست لدي مشاكل مع أحد.
* نود أن نعرف أميز الأسماء التي تزاملت معها؟
** كثيرون منهم الأستاذ : ناجي طنطاوي كمقدم وممثل وكذلك خالد زارع وعلي البعداني ومحمد حمزة ويوسف شاولي وكذلك الرائع سعود الذيابي وبالمناسبة بدأنا أنا وسعود في سنة واحدة وكنا أصغر المذيعين في تلك الفترة والتي كانت تحفل بعدد من الإذاعيين الكبار..أذكر كلمته لي جيدا " يا خوي يا فيصل المجال الإذاعي صعب وما لظاهر إنا مكملين " قلت له في ذات اللحظة " لابد أن نوصل يا سعود " وأنظر ما شاء الله هو اليوم من أهم المذيعين وأصبح مديرا تنفيذيا في إذاعة البرنامج الثاني.
* أستاذي الكريم دعني أعرج بالحديث لنقف عند رحلتك الجميلة مع برنامجك الشهير كسرات شعبية.. من أين جاءت فكرة البرنامج؟
** دعني أقول للتاريخ أن الفكرة لم تكن من عندي إطلاقا، كان هناك أحد مدراء الإخراج الإذاعي وهو الأستاذ محمد طاهر بخار ي رحمه الله. أتيت إليه ذات يوم بفكرة برنامج درامي بعيد كل البعد عن اتجاه الشعر والكسرة. أخذ الأوراق من يدي ووضعها جانبا وقال يا فيصل (انا لا أعرف الكسرات ولا افهم فيها لكن بتصلني رسائل تطالب بوجود برنامج كسرات عبر الإذاعة فكّر لي في برنامج يحاكي الكسرة أنا وليتك الموضوع أريد برنامج للكسرة كيف؟ ما أدري الموضوع بين يديك).
في الحقيقة اعتبرت الموضوع موضوعاً تعجيزياً وذلك لأن مصادر الكسرة في تلك الفترة قليلة جدا حتى لو أردت التأليف فلن أتمكن من التأليف سوى لدورة واحدة وستنتهي مهمتي عند هذا الحد، على اية حال قبلت التحدي وقدمت أول حلقة وكانت في عام 96م وبعد تقديم الحلقة تفاجأت بالكم الهائل من الرسائل المهنئة والمشاركة من جميع أرجاء الوطن وبالأخص من المدينة المنورة ومن هنا أصبح البرنامج يعد نفسه بنفسه وأصبحت الكتب تأتيني من الزملاء وقمت بعد ذلك باستقطاب عدد من مغني الكسرة أمثال فصّال الجحدلي وسعد الودياني وعابد البلادي وحسن عبدالله وكذلك مغنيّ الرديح أمثال عبدالله بن عطية وجبارة العروي وغيرهم حتى اصبح البرنامج ملء السمع بين محبي الكسرة.
* متى تم الإعداد الحقيقي للبرنامج؟
** في بداية شهر رجب لعام 1416ه وكان الأستاذ بكر باخيضر في تلك الفترة مديرا للإذاعة وبدا سعيدا بهذا النجاح وكان يتلمس ذلك من خلال الرسائل المهنئة.. في الحقيقة كنت أقرأ كل الكسرات التي تردني وما أراه مناسبا ليذاع أذيعه من دون أي تردد ومن هنا اكتسب البرنامج شعبية كبيرة ولله الحمد.
* ولكن هناك من يردد بأن البرنامج بات مملاً لم تتغير صورته النمطية منذ بدايته؟
** مؤكد أنه لم يتابع البرنامج جيدا..فالبرنامج حين بدايته كانت الموسيقى المصاحبة له السمسمية والعود وبعد ذلك عملنا أوركسترا موسيقية واستقطبنا عدداً من الأصوات الجيدة التي تغني الكسرة وأصبح لدينا أكثر من 20 مغنياً للكسرة فكيف لم يتطور البرنامج.
* هم لا ينظرون للشكل بقدر ما ينظرون إلى المضمون؟
** أولا البرنامج يذاع في نطاق ضيق وهو نطاق الكسرة والكسرة إما أن تكون كسرة سلام أو كسرة ورد أو محاورة ونحن لدينا نصف ساعة ونصف ساعة غير كافية للتغير والتلوين وما إلى ذلك وكوني استطعت أن أعمل كل هذا في نصف ساعة فهنا أرى بأنني قمت بدوري والباقي على الله.
* نود أن نعرف أهم الشعراء الذين استضفتهم عبر برنامجك كسرات شعبية؟
** حاولت استقطاب شعراء من ينبع لإجراء مقابلات معهم لكن الخوف كان حاجبا دون ظهورهم في البرنامج فقد أعتذر شعراء كثر منهم عايش الدميخي وجبارة العروي واحمد الدبيش لكنني استطعت أن اجري لقاءً مع أحمد عطا قاضي وكان لقاء في منتهى الروعة وكذلك فيصل رباح الاحمدي وأذعت كسرات كثيرة للشاعر ناصر الحجوري ثم بعد ذلك بدأت اكتب عن شعراء الكسرة من خلال موسوعة شعراء الكسرة للأستاذ عبدالرحيم الاحمدي فكتبت عن الكرنب والقريشي وذيبان وطه بخيت وغيرهم.كذلك كتبت عن عدد كبير من شعراء الوادي.
* هل من موقف مؤثر من خلال البرنامج؟
** أتذكر في حلقة الكرنب وكانت الحلقة رقم ثلاثين من البرنامج حيث شاركني فيها سعد الودياني وهو مغنٍ ذو صوت جميلة وحين جاءت كسرة الرثاء من الشاعر عبد الرحمن القاضي والتي تقول:
الناس تفرح نهار العيد..وانا عيوني ذرف ماها
على الذي للمعاني جيّد..اقفى عن الدار وأخلاها
غناها سعد بصوت شجي وإذ بالدموع تنهمل من عيني وكأن المتوفى والدي وشاهدت المخرج يوسف فرج وقد دمعت عيناه من تأثير غناء الكسرة
* هناك عتب كبير من شعراء املج لم تستضف أي شاعر من أملج؟
** في الحقيقة أنا من اعتب على أحبتي في املج.. لم تصلني منهم أي رسالة بالرغم من أني أذعت لهم عدداً من المراسلات التي جرت بينهم وبين شعراء ينبع كنت أتمنى تواصلهم معنا..
* ومن تعرف من شعراء أملج؟
** لا أعرف منهم سوى العزازي وعبد الله باخت وناصر المحياوي.
* موقف عرفت من خلاله مدى انتشار البرنامج بين عشاق الكسرة؟
** كنت في ينبع ذات مرة وبالتحديد في البنقلة وددت شراء (سمك) من هناك على اية حال قابلت اثنين من كبار السن رددت عليهم السلام وإذا بأحدهم يقول يا ولد أنت ولد مّن صوتك ما هو غريب.قلت لهم ما تعرفوني أنا ما ني من ينبع قالوا إلا صوتك ما هو غريب قلت انتم تتابعون برنامج كسرات شعبية في الإذاعة قالوا نعم قلت لهم أنا المعد والمقدم فيصل البركاتي قالوا ماهو معقول إن كنت صادق عطنا أخر كسرة. في الحقيقية تورطت وأعطيتهم كسرة قديمة وكانت ردة فعلهم أن عرفوا بأنها من الكسرات القديمة وقالوا هاذي قلتها من أول عطنا الجديد. من هنا عرفت أن البرنامج أدى رسالته.
* لكن المصادر تؤكد توقف البرنامج؟
** والله يا أخي هي رؤى وأفكار..البرنامج توقف قبل ذلك بعد أن أذاع 473 حلقة ثم أذيعت 90 حلقة منه في إذاعة الرياض وبرأيي ان البرنامج لو لم يكن ناجحا لما وصل لهذا الرقم..الآن يوجد بعض الآراء ونحن نحترمها ولكن هناك مطالبة ملحة من محبي البرنامج بإعادته وإن شاء الله سيعود قريبا ضمن الدورة الإذاعية الجديدة بداية محرم وسيكون ضمن برنامج الخيمة الشعبية.
* حضرت لك أمسية في مسرح ابرق الرغامة بجدة وتحدثت من خلالها عن الإهمال الذي نال شعر الكسرة برأيك إلى أي مدى آثر ذلك على انتشارها ولماذا ألغيت العديد من صفحاتها عبر صحفنا السعودية؟
** كان الهم الكبير في المحاضرة يتحدث عن الكسرة بين الإهمال والتدوين واثبات الوجود، في الحقيقة إنني لاحظت أن جريدة المدينة على سبيل المثال اهتمت بشعر الكسرة من خلال تخصيص صفحة كاملة لها بمسمى "تضاريس الكسرة "لكنها اختفت بعد ذلك وأنا أرى بأن الخلل يكمن في من تعاقب على إعداد الصفحة. كان عابد العويضي مجتهد في البداية رغم ضعفه في نظم الكسرة جاء بعده سعد الجحدلي الى أن وصلت إلى عبد الله الفارسي والذي حولها إلى صفحة بمسمى ذاكرة شعبية واهتم من خلالها بالشعر الشعبي وشعر القلطة وشعر الجنوب متجاهلا خصوصية الكسرة ولمّته على ذلك فرّد علي ببرود " لم أستفد من الكسرة "..لم أعلق على جوابه وأرى بان المضمون من كلامه واضح للجميع.
* لو عرضت عليك الصفحة هل ستوافق؟
** والله سأرحب وبكل سرور.
* أستاذ فيصل وعبر هذا المشوار الطويل من العمل المميز عبر الإذاعة هل تستطيع أن تقول أنك قدمت الصورة التي كنت تتطلع اليها؟
** أبدا لازال لدي الكثير. من يقول انه وصل فهذه بداية نهايته هناك الكثير يا عزيزي.
* ما الجديد الذي ستطالعنا به؟
** مسلسل سيقدم مع بداية شهر ذي الحجة في 13 حلقة بعنوان رحلة في رحاب الله يعبر عن رحلة للحج يكون فيها مرشد ديني وأخر طبي لغرض التوعية
* كلمة أخيرة تود أن تختم من خلالها لقائنا معك؟
** جمهور الكسرة أحبه في كل مكان وأكن له كل مودة وتقدير ومن هنا آمل منه التواصل والمشاركة الدائمة وأكرر الشكر لكم في منتديات أملج لكل العرب ودمتم بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.