خيّمت غيمة من الأمل على أسواق النفط العالمية جراء الاتفاق الأخير لمنظمة (أوبك) والمنتجون غير الأعضاء لخفض مشترك لإنتاج النفط وتقليص تخمة الإمدادات العالمية بعد أكثر من عامين من انخفاض الأسعار. وتوقع عدد من المحللين والمسؤولين حدوث ارتفاع ملموس في أسعار النفط خلال الربع الأول من 2017م. وتوقّع وزير النفط ووزير الكهرباء والماء، عصام المرزوق، وصول سعر برميل النفط إلى نحو 60 دولاراً للبرميل مع بداية تطبيق خفض الإنتاج المتفق عليه بين كبار المنتجين يناير المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن المرزوق قوله: نأمل في الوصول إلى هذه الأسعار للمحافظة على حصص الدول من داخل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومن خارجها والاحتفاظ بعملائها. وأضاف: منظمة «أوبك» وكبار المنتجين من خارجها سيلتزمون باتفاق تخفيض الإنتاج، مشيراً إلى أن التصريحات التي صدرت عن الدول جميعها «مبشّرة بالخير» على أن يتم تحديد آلية مراقبة الأسعار خلال اجتماع مع الأمين العام ل»أوبك» في يناير المقبل. وكانت أسعار النفط قد استقرت أمس وسط توقّعات بشح وشيك في السوق عام 2017م بسبب تخفيضات الإنتاج المزمعة بقيادة أوبك وروسيا، وذلك بعد تراجعات حادة في وقت سابق إثر رفع الفائدة الأمريكية الأربعاء الماضي الذي أدى إلى نزوح المستثمرين عن السلع الأولية، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت العالمي ثلاثة سنتات عن الإغلاق السابق إلى 53.93 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط ثمانية سنتات عن التسوية السابقة إلى 50.96 دولار للبرميل. وقال بنك ايه.ان.زد ، إن أسواق النفط ستنتقل إلى عجز كبير في الربع الأول من 2017م إذا مضت (أوبك) والمنتجون الآخرون بقيادة روسيا في تخفيضات الإنتاج التي أعلنوها والبالغ حجمها نحو 1.8مليون برميل. وقال البنك: من المرجح أن يدفع هذا أسعار النفط إلى أعلى بكثير من60 دولاراً للبرميل أوائل العام المقبل». وعلى الصعيد ذاته، أكد المحلّل الاقتصادي سعد آل حصوصة ل»الجزيرة» وجود معطيات محفزة ومؤشرات كبيرة لارتفاع أسعار النفط خلال الفترة القريبة المقبلة، والتي من أهمها الاتفاق على تخفيض الإنتاج بين منظمة أوبك وبعض المنتجين من خارج المنظمة. وتوقّع أن يكون هناك تحسن ملحوظ في أسعار النفط، يمكن معه أن تتجاوز أسعار النفط60 دولاراً للبرميل في الربع الأول من 2017م، حيث إن من المرجح إعادة التوازن بين العرض والطلب في تلك الفترة والحد من تخمة المعروض. وقال آل حصوصة: جميع المؤشرات الاقتصادية تدل على أن هناك تحسناً وتعافياً في أسعار النفط أو بقائها في طور الارتفاع مستقبلاً، مع تحسن الطلب العالمي للنفط، أي أن مؤشرات ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة قائمة، من خلال وجود المعطيات المحفزة لذلك، إذ نستطيع القول إن أسعار النفط في محصلتها الإجمالية تتجه إلى الارتفاع، خصوصاً في فترة الشتاء التي يزداد فيها الطلب على النفط، بالإضافة إلى إمكانية وجود شح في المعروض النفطي في هذه الفترة. يذكر أن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، أوضح الأربعاء الماضي أن سوق النفط سيستغرق وقتاً للتعافي بعد اتفاق عالمي بين أوبك ومنتجين منافسين للحد من الإمدادات. وتوقع الفالح أن يستغرق المفعول الفعلي من ناحية الأساسيات عدة أشهر لينعكس في السوق. وأضاف: هي خطوة غير مسبوقة (الاتفاق بين أوبك والدول غير الأعضاء) سيتبعها التزام عال جداً وسنرى الأثر في نهاية الأمر في معدلات العرض والطلب وانخفاض تخمة المخزون النفطي خلال 2017م». وتوصلت (أوبك) والمنتجون غير الأعضاء بالمنظمة السبت الماضي إلى أول اتفاق منذ 2001م لخفض إنتاج النفط وتقليص تخمة الإمدادات بعد أكثر من عامين من انخفاض الأسعار.