كشف القنصل العام لدولة فلسطين لدى السعودية السفير محمود الأسدي في حوار خاص مع «الجزيرة» أن عدد الجالية الفلسطينية في المملكة نحو نصف مليون لاجي، يتوزع أكثر من ثلثهم في المنطقة الغربية، مؤكدًا أن القيادة الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن باستمرار، للاضطلاع بالتزاماته إزاء احترام وذضمان احترام القانون الدولي، من أجل وقف الانتهاكات والجرائم إلإسرائيلية بحق أبناء شعبنا واسترداد كافة حقوقنا المشروعة بما فيها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكَّد أنهم يعكفون حاليًا على تقديم وطرح مشروع حول الاستيطان واعتداء المستوطنين بالتشاور مع الدول العربية والدول الصديقة في حكم أن فلسطين أصبحت دولة عضوًا في عديد من المنظمات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية. * بداية ما المهام المناطة بالقنصلية؟ - تعد قنصلية دولة فلسطين في جدة حلقة الوصل مع أبناء الجالية الفلسطينية في المنطقة الغربية، وكذلك مع الدوائر الحكومية في المنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية، حيث تقدم كافة الخدمات للمواطن الفلسطيني، وذلك من خلال استقبال المعاملات المقدمة من الإخوة المواطنين. وتنقسم القنصلية إلى عدة أقسام: قسم جوازات السفر - فلسطينية، قسم الوثائق المصرية الذي يقوم بعمل خطابات موجهة لقنصلية جمهورية مصر الشقيقة في جدة من أجل تجديد وثائق السفر المصرية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، قسم الوكالات بمختلف أنواعها بما في ذلك التصديق على الشهادات والمستندات حسب النظام، قسم شؤون الجالية والرعايا الذي يعنى بمتابعة أي مشكلة تواجه أبناءنا المواطنين. كذلك تقوم قنصلية فلسطين بجهود جبارة من أجل التسهيل على الحجاج الفلسطينيين، ويتمثل ذلك في استقبالهم في المطار فور وصولهم وتأمين أدوية ومستلزمات طبية لهم ومتابعتهم بمجرد وصولهم إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة وتفقدهم طوال فترة الحج وأن شعارنا دومًا خدمة أبنائنا المواطنين، وبذل الجهود من أجل تذليل كافة العقبات والتخفيف عن كاهل الجالية الفلسطينية قدر المستطاع، وفقًا للقوانين المحددة وبناء على توجيهات فخامة السيد الرئيس محمود عباس. وتقوم القنصلية أيضًا بالتواصل مع القنصليات العربية والأجنبية ومخاطبتهم إن دعت الحاجة. وتشارك أيضًا في كافة الفعاليات والمناسبات والمؤتمرات المحلية والدولية التي تنعقد في جدة. * ما أبرز أوجه التعاون بين البلدين وكيف ترون تنمية هذه الأوجه خلال الفترة القادمة؟ - كما عهدناها، تظل مواقف المملكة العربية السعودية الشقيقة ثابتة وراسخة تجاه القضية الفلسطينية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود وحتى الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث تؤكد المملكة دائمًا وباستمرار على حق الشعب الفلسطيني المشروع في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وتحقيق السلام العادل والدائم. ونحن نعرب دائمًا عن تقديرنا البالغ لمواقف المملكة العربية السعودية الداعمة والمساندة لفلسطين، وما يحظى به الشعب الفلسطيني من دعم ورعاية واهتمام من المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا وأن دولة فلسطين تؤيد المملكة العربية السعودية باستمرار في كل ما تفعله ضد التطرف وضد العنف وضد الإرهاب لأنه الصواب. * ما أبرز العمل السياسي الخارجي للممثليات الخارجية لدولة فلسطين في الدفاع عن القضية الفلسطينية؟ - تعد ممثليات فلسطين في الخارج القلب النابض للعمل الدبلوماسي الفلسطيني، حيث تعمل ممثلياتنا في الخارج على تنسيق الجهود في كافة المحافل الدولية، من أجل وضع الخطط التي تكفل الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. حيث تقوم الممثليات والسفارات بالخارج بمهامها على أكمل وجه، من خلال إنشاء قنوات اتصال مع الدول المضيفة ووضعهم في صورة الأحداث والتطورات في فلسطين وتصدر البيانات المهمة عن كافة نواحي الحياة السياسية والواقع الفلسطيني داخل الوطن، حيث إن تعزيز هذه القنوات يسهم.في تعميق وإبراز قضيتنا العادلة، والانتصار لها، ويسهم كذلك في مراعاة مصالح الوطن وتحقيقها. * كم عدد الجاليات الفلسطينية في السعودية وما أبرز الأعمال التي يعمل فيها الفلسطينيون؟ - يقدر عدد الجالية الفلسطينية في المملكة بنحو نصف مليون لاجي، يتوزع أكثر من ثلثهم في المنطقة الغربية، ونعمل حاليًا ضمن إطار خطة لإحصاء عددهم وأسمائهم بالتفصيل. ويعمل الفلسطينيون في كافة المجالات، كالأطباء والمهندسين والمحاسبين، الخ.، إضافة إلى المهن الحرفية. وأن الشعب الفلسطيني على مستوى من الكفاءة، وكذلك يوجد عدد كبير من المستثمرين في كافة دول العالم. * هل هنالك توجه لاستقدام وحلول لتوفير تأشيرات للإخوة الفلسطينيين للعمل في السعودية في مهن جديدة؟ - في الوقت الراهن، التأشيرات صعبة، ولكن هناك اتصالات لترتيب الأمور لما فيه مصلحة الشعبين السعودي والفلسطيني. * ما أبرز التحديات والمصاعب والعوائق التي يواجه السكان في المدن المحتلة بفلسطين وما دوركم في الشأن السياسي الخارجي للتخفيف من وطأة هذه الضغوطات وترتكب قوات الاحتلال وقطعان وعصابات المستوطنين انتهاكات كبيرة في حق شعبنا الفلسطيني في الداخل، تشمل اعتداءات جسدية ينتج عنها إما القتل أو الإصابة، إضافة إلى الاقتحامات التي تشمل المسجد الأقصى وباقي المساجد ومداهمة البيوت والاعتداء على السكان والتفتيش والاعتقال، وتقوم قوات الاحتلال بمصادرة الأراضي وتجريفها وهدم البيوت. ولا ننسى الانتهاكات الكبيرة بحق أسرانا البواسل الذين يقبعون في سجون الاحتلال وما يواجهونه ويعانون منه من ظلم واعتداء وعزل وقمع، إضافة إلى عدم السماح لهم بلقاء ذويهم. وتقيم قوات الاحتلال الحواجز ونقاط التفتيش في جميع أنحاء المدن والقرى الفلسطينية المحتلة، حيث يعاني السكان من تأخير وإعاقة لحياتهم اليومية، مثل إعاقة ذهابهم إلى العمل والمدارس والجامعات في ظل وجود هذه الحواجز وتدعو القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن باستمرار، إلى الاضطلاع بالتزاماته إزاء احترام وضمان احترام القانون الدولي، من أجل وقف الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا واسترداد كافة حقوقنا المشروعة بما فيها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ونؤكد بأننا سنواصل استخدام كافة الوسائل المشروعة والسلمية والقانونية من أجل تحقيق الهداف، وهذا، يتضمن دعمنا للجهود الدولية، بما في ذلك المبادرة الفرنسية التي أعلنت إسرائيل رفضها لها وسنقوم بتقديم وطرح مشروع حول الاستيطان واعتداء المستوطنين بالتشاور مع الدول العربية والدول الصديقة في حكم أن فلسطين أصبحت دولة عضوًا في عديد من المنظمات الدولية بما فيها المحكمة الجنائية. * ما جهود الدولة والبعثات السياسية والوفود الخارجية في الاعتراف بدولة فلسطين وجمع أكبر كم من الدول الخارجية المعترفة بها؟ - تقوم القيادة الفلسطينية وعلى رأسها فخامة السيد الرئيس محمود عباس بالعمل ليل نهار من أجل تحقيق الاستقلال ونيل الحقوق الفلسطينية المشروعة والاعتراف بدولة فلسطين. ونحن في البعثات الخارجية نعمل بتعليمات القيادة وبشكل مكثف لتحقيق مزيد من النجاحات على كافة المستويات، ونستمر في مساعينا لتطوير وتعميق وتنشيط العلاقات مع كافة دول العالم، وخصوصًا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين لحثها على الاعتراف، والتعاون في كافة المجالات، السياسية، والاقتصادية والثقافية. * هنالك مشكلات وعوائق تتعلق بحقوق الإنسان في فلسطين كيف يسير هذا الملف أمام مطالبكم في الأممالمتحدة وفي الجهات الحقوقية العالمية؟ - وصلت حالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية إلى حال يرثى لها، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته، الأمر الذي يستدعي تدخلاً قويًا، من قبل منظمة الأممالمتحدة، والدول الأعضاء، وخصوصًا مجلس الأمن، الذي هو مطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، حيث.يعاني الفلسطينيون من تضييق للخناق، وانتهاك للحقوق المدنية، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية هناك دور أساسي يقوم به مجلس حقوق الإنسان في جنيف، واللجان الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بهدف التحقق من انتهاكات حقوق الإِنسان، والمتعلقة بحالة حقوق الإنسان في دولة فلسطين المحتلة والإفادة عن الجرائم ضد الإنسانية، التي مع الأسف رفضت إسرائيل التعاون معها وستسعى دولة فلسطين إلى الانضمام إلى كافة المنظمات الدولية، بهدف صون الحقوق المشروعة، وحماية الشعب. وسوف نمضي قدمًا في الدفاع عن شعبنا الواقع تحت الاحتلال، عبر جميع الوسائل القانونية والسلمية، بما فيها متابعة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية التي انضممنا لها رسميًا. * تشتهر فلسطين بصناعات واستثمارات زراعية، هل هنالك من مستثمرين أجانب في فلسطين؟ وما توجهكم لفك القيود عن هذه المنتجات وتحريك عجلة التصدير؟ - إن قانون الاستثمار الفلسطيني لا يستثني أي مستثمر عربي أم أجنبي من التمتع بمزاياه، حيث يحصل المستثمر على إعفاءات ضريبية وجمركية وإقامة وتسهيل تصاريح الدخول والخروج لفلسطين، ويوجد عدة شراكات مع شركات مع عدة مستثمرين. وتدعو دولة فلسطين وعلى رأسها فخامة السيد الرئيس المستثمرين العرب والأجانب إلى الاستثمار في فلسطين، وهذا من شأنه أن يسهم في عملية دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني، بالرغم من المعوقات التي يفرضها الاحتلال وعدم تمكيننا من استغلال كامل أراضينا ومواردنا الطبيعية ومصادرة الأراضي لمصلحة إقامة المستوطنات التي تلتهم أراضي الضفة الغربيةوالقدس وتستنزف أغلبية ثرواتنا الطبيعية وأننا ننتظر أن تثمر المساعي التي نقوم بها وبدعم عربي ودولي من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة واستغلال كافة مواردنا كي يزدهر اقتصادنا وننعم بحياة أفضل. * هل هنالك صادرات فلسطينية تصدر إلى الخارج؟ وما دور الوزارات المعنية في فلسطين حيال ذلك؟ وما القيود المفروضة في هذا الإطار؟ - تصدر دولة فلسطين البضائع إلى مختلف دول العالم، ويستحوذ قطاع الزراعة والحجر والرخام على النسبة الأكبر من صادراتنا إلى الخارج، حيث تراوح قيمة الصادرات السنوية ما بين 700 - 800 مليون دولار أمريكي، وتقوم معظم الوزارات بالإشراف على العملية الاقتصادية، مثل وزارة التجارة والصناعة، ... الزراعة، الاقتصاد الوطني، المالية، الخ.. لكن بالطبع هناك قيود يفرضها الاحتلال الإسرائيلي تعيق عملية تحسين المناخ الاقتصادي الفلسطيني والتحكم بالموارد، حيث يفرض الاحتلال التبعية القسرية للاقتصاد الفلسطيني. * كم عدد اللاجئين الفلسطينيين في الدول الخارجية وكيف تقوم الدولة بحل قضاياهم وهل هنالك مساعٍ لعودتهم إلى الدولة؟ - إن قضية اللاجئين هي محور القضية الفلسطينية والنكبة هي الشاهد الرئيس على أكبر عمليات التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني يقدر عدد اللاجئين بنحو 7 ملايين لاجي موزعين على ما يقرب من 132 دولة، حيث يعيش نحو 46 في المائة منهم على الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة وأراضي 48، والنسبة الأكبر من اللاجئين المقيمين في المخيمات لدى الدول المضيفة موجودة في لبنان. وتسخر البعثات الفلسطينية الموجودة في معظم دول العالم، طاقاتها وجهودها لرعاية أبناء شعبنا وتقديم أفضل الخدمات لهم تتطلب رؤيتنا إلى إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين بموجب القانون الدولي والقرارات وخصوصًا القرار 194الصادر في عام 1948، الذي يؤكد على حق العودة والتعويض للاجئين، وأن دولة فلسطين والقيادة متمسكة بحق العودة وحق التعويض لجميع اللاجئين ونؤكد على التزامنا بالقرارات الدولية كأساس لحل هذه القضية. * هل هنالك من قضايا مرفوعة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجهات الدولية كمنظمة العدل الدولية والجهات الحقوقية خارجيًا؟ - الآن دولة فلسطين عضو في محكمة الجنايات الدولية، ونحاول في البداية حل القضايا عبر الأممالمتحدة. وفي حال الفشل، ليس أمامنا سوى اللجوء لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة القتلة مجرمي الحرب وقام مؤخرًا وفد من مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بزيارة فلسطين لأول مرة، وقد رحبنا بهذا الزيارة أشد ترحيب، حيث خصصت الزيارة للقيام بمرحلة الفحص الأولي للحالة في فلسطين. * كيف تقيّمون تفاعل دور جامعة الدول العربية مع القضية الفلسطينية خصوصًا أن الاجتماعات مرت بركود بعد ارتفاع الأزمات المجاورة في سورياولبنان والعراق؟ - تولي جامعة الدول العربية القضية الفلسطينية أهمية كبرى لفلسطين وقضيتها العادلة، وتؤكد دائمًا على مركزية القضية الفلسطينية، وتعمل على إبقاءها حية وفعالة على المستويين الإقليمي والدولي، وإبرازها من كافة جوانبها (القدس، الاستيطان، اللاجئين، الخ)، وتسلط جامعة الدول الضوء باستمرار على كافة.الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا وأراضيه حيث أكَّدت جامعة الدول خلال القمة العربية 27، التي عقدت في العاصمة نواكشوط، على المضي قدمًا في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي الممنهج وعلى تكريس الجهود كافة في سبيل حل شامل وعادل ودائم. ونود الإشارة إلى أنه تم عقد اجتماع وزاري مصغر في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، ضم كل من مصر، الأردن، المغرب وفلسطين، إضافة للأمين العام لجامعة الدول، بشأن التحرك لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وتم إصدار بيان للجنة، يقضي بمطالبة المجموعة العربية بالأممالمتحدة لتحريك الموقف الدولي لدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحديد عناصر لمشروع قرار حول الاستيطان وكذلك التواصل مع الفرنسيين بشأن دعم المبادرة الفرنسية وعقد مؤتمر دولي للسلام هذا العام. وطالب البيان أيضًا بمتابعة مسألة انضمام فلسطين للأمم المتحدة كعضو كامل وطبعًا، وكما تعلمون، في جامعة الدول العربية وكذلك منظمة التعاون الإسلامي، تبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية والقضية الأولى في ايي اجتماع وعلى أي مستوى. * كم عدد السجناء الفلسطينيين في السعودية وما قضاياهم وما مدى تعاملكم مع وزارة الداخلية السعودية في ذلك؟ - ليس لدينا سجناء بمعنى الكلمة، فهناك عدد قليل من الموقوفين في قضايا بسيطة، ونعمل على حل قضاياهم مع المعنيين، ونسبة لعدد الجالية، الجالية الفلسطينية أقل نسبة من جميع الجاليات. * هل تم ضبط خلايا نائمة لداعش في فلسطين من دول مختلفة استغلت الأوضاع السياسية لتنفيذ مآربها أو اتخاذ فلسطين دولة عبور لدول الاضطراب المجاورة؟ - لا يوجد أي خلايا لتنظيم داعش أو حاضنة لهم في فلسطين. فالشعب الفلسطيني يريد وقبل كل شيء إنهاء الاحتلال وإنهاء الانقسام وليس هناك إمكانية للتفكير في أي شيء آخر. * ما مدى التعاون الدولي فيما يخص العمل الإغاثي الخارجي وما تقييمك له في الفترة الأخيرة؟ - تشارك دولة فلسطين رغم شح الإمكانات في أعمال الإغاثة الدولية في الدول التي تعاني من الكوارث، التي تحتاج إلى مساعدات إنسانية وجهود كبيرة، حيث لدينا كوادر طبية وإعلامية على مستوى عالٍ من المهنية، يلبي النداء على وجه السرعة، ونستذكر الزلزال المدمر الذي حصل في الإكوادور في نيسان الماضي، عندما لبت دولة فلسطين النداء على وجه السرعة، وقامت بإرسال وفد طبي وإعلامي إلى الإكوادور، حيث كان أول وفد عربي يصل إلى المنطقة المنكوبة، الذي قام بدوره وواجبه الإنساني على أكمل وجه. * كم عدد الحجاج المعتمرين الفلسطينيين سنويًا القادمين إلى السعودية؟ وما مجالات التعاون في هذا الجانب؟ - يزداد عدد المعتمرين الفلسطينيين سنويًا، وليس هناك رقم محدد وإن كان العام السابق تجاوز عددهم عن ال30 ألف معتمر وبلغ عدد الحجاج الفلسطينيين لهذا العام 5600 حاج إضافة إلى حجاج مكرمة خادم الحرمين الشريفين البالغ عددهم ألف حاج وعن أوجه التعاون المشترك بهذا الشأن، بداية نثمن الجهود التي تبذلها وزارة الحج السعودية وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية ذات العلاقة بمو سم الحج والعمرة، ودورها في تقديم المكرمات كمكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي تنعكس إيجابًا على أبناء شعبنا المحتل، وتخفف من معاناته وحصاره، ويتم التعاون في كافة المجالات التي تتعلق بحجاج فلسطين، التي تشمل توفير الخدمات المناسبة للحاج الفلسطيني الخاصة بالمشاعر والمناسك، وترتيبات الاستقبال والإقامة في المشاعر المقدسة وكذلك التسهيلات الاستثنائية للفلسطينيين على الحدود السعودية كذلك فإن دور القنصلية يستمر منذ بداية الوصول للحجاج وحتى مغادرة آخر حاج، بما فيها مساعدة اللجان.الطبية وتوفير الأدوية اللازمة لهم وبكميات تتناسب مع أعداد الحجيج. * ما تودون إضافته في هذا الحوار؟ - لقد عانى شعبنا منذ النكبة من ألم الصراع والتهجير القسري الذي مارسه الاحتلال ضده، لكننا لم نيأس ولم نستسلم، وقاومنا المحتل بكل ما لدينا من وسائل متاحة، ودارت المعارك الضارية مصممين على استرجاع أرضنا ونيل حقوقنا المشروعة. لكن إسرائيل لا تزال تحتل الأراضي الفلسطينية حتى الآن ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية ومنتهكة القانون الدولي في هذه الأيام، يقطن ما يزيد عن نصف مليون مستوطن إسرائيلي في المستوطنات المقامة على أراضينا التي استولت عليها سلطات الاحتلال دون وجه حق، وتهدف من إقامة المشروعات الاستيطانية إلى تغيير الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة للحيلولة دون عودتها إلى أصحابها وشرعت إسرائيل في صيف عام 2002 في بناء الجدار العنصري العازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كان الرئيس بوش الابن الداعم الأول لإسرائيل. ووصف مسار الجدار بأنه «يتلوى في بطن الضفة كالأفعى» معربًا عن رفضه الشديد لبناء هذا الجدار. ويزعم الاحتلال أنه أقام هذا الجدار لأغراض أمنية، فهو يشكل في الواقع جزءًا لا يتجزأ من البنية التحتية المخصصة للمستوطنات. ويحيط جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية ويتغلغل في أراضيها، بحيث يضم معظم المستوطنات الإسرائيلية والمستوطنين المقيمين فيها على الجانب «الإسرائيلي» منه لقد عملنا بجد وعلى مدى سنوات من أجل تحقيق السلام عبر المفاوضات وقبلنا بحل الدولتين، لكن «إسرائيل» لا تريد السلام ولا تريد التوصل إلى حل عادل وشامل ينصف به شعبنا الذي عانى طيلة السنوات السابقة. واستمرت في نشاطها الاستيطاني الواسع، الذي يجعل حل الدولتين بعيد المنال ويتجاهل الاحتلال جميع المبادرات التي تتضمن حلولاً عادلة للقضية كما تذكرون، وأطلق فخامة القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات «أبو عمار» مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، التي توجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل، وبعدها عقدت سلسلة من الاتفاقيات منها اتفاقية أوسلو المرحلية، ومذكرة شرم الشيخ وطابا، وواي ريفر، وبروتوكول باريس الاقتصادي وتهدف إلى التوصل لسلم عادل وشامل خلال مدة لا تتجاوز خمس سنوات، يتم خلالها التفاوض بشأن القضايا المتبقية بما فيها القدس، اللاجئون، والمستوطنات، والترتيبات الأمنية، والحدود، ومسائل أخرى. وبعد فشل كامب ديفيد بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي، اندلعت الانتفاة الثانية في كامل الأراضي الفلسطينية وقام الاحتلال بانتهاكات خطيرة بما فيها القتل والهدم والمصادرة واغتصاب الأرض، وحوصر الشهيد القائد أبو عمار صاحب مقولة «سلام الشجعان»، في مقر الرئاسة في رام الله، ومنع من التنقل والحركة ودمرت أجزاء كبيرة من مبنى الرئاسة، لكنه ظل صامدًا شامخًا ورافضًا التفريط أو التنازل عن الثوابت الوطنية، وقال حينها عبارته الشهيرة: «يريدوني طريدًا أو أسيرًا أو قتيلاً لا، وأنا أقول لهم: شهيدًا، شهيدًا، شهيدًا، حتى ساءت صحته واستشهد.قائدًا وزعيمًا ومعلمًا، إننا ما زلنا على نهج القائد الشهيد أبو عمار، ونكمل مسيرة النضال والتحرير بقيادة الأخ الرئيس محمود عباس «أبو مازن»، في إكمال مسيرة النضال والكفاح الوطني ثابتين على الثوابت، حتى نيل كافة حقوقنا المشروعة التي تتوج بإعلان دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بما فيها عودة اللاجئين والأسرى كي ننعم وأبناءنا بحياة كريمة ومزدهرة. خاصة أننا نراهن الآن على المبادرة الفرنسية بعقد مؤتمر دولي للسلام خلال هذا العام، وقد مددنا أيدينا للجميع من أجل السلام، لكن التطرف الإسرائيلي لا يزال في تعنته رافضًا لكل الحلول ومن أي طرف.