بالرغم من توالي النجاحات الأمنية والعسكرية في الإطاحة بالخلايا الإرهابية النائمة المتوزعة على كامل البلاد، تظل التهديدات الإرهابية قائمة، وتستمر إجراءات الرقابة اللصيقة على تحركات المواطنين وتنقلاتهم بالتوازي مع تواصل جهود مصالح الاستخبارات التي تسعى إلى استباق الأحداث، وإفشال المخططات الهجومية للجماعات المسلحة. آخر الأخبار تشير إلى الإطاحة أمس الأول بخلية داعشية، تنشط في سرية تامة بين جماهير فريق رياضي كبير من العاصمة، يعمد عناصرها إلى إثارة البلبلة والفوضى في المدارج؛ ليتسنى لهم الاعتداء على أعوان الأمن الوطني باعتبارهم «طواغيت» وفق تفكيرهم الإرهابي، وإلحاق الأذى بهم. وحسب مصدر أمني مطلع، فإن الأعوان في إطار مكافحة الإرهاب وتعقب الخلايا الإرهابية النائمة والعناصر الإرهابية، وبعد أن توافرت لديهم إثر عملية استخباراتية وُصفت بالنوعية معلومة سرية حول اندماج ثلاثة شبان يقطنون بالعاصمة في أنشطة مشبوهة تتعلق بالإرهاب، ونظرًا لخطورة المعلومة فقد أولاها الأعوان العناية اللازمة، وأجروا تحريات إضافية في كنف السرية، وفرت لديهم معطيات خطيرة حول نشاط المشتبه بهم الثلاثة. ووفق المصدر نفسه، فإن الشبان الثلاثة عرفوا بتشجيعهم لفريق كبير بالعاصمة، وبحضورهم في المدرجات لتشجيعه، ولكن أيضًا لاستغلال الفرصة لبث الفوضى بين مجموعات الجمهور؛ ما يسمح لهم بالاعتداء على أعوان الأمن وقذفهم بالمواد الصلبة وتهشيم وتكسير كراسي مدرجات الملاعب، إضافة إلى تحريض بعض الأنصار على الاعتداء على قوات الأمن دون إثارة انتباههم إلى أنهم من المتبنين للفكر الداعشي الإرهابي. وبعد القبض عليهم وحجز هواتف محمولة وحواسيب بحوزتهم تبيّن من خلال الأبحاث الأمنية بشأنهم أنهم ينتمون فعلاً لتنظيم داعش الإرهابي، ولهم علاقات واتصالات بعناصر إرهابية موجودة في بؤر التوتر، وأخرى تكفيرية موجودة في تونس، إضافة إلى اندماجهم في تمجيد هذا التنظيم الإرهابي، وتبني أفكاره التخريبية. سياسيًّا، أعلن النائب بمجلس نواب الشعب أحمد الخصخوصي أن كتلة جديدة داخل البرلمان بصدد التكوين، وفي طور الإنشاء، وسيتم إعلانها قريبًا. مضيفًا بأن اسمها سيكون الكتلة الديمقراطية، وأن الكتلة تضم النواب الأربعة لحراك تونس الإرادة ونواب التيار الديمقراطي وعددهم ثلاثة، ونواب الكتلة الاجتماعية الديمقراطية، ونائبين عن تيار المحبة، إضافة إلى 4 نواب آخرين من أحزاب مختلفة. وبهذا يكون قد أضيف للمجلس كتلة معارضة جديدة، ستكون القوة الرابعة بعد كتلة النهضة والنداء والحرة بنحو 16 نائبًا.