هاجمت في حدود منتصف ليلة أول أمس الأحد مجموعة مسلّحة إرهابية يتراوح عددها بين 5 و6 أشخاص على متن سيارة، دورية أمنيَّة متمركزة في مفترق مدخل مدينة القصرين (250 كلم شرق وسط العاصمة تونس) وأطلقت عليها الرصاص، ثمَّ لاذت بالفرار دون أن تخلّف العملية أيّ إصابات في صفوف الأعوان، ولم تسفر عمليات تمشيط المنطقة عن القبض على المجموعة بالرغم من وصول تعزيزات أمنيَّة كبرى للجهة.. وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان، ما كان صرح به سابقًا أحد الخبراء الأمنيين بأن العناصر الإرهابيَّة موجودة بالمناطق السكنية بعد أن هجرت مخابئها بالجبال والمرتفعات جراء الحصار العسكري والأمني المضروب على معاقلها. وفي حال صحت هذه الفرضية، فإنَّ المد الإرهابي يصبح عندئذ أشد وقعًا وأكثر خطورة، باعتبار أنه يعيش وسط الأحياء بالمدن الكبرى. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مصدرًا إعلاميًّا محليًّا ذكر بأن الإرهابي صابر الخميري الذي ألقي عليه القبض مؤخرًا، اعترف أن الإطاحة بوائل البوسعيدي أحد عناصر المجموعة الإرهابيَّة في شمال البلاد كانت ضربة موجعة لباقي الإرهابيين باعتباره العقل المدبر لكل المخططات الإرهابيَّة. وقالت ذات المصادر الإعلاميَّة بأن الإرهابي الموقوف أشار في اعترفاته إلى زعماء الخلايا الإرهابيَّة في جبال الشمال الغربي، مؤكِّدًا أن عددهم 5 إرهابيين وهم يحملون الجنسية الجزائرية وهم موجودون في جبل ورغة.. وقال في هذا السياق «لقد زارنا قادتنا الخمسة منذ فترة وطلبوا منا الانطلاق في تنفيذ مخططات إرهابية داخل محافظتي الكاف وجندوبة ولكن لم نستطع تنفيذ الأوامر بسبب حالة الجوع والعطش والتعب التي كانت مسيطرة علينا جميعًا أمام انقطاع المد الغذائي عنا». وعن الخلايا الإرهابيَّة الموجودة في جبال الكاف، أوضح صابر الخميري أن عددهم 15 إرهابيًا، مات منهم 3 إرهابيين بسبب الجوع والمرض وبقي منهم 12 عنصرًا، مضيفًا أن باقي المجموعة الإرهابيَّة تعاني حاليًّا من الارهاق والتعب على خلفية الملاحقة الأمنيَّة والعسكرية في الجبال. أما فيما يتعلّق بالمخططات الإرهابيَّة التي كان يستعد الإرهابيون لتنفيذها بقيادة الإرهابي الخميري حسب اعترافاته فتتمثل أساسًا في تفجير مقرات أمنيَّة في محافظات الشمال الغربي، ثمَّ التخطيط لقتل عناصر من الجيش الوطني وقال الخميري: إن زعماء الخلايا الإرهابيَّة كانوا دومًا يؤكدون أن رجال الأمن والعسكر هم ألد أعدائنا وكنا نلقبهم بالطواغيت ويمنع استعمال كلمة أمني أو عسكري أثناء أيّ عملية... كما وصف الإرهابي صابر الخميري عملية القبض على العنصر الإرهابي الخطير وائل البوسعيدي «بالضربة الموجعة لعناصر الخلية خاصة أن وائل كان ينجح في توفير الأكل واللباس لباقي المجموعة. وفي شأن محلي غير متصل، عاشت كامل جهات البلاد ساعتين من الرعب والخوف الشديدين جراء انقطاع تام للتيار الكهربائي لأول مرة منذ الاستقلال، وعزا أغلب التونسيين ذلك إلى أن الجماعات الإرهابيَّة بصدد التحضير لتنفيذ ضربة عملاقة للبلاد وخصوصًا أن قطع الكهرباء حدث مع اقتراب موعد أذان المغرب وغروب الشمس. حالة من الذعر تواصلت على مدى ساعتين كاملتين استحال فيها خروج رئيس شركة الكهرباء والغاز للناس قصد طمأنتهم بقرب عودة الكهرباء إلى البيوت، باعتبار أن وسائل الاتِّصال الجماهيرية تعطلت هي الأخرى لاعتمادها بالأساس على النور الكهربائي... وكثرت الإشاعات وسرت بسرعة فائقة واستنفرت العائلات التونسية وخلت المقاهي والفضاءات العمومية من روادها الذين عادوا أدراجهم إلى بيوتهم بالرغم من الحرارة المرتفعة، واحتموا بها في انتظار الفرج... وبعد طول انتظار، عاد النور الكهربائي، وطلع رئيس نقابة أعوان شركة الكهرباء ليفند الإشاعات التي راجت التي تقول بأن أعوان الشركة وفنييها هم من تعمدوا قطع الكهرباء عن البلاد كتنبيه أو تحذير منهم للحكومة حتَّى تستجيب لمطالبهم بالزيادة في أجورهم.