أعلنت وزارة الداخلية التونسية توقيف أفراد «خليتين إرهابيتين» مرتبطتين بعناصر تونسية وأجنبية، أمّنت أموالاً لمصلحة «عناصر تكفيرية» داخل تونس، فيما نفى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وجود أي نية لديه لتوريث حزب «نداء تونس» الحاكم أو الحكم لنجله حافظ. وأكدت وزارة الداخلية في بيان أمس، إن «الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب كشفت خليتي تمويل في العاصمة مرتبطتين بعناصر تونسية وأجنبية مقيمة في بلد مجاور تتولّى توفير مساعدات مالية لعناصر تكفيرية داخل تونس». واعتقلت وحدات مكافحة الإرهاب 8 عناصر من الخليتين وضبطت مبلغاً مالياً قدره 20 ألف دينار تونسي (10 آلاف دولار أميركي) و25 ألف دينار ليبي (12 ألف دولار)، إضافة إلى دفاتر تضمنت أسماء المنتفعين من هذه الأموال، ومن بينهم عناصر تكفيرية. ورفضت الداخلية التونسية تقديم مزيد من التفاصيل حول هوية المتورطين في الخليتين من أجل الحفاظ على سرية التحقيق والقبض على بقية أعضاء الخلية. إلى ذلك، رأى وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أن «مقاومة الظاهرة الإرهابية تتطلب الوقاية أولاً، بخاصة من خلال التصدي لمروجي الإرهاب في المساجد وعلى مواقع الإنترنت». وتحدث البكوش، خلال افتتاحه ورشة عمل حول استراتيجية مقاومة الإرهاب في تونس أمس، عن إحالة الاستراتيجية الوطنية لمقاومة الإرهاب على مجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء ووزارات الدفاع والداخلية والعدل من أجل تفعيلها. وكان مجلس الأمن القومي التونسي الذي انعقد الأسبوع الماضي قرر إنشاء وكالة استخبارات لمساعدة جهود القوى الأمنية والعسكرية في مكافحة الإرهاب وحماية الحدود التونسية مع ليبيا (جنوب) والحدود التونسية - الجزائرية (غرب). على صعيد آخر، أكد رئيس حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي أمس، «دعم حركته الكامل للمشروع الرئاسي للرئيس الباجي قائد السبسي ولحكومة الحبيب الصيد»، داعياً مختلف الأطراف السياسية إلى اعتماد الوحدة الوطنية للنهوض بالبلاد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. وأضاف الغنوشي، إثر لقائه السبسي أمس، أن «هناك استعداداً من المؤسسات الدولية ورجال الأعمال للوفاء بتعهداتهم تجاه تونس شرط تسريع وتيرة الإصلاحات الاشتراعية والاقتصادية بما يساعد على الاستثمار في تونس ويدعم حكومتها». وجاءت زيارة الغنوشي إلى الرئيس التونسي في ظل أزمة سياسية تهدد وحدة حزب «نداء تونس» الذي يقود الائتلاف الحاكم بخاصة بعد تهديد عشرات النواب بالانشقاق عن كتلة الحزب الحاكم ما يفقده الغالبية في البرلمان. وكان الأمين العام ل»نداء تونس» محسن مرزوق دعا القيادات والنواب المناهضين لنجل الرئيس إلى تأسيس «حزب ديموقراطي حداثي جديد يقطع مع سياسة حزب نداء تونس». ودان السبسي في لقاء مع كتلة حزب «نداء تونس» البرلمانية مساء أول من أمس، مظاهر الفوضى والعنف في الاجتماع الأخير للحزب، التي أثارت موجة واسعة من الانتقادات. وعبر السبسي عن «عدم اعترافه بمنطق التوريث في الحكم»، وذلك رداً على تصريحات لقيادات بحزب «نداء تونس» اتهمته بالسعي لتوريث نجله حافظ قائد السبسي (نائب رئيس الحزب) الحزب كخطوة أولى قبل توريثه الحكم. وتدعو قيادات موالية لنجل الرئيس إلى عقد مؤتمر تأسيسي للحزب الذي تأسس منذ 3 سنوات من أجل انتخاب قيادة جديدة، محذرةً من الأمين العام الحالي للحزب محسن مرزوق (قيادي يساري بارز) «يستعجل الدخول إلى قصر قرطاج كرئيس للجمهورية خلفاً للسبسي».