ألقت الوحدات الأمنية بقرطاج (الضاحية الرئاسية للعاصمة تونس) القبض على3 تكفيريين يتبنون الفكر الداعشي الإرهابي، وذلك في أعقاب عملية استخباراتية. وكان جهاز البوليس الدولي «الانتربول» أصدر منشور تفتيش دولي في شأن متشدد يحمل الجنسية التونسية يشتبه في انتمائه للخلية الإرهابية التي أعدت ونفذت الهجوم الإرهابي بمدينة نيس الفرنسية بواسطة شاحنة ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين. ونظرا لأهمية الموضوع ودقة العلومة، فقد أولته القوات النظامية العناية اللازمة وأجرت تحريات سرية مكثفة نجحت في أعقابها في تحديد هوية المشتبه به ثم داهمت بالتنسيق محل سكناه، وألقت القبض عليه وحجزت هاتفه وحاسوبه. وبإجراء أبحاث حثيثة تبين أنه على علاقة مشبوهة مع شابين آخرين يقطنان بالجهة فداهم الأعوان منزلهما وألقوا القبض عليهما وحجزوا تجهيزات إلكترونية مختلفة وراية لما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور وتأكد بالتالي انتماؤهم جميعا الى تنظيم «داعش» وتبنيهم الفكر الدموي المتطرف. وفي ذات السياق، يبدو ان العملية الامنية الناجحة التي جدت منذ أسبوع بأحد الأحياء الشعبية التابعة لمدينة القصرين لم تبح بكامل أسرارها حيث تبين أمس الأول أن 5 من الارهابيين الذين تمت الاطاحة بهم كانوا مندسين بين الاهالي الذين خرجوا لمشاهدة المواجهات الحاصلة بين الامنيين والدواعش. وقال مصدر أمني مطلع بأن مجموعة إرهابية تضم 5 عناصر كانت منتشرة بالقرب من المنزل الذي شهد مواجهات بين وحدات الأمن الوطني وعنصرين ارهابيين تنتظر لحظة الصفر لتقديم المساعدة للإرهابيين الاخرين المحاصرين في المنزل، ولكن الانتشار الأمني المكثف كشف تواجدهم وأطاح بهم قبل ان يتحركوا بقليل وكانت هذه المجموعة تتظاهر بانها تشجع وحدات الامن في حين انها كانت تترصد تحركاتهم. وكان شقيق القيادي الارهابي الخطير مراد الغرسلي متواجدا في صفوف المشجعين لوحدات الامن ولكن تفطنت اليه وحدات الامن الوطني التي اطاحت به قبل ان يتصل ببقية الارهابيين. يذكر ان عملية حي «الكرمة» بالقصرين استمرت أكثر من 5 ساعات حيث انطلقت بمقتل احد الإرهابيين الإثنين الذي كان يملك خبرة كبيرة في اطلاق النار رغم صغر سنه حيث يبلغ من العمر 17 سنة ليتم القضاء عليه في الساعة الاولى من المواجهات أما المسلح الثاني، فقد حاول المقاومة لأكثر من 3 ساعات ولكنه فشل في ذلك وهو ما جعله يخرج من جحره ويحاول اطلاق النار بطريقة عشوائية في اتجاه وحدات الأمن. كما أفاد نفس المصدر بأن ارهابيي جبال القصرين خططوا للتسلل نحو حي الكرمة لتقديم المساعدة للعنصرين المحاصرين في المنزل، ولكن الانتشار الأمني على كامل محيط مكان العملية والمناطق القريبة منه افشل خطتهم. من جهته، قال وزير الدفاع فرحات الحرشاني، أول أمس على هامش مؤتمر حول الأمن في باريس إن «نحو ألف تونسي يقاتلون مع «داعش» في ليبيا ويمثلون تهديداً لتونس»، مضيفا بأنه من «المبالغ فيه» القول بأن ألفين إلى 3 آلاف تونسي يقاتلون في ليبيا، مشددا على «أنهم في حدود الألف».