التوباد.. أو كما يحلو للبعض بتسميته جبل «العاشقين» وهو جبل يقع في بلدة الغيل شمال غرب مدينة ليلى بمسافة 20 كيلو متراً في محافظة الإفلاج، وقد كان مسرح قصة العشق الشهيرة «قيس وليلى»، وشاهداً يحكي واحدة من أجمل القصص التاريخية، لكنه - للأسف - لم يجد اهتماماً أو عناية من قبل الجهات المختصة لتحويل هذا المعلم التراثي لواجهة سياحية تليق بتراث المملكة. هناك عدد من الزوار الذين يتوافدون إلى المنطقة رغبة في زيارة هذا المعلم على الرغم مما يشهده من عدم اهتمام، وبالإمكان أن تتضاعف أعدادهم بقليل من الجهد لتطوير الموقع وتهيئته ليصبح معلماً سياحياً.. ما علمناه أن محافظة الأفلاج طرحت فكرة تطوير الموقع، وحصلت مقابل ذلك على اعتماد بستة ملايين ريال منذ أكثر من عامين إلا أن المشروع لم ير النور، دون معرفة السر في ذلك.. «الجزيرة» تجولت في جبل التوباد وطرحت أهمية تطويره على المسؤولين في المنطقة. إلى التفاصيل: أوضح ل«الجزيرة» محافظ الأفلاج زيد بن محمد آل حسين أن جبل التوباد يعد من أهم الأماكن السياحية في المملكة، وأنه - أي المحافظ - بذل جهداً كبيراً لإبراز هذا الجبل بوصفه معلماً مهماً على المستوى العالمي، ومن أجل أن يتبوأ المكانة السياحية اللائقة به. ويقول آل حسين «لقد طرقنا أبواب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وكذلك البلدية في محافظة الأفلاج حتى تم إدراجه ضمن مشاريع البلدية ورصد له مبدئياً مبلغ ستة ملايين ريال منذ أكثر من سنتين، ولكن - بكل أسف - لم يتحرك المشروع»، مطالباً وكيل أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله العسكر ومساعده المهندس محمد الخريف بأن يدفعا بهذا المشروع الحيوي إلى أرض الواقع. جهود البلدية من جهته اعتبر رئيس بلدية الأفلاج المهندس سليمان العايد، أن جبل التوباد من أبرز الآثار في السعودية ويزوره سنوياً آلاف السياح، وقد تغنى به العديد من الشعراء ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقي، مؤكداً أنه سوف يتم تطوير «التوباد» على عدة مراحل من قبل البلدية وسيكون ذلك قريباً. مشيراً في الوقت ذاته إلى هذا الأمر يعتبر ضمن جهود البلدية في تنمية سياحة الآثار والاهتمام بها والمحافظة على التراث المتعلق بالمحافظة. وجهة سياحية بارزة وتحدث عبدالرحمن الزنان وهو المدير التنفيذي للجنة السياحة بمحافظة الأفلاج، بأن جبل التوباد وغار قيس إضافة حقيقية لخارطة السياحة بوصفه وجهة سياحية وفكرية وثقافية وأدبية، وسيجعل الأفلاج في قمة هرم السياحة ومقصداً سياحياً بارزاً، لارتباطه بقصة الحب العذري، مشيراً إلى أن «التوباد» يلقي عناية عالية جداً من رئيس الهيئة العليا للسياحة والتراث الوطني. ضعف التسويق السياحي وفي السياق ذاته وضع المواطن فهد بن سعد القباني في حديثه ل «الجزيرة» مقارنة بين قصة قيس وليلى عند جبل التوباد وقصة روميو وجوليت التي وجدت استغلال سياحي جيداً من السلطات الرسمية في إيطاليا، حيث ملايين السياح من جميع أنحاء العالم يزورون شرفة بسيطة في منزل صغير منزوي في مدينة فيرونا الإيطالية، وتجد بالقرب من هذا المنزل البسيط الكثير من الفنادق والمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية وساحة فسيحة انتشر فيها بائعو التحف التذكارية التي ترمز لقصة روميو وجولييت. كما استشهد القباني بقصة تاج محل في الهند الذي يزوره في سنة واحدة أكثر من مليوني سائح، حيث تجني دول الملايين من هذا المزارات السياحية، في حين أنه لدينا يبقى هذا الأثر التاريخي والمزار السياحي مهملاً وعرضة للعبث والإفساد. واجهة أثرية مهمة وعلى الصعيد ذاته يوضح عبدالله بن مبارك آل سليمان - وهو من أهالي المنطقة - أن هناك وفوداً تأتي إلى «التوباد» من مناطق عدة، ودائماً ما يتذمرون من هذا الإهمال وعدم وجود أماكن مهيأة لدخول الغار، مشيراً إلى أن هناك صعوبة في الوصول لمكان الغار لوعورة الطريق، كما أنه لا يوجد إلا مدخل واحد فقط يمر على ملك خاص لأحد المواطنين، مطالبة الجهات المعنية بضرورة التدخل السريع وتهيئة الجبل والعناية به بطريقة تجعله واجهة أثرية لمحافظة الأفلاج.