يعتبر جبل التوباد في مدينة الأفلاج التابعة لمنطقة الرياض نموذجا تاريخيا وواحدا من الآثار المهمة في المملكة، وهو يحظى كمزار بزيارات كثيرة من داخل الأفلاج وخارجها، ويزوره سنويا أكثر من 1500 زائر من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية ورغم أهميته التاريخية كحاضن لقصة الحب الشهيرة التي ربطت قيس بن الملوح بليلى العامرية، إلا أنه مهدد بالاندثار ويعاني من قلة الخدمات. وفي ذلك يقول ل«عكاظ» رئيس مركز قرية الغيل، التي يقع فيها جبل التوباد لاحم بن خريزان القباني، «جبل التوباد يعتبر رمزا من الرموز الأثرية الشاهقة في الأفلاج، ومكان يدل على أن المملكة بلد تكتنف أحداثا وتاريخا قديما، ولكن الأمر الذي يتعجب منه الجميع هو ضعف الاهتمام السياحي بهكذا إرث الذي يحتاج إلى بعض العناية والاهتمام لكي يكون موقعا سياحيا مميزا». من جانبه أوضح رئيس بلدية الأفلاج مسفر الضويحي أن البلدية تبرعت بوضع لوحات إرشادية تشير إلى الجبل، وهذا ليس من مهماتها، ولكن مجرد مساهمة بسيطة تمنحه عمرا أطول، وهو يعتبر من أبرز المعالم الأثرية في المملكة وموقعا سانحا للتطوير والاستثمار. واعتبر مدير التربية والتعليم للبنين ورئيس رابطة رواد الحركة الكشفية في محافظة الأفلاج محمد الزايد الجبل أحد أهم الموارد الرئيسة للسياحة الثقافية، خاصة إذا لقي عناية واهتماما من الجهة المسؤولة عن الآثار، حيث يمكن الاستفادة منه اقتصاديا للسياح والمهتمين بالآثار القديمة. وتحدث مدير ثانوية ليلى في الأفلاج عبدالله بن محمد العاتي أن هذه المدرسة تسمت بمحبوبة قيس ألا وهي ليلى، ومدينة ليلى تعتبر المركز الإداري للمحافظة، وهذا شيء يساعد على تخليد ذكر الجبل وقصته، وجبل التوباد الذي ذكره الزمان والمكان أصبح نسيا منسيا من قبل المسؤولين، وهو أحد المعالم التي تجذب السياح من خارج المحافظة رغم اختفائه عن الأنظار والإعلام. واستغرب الموظف في وزارة الشؤون البلدية والقروية المهندس عبدالرحمن الجنيني عدم وجود أي لمسة لهذا الجبل من قبل هيئة السياحة والآثار، فهذا الموقع لو اعتني به لكان مزارا ومتنفسا للجميع، فالناس تبحث عن التراث في كل مكان. بينما رأى عضو رواد الحركة الكشفية في المنطقة الشرقية توفيق أحمد دليجان أن زيارة التوباد تعد خيارا سياحيا مهما بالنسبة للباحثين عن سبر أغوار التاريخ. وطالب المشرف في إحدى المدارس الخاصة في الأحساء مؤيد عبدالرزاق العبيدي بتهيئة الطرق المؤدية للجبل وتعبيدها وكتابة القصة وتاريخها على لوحات تعريفية للزائر. وأوضح نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي الغبان أن فريقا من قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة مسح موقع جبل التوباد عام 1428ه لتسجيله ضمن المواقع التاريخية التي سيتم إدراجها ضمن السجل الوطني للمواقع الأثرية والتاريخية في المملكة، والهيئة العامة للسياحة والآثار تدرس حاليا أنسب الطرق للحفاظ عليه من الاندثار وإدراجه ضمن المواقع السياحية الثقافية.