خروج الأمير محمد بن سلمان يوم أمس على شاشة (العربية) في أول مقابلة تلفزيونية مع سموه، فوّت الفرصة على كثير من الأصوات النشاز التي حاولت استغلال حديثه السابق لوسائل إعلام أجنبية، بالترويج لمقولة إن المواطن السعودي لا يعلم بأخبار ومُستجدات بلده إلا عبر وسائل الإعلام العالمية! ها هو سمو ولي ولي العهد يخرج على المشاهد العربي والسعودي في الوقت المناسب، للحديث عن إحدى أهم الخطوات التاريخية في عهد سلمان الحزم والعزم، خطوة التحول خلال الخمس عشرة المقبلة من حياة السعوديين، لتحرير الاقتصاد من الاعتماد على النفط بشكل رئيس، وإطلاق هذه الحزمة من الإصلاحات الجذرية، والقوانين الصارمة، لصياغة شكل المملكة العربية السعودية الحديث اقتصادياً وتنظيمياً، برؤية شبابية وعصرية وثّابة. وبكل تأكيد دور المواطن السعودي هو الدور الأكبر المُنتظر للمساهمة في المرحلة المُقبلة، لتحقيق الطموحات والأحلام، بالمشاركة في خطوات وبرامج التحول عبر التفاعل معها بشكل إيجابي، يضمن -بعون الله- تطبيق هذه الخطط والرؤى بالشكل المرضي، والبعد عن التعاطي معها بأي نوع من أنواع السلبية المُهبطة أو المُثبطة -لا سمح الله-، لأن أكبر المعوقات لمثل هذه الخطط والمشروعات الوطنية المهمة، هو عدم فهم الناس لدورهم، أو محاولة بعض المُستفيدين أو المُتنفعين التعطيل، لأن هذا المشروع الوطني قائم في الأساس على أبناء وشباب هذا الوطن. الشباب يشكلون اليوم (النسبة الأعلى) في المجتمع السعودي، وقد يكون هذا الأمر معضلة بالنسبة لأي مجتمع آخر، ولكن توظيف هذه الطاقة الإيجابية والهائلة للقيام بدورها المُنتظر ضمن برنامج التحول الوطني المُعلن، سيجعل من المملكة قوة ضاربة اقتصادياً. برنامج التحول الوطني يستهدف الإنسان السعودي في المقام الأول، ليستثمر في تعليمه وثقافته واقتصاده كمواطن، كونه الثروة الحقيقة لأي بلد أو أمة، وهذا قد يتحقق عبر مساهمة وسائل الإعلام، وسن قوانين صارمة وجادة يتعايش معها المواطن اليوم، ولكن ماذا عن جيل المُستقبل؟! برأيي أن المدارس ومناهج التعليم عليها أن تلعب دوراً (مهماً وأساسياً) في فهم (رجال المُستقبل) لفكرة التحول والرؤية للسنوات حتى 2030م، ودورهم المُنتظر في هذا المشروع الوطني الضخم. وعلى دروب الخير نلتقي.