اختتمت أمس في المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط أعمال الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، باعتماد عدد من الوثائق والمشروعات الهادفة إلى تفعيل حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة في العالم الإسلامي. وأشاد المؤتمر في البيان الصادر عقب اختتام أعماله بالدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تنفيذ برنامج العمل الإسلامي حول التنمية المستدامة والدعم المالي الذي تقدمه لعقد دورات المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة والمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة، مما ساهم بشكل كبير في نجاحها. وعبر عن امتنانه للمملكة على رصدها موازنة ثابتة خاصة بعقد كل دورة من دورات المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة والمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة. وبحسب البيان فقد اعتمد المؤتمر «مشروع جائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي» التي ستعزز المنظور الإسلامي للبيئة وستساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وصون بيئة نظيفة ومستدامة لفائدة الأجيال الحاضرة واللاحقة، وعبر عن الامتنان العميق لخادم الحرمين الشريفين لإحداث هذه الجائزة لترسيخ المفهوم الواسع للإدارة البيئية وتعزيز التنمية المستدامة في الدول الإسلامية». ومن ضمن أهم الوثائق التي اعتمدها المؤتمر «تقرير المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة في اجتماعه الثالث» و»تقرير عن التقدم الذي أحرزته الإيسيسكو في مجال التنمية المستدامة منذ الدورة الخامسة للمؤتمر، إضافة إلى مقترح رئاسة المكتب التنفيذي لتأسيس اللجنة المشتركة لمتابعة وتسيير الخطة التنفيذية لاستراتيجية الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وإدارتها. وأشاد المؤتمر بالجهود التي تبذلها الإيسيسكو لتنفيذ برنامج العمل الإسلامي حول التنمية المستدامة، ودعا إلى مواصلة البرامج والأنشطة ذات الصلة وتعزيزها. واعتمد المؤتمر كذلك وثيقة حول «حوكمة البيئة من أجل استدامة بيئية في العالم الإسلامي»، ووثيقة «استراتيجية التدبير المتكامل للموارد المائية في العالم الإسلامي» وأوصى المؤتمر كذلك بتعزيز الشبكات والمراصد الخاصة بالقياس الكمي والنوعي للمياه وكذا نظم البيانات الخاصة بجميع مصادر المياه واستخداماتها. ودعا المؤتمر الإيسيسكو ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تنسيق العمل من أجل تنفيذ رؤية منظمة التعاون الإسلامي حول المياه، بما في ذلك تمكين الشعب الفلسطيني من استغلال كامل موارده المائية ووقف سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليها. وأشاد المؤتمر بالتعاون القائم بين الدول الأعضاء بشأن التوصل إلى إعلان مشترك يحظى بالإجماع في إطار مشاركة البلدان الإسلامية في مؤتمرات القمة العالمية للبيئة وغيرها من الأنشطة ذات الصلة، واقترح تقديم موقف واحد وموحد بشأن المنظور الإسلامي حول تغير المناخ خلال المفاوضات المستقبلية في الموضوع، ولاسيما في مؤتمر باريس الذي سيعقد في ديسمبر 2015م. كما اعتمد المؤتمر تقريرا عن التقدم المحرز بشأن إنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة، وشكر المملكة المغربية على استعدادها لتوفير مقر لهذا المشروع التنموي الكبير. على صعيد متصل تم أمس في المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو - بالرباط انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة في ختام أعمال الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة الذي نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية، بتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي على مدى يومين. ويتكون المكتب التنفيذي من معالي الدكتور عبد العزيز بن عمر الجاسر، رئيس المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة، رئيسًا للمكتب، ومن الإيسيسكو مكلفة بأمانة المكتب، ومن 9 أعضاء من كل من: قطر، والسودان، والقمر المتحدة (عن المنطقة العربية )، والكاميرون، ومالي، وتشاد (عن المنطقة الإفريقية)، وأذربيجان، وطاجيكستان، وماليزيا (عن المنطقة الآسيوية). من جهته أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري أن المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة الذي اختتم أعماله أمس كان ناجحًا ومحققا لأهدافه. وأوضح في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للمؤتمر بالعاصمة المغربية الرباط أن المؤتمر خرج بحصيلة متميزة من الوثائق التأسيسية المهمة التي تعزز العمل الإسلامي البيئي والتنموي المشترك ، موضحاً أن الوثيقة الخاصة عن حوكمة البيئة من أجل استدامة بيئية في العالم الإسلامي، تنطلق من أساس استراتيجية التدبير المتكامل للموارد المائية في العالم الإسلامي. وأضاف التويجري أن الوثائق المعتمدة في المؤتمر توجت بالإعلان الإسلامي بشأن حماية البيئة والتنمية المستدامة بمثابة خريطة طريق، تحدّد المهام، وترسم الأهداف التي يسعى إليها الجميع، وتضع الأسسَ النظرية والوسائل العملية لهذا المؤتمر الذي يعد اليوم أحد المحطات البارزة في مسيرة العمل الإسلامي المشترك. وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن الإعلان الإسلامي حول حماية البيئة والتنمية المستدامة الذي يدخل في إطار مشاركة الدول الأعضاء في مؤتمر الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية الذي ستستضيفه العاصمة الفرنسية باريس في شهر ديسمبر المقبل، يعد وثيقة استراتيجية بالمعايير العلمية التقنية الدقيقة، وبالمقاييس السياسية والأخلاقية المعتبرة، يتعيَّن على الدول الأعضاء أن تعمل في إطارها، وأن تجعلها من ضمن الأسس التي تقوم عليها السياسات الوطنية في هذا المجال الحيوي الشديد الأهمية. ودعا التويجري أعضاء المؤتمر إلى القيام بالمهمة المنوطة بهم في السعي لدى حكومات بلدانهم من أجل تفعيل العمل بمقتضيات هذا الإعلان الإسلامي، وبتضمينها في السياسات الوطنية البيئية والتنموية حتى يكون المؤتمر قد حقق أحد أهدافه الرئيسة.