يعقد الوزراء المكلفون بالبيئة في الدول الإسلامية مؤتمرهم السادس، يومي 8 و9 من شهر أكتوبر الحالي، في المقر الدائم للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) في العاصمة المغربية الرباط، لمناقشة برامج عمل حول التنمية المستدامة، تساهم في مواجهة مخاطر بيئية في دول أعضاء تعرضت لكوارث وأزمات خلال الأعوام السابقة. وقال الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للإيسيسكو، في لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا) اليوم الخميس، إن المؤتمر سيناقش "التقدم المحرز في إنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة وللتنمية المستدامة في المغرب" ومشاريع "الإطار العام لبرنامج العمل الإسلامي بشأن التنمية المستدامة، والإعلان الإسلامي بشأن حماية البيئة والتنمية المستدامة، وجائزة المملكة العربية السعودية للإدارة البيئية في العالم الإسلامي".
وأضاف التويجري أن المؤتمر، الذي ينضوي تحت شعار (التغيرات المناخية: تحديات المستقبل من أجل تنمية مستدامة) "يرعاه العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي سيوجّه رسالة ملكية إلى أعضاء المؤتمر ستقرأ في الجلسة الافتتاحية التي سترأسها الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة".
والمؤتمر الذي تعقده منظمة الإيسيسكو بالتعاون مع رئاسة الأرصاد وحماية البيئة السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي، يناقش أيضا الوثيقة المخصصة ل"حوكمة البيئة من اجل استدامتها في العالم الإسلامي" الرامية إلى ضمان تنفيذ السياسات الوطنية، والمتضمنة معايير تلائم السياق الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للدول الإسلامية.
كما أن المؤتمر سيناقش "تقريرًا عن التقدم الذي أحرزته الإيسيسكو في مجال التنمية المستدامة منذ الدورة الخامسة للمؤتمر، وتقريرًا عن الاجتماع الثالث للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة". وفقا للتويجري.
والعالم الإسلامي لا يزال مسرحا للأزمات والكوارث الطبيعية المؤثرة على البيئة، إذ تعرضت 27 دولة إسلامية خلال العام المنصرم إلى 45 أزمة وكارثة خلفت أكثر من 100 ألف قتيل و 17 مليون لاجئ ونازح.
ويرى مدير الإيسيسكو أن تطبيق استراتيجيتي "إدارة مخاطر التغيرات المناخية في العالم الإسلامي، والحدّ من الكوارث الطبيعية وإدارتها في العالم الإسلامي" المقرتان في دورات سابقة للمؤتمر "توفران إمكانات كثيرة للدول الأعضاء لمعالجة الكوارث".
وأضاف "المؤتمر يوصي الدول الأعضاء في كل دورة من دوراته، بالعمل على تطبيق الاستراتيجيات التي يعتمدها، وذلك في إطار التعاون والتكامل والتنسيق.. لا يملك المؤتمر، ولا الإيسيسكو، سوى التوصية بتطبيق الاستراتيجيات والخطط المعتمدة".
ولعل من أهم التحديات البيئية أيضا التي تواجه العالم الإسلامي أزمة المياه، إذن أن 374 مليون شخص يعيشون في دول منظمة التعاون الإسلامي "يفتقرون لمياه شرب محسنة ونظيفة".
ويرى التويجري أن "التطبيق الممنهج لاستراتيجية تدبير الموارد المائية في العالم الإسلامي التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة في دورته الثانية سنة 2006، هو السبيل إلى معالجة المشاكل الكثيرة المترتبة على ندرة المياه في العديد من دول منظمة التعاون الإسلامي، والناتجة عن التصحر الذي يكتسح مناطق خصبة باتت مهددة بالبوار".