ارتفعت أسعار النفط أمس الثلاثاء بعد واحدة من أكبر موجات البيع هذا العام لكنها لا تزال عرضة لمزيد من الهبوط بعدما تلقت سوق الأسهم الصينية ضربة جديدة واقتراب اليونان من الخروج من منطقة اليورو. ويتابع المستثمرون باهتمام أيضا المحادثات في فيينا حول برنامج طهران النووي والتي ربما تؤدي إلى زيادة صادرات الخام الإيراني في الوقت الذي تعاني فيه السوق العالمية من تخمة المعروض. وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أغسطس آب 70 سنتا إلى 57.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 0920 بتوقيت جرينتش بعدما انخفض بما يزيد عن ستة في المئة في الجلسة السابقة. ولامس برنت أول أمس الاثنين مستوى 56.38 دولار لفترة قصيرة مسجلا أدنى مستوياته منذ العاشر من أبريل نيسان. وجرى تداول الخام الأمريكي عند 53.10 دولار للبرميل مرتفعا 57 سنتا عن سعر التسوية أول أمس حينما لامس مستويات لم يشهدها منذ منتصف أبريل نيسان. ورغم الصعود فإن معظم المحللين غير متفائلين. وقالت إنرجي اسبكتس «تتزايد الظروف غير المواتية.. سواء من انهيار في سوق الأسهم الصينية او احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو أو صعود الدولار. لذا فإن المخاطر النزولية التي تتهدد سعر خام برنت لا تزال قائمة.» من ناحية أخرى، قالت مصادر تجارية وفي قطاع النفط إن من المتوقع أن تنخفض صادرات الإمارات العربية المتحدة من النفط الخام في الربع الأخير من 2015 مع تطوير الدولة العضو في منظمة أوبك مصفاة الرويس ومعالجتها لكميات كميات أكبر من الخام لتغطية الطلب المحلي المتنامي. وذكر تجار أنه جرى الانتهاء من توسعة مصفاة الرويس في أواخر العام الماضي ومن المتوقع أن تعمل بكامل طاقتها قبل نهاية العام. وترفع التوسعة طاقة المصفاة إلى أكثر من مثلي الطاقة الحالية البالغة 415 برميل يوميا. وبذلك يرتفع إجمالي طاقة التكرير في دولة الإمارات لأكثر من مليون برميل يوميا وهو ما يسهم في توفير إمدادات للسوق المحلية وزيادة صادرات البلاد من المنتجات النفطية. وقالت مصادر في قطاع النفط وتجارة الخام في الخليج إن طاقة التكرير الإضافية ستقلص كمية الخام المتاحة للتصدير. وذكر مصدر مطلع أن صادرات شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) قد تنخفض بما يصل إلى ما بين 200 ألف و250 ألف برميل يوميا في الربع الأخير. وقال المصدر إن الخفض لن يؤثر على العقود الطويلة الأجل بين أدنوك وعملائها لكنه سيحد من صفقاتها القصيرة الأجل. «تذهب هذه الكميات (من العقود القصيرة الأجل) للسوق المحلية.» وقال عميل يشتري خام أبوظبي إن الصادرات شهدت بعض الانخفاضات بالفعل منذ أن بدأت أدنوك تشغيل مصفاة الرويس ولكن زيادة إنتاج أدنوك من خامها الرئيسي بواقع 200 ألف برميل يوميا إلى 1.6 مليون برميل يوميا في أواخر 2014 حدت من انخفاض الصادرات. وتصدر أدنوك خام مربان لآسيا عند الحد الادنى لنطاق السعر المتعاقد عليه منذ مارس آذار حين بدأت زيادة عمليات التكرير في مصفاة الرويس. وتبلغ مستويات الإنتاج حاليا في الرويس بين 70 و80 في المئة من الطاقة الإجمالية للمصفاة بحسب مصادر تجارية. ولم يتسن الاتصال بأدنوك للتعقيب. وقالت بعض المصادر التجارية إنها تتوقع أن تتقلص الصادرات بما يزيد عن 250 ألف برميل يوميا حين تبلغ مصفاة الرويس طاقة الإنتاج القصوى. وقال المصدر المطلع إن صادرات الخام الإماراتي بلغت نحو 2.8 مليون برميل يوميا في مايو أيار وذلك مقارنة مع 2.64 مليون برميل يوميا قبل عام حسب الأرقام الرسمية. وقد يسهم خفض صادرات الإمارات في تحجيم التخمة في أسواق النفط بوتيرة أسرع من التوقعات ومن ثم تعزيز أسعار النفط التي تراجعت لنحو النصف منذ منتصف يونيو حزيران 2014. وتقول إدارةعلومات الطاقة في الولاياتالمتحدة إن معدلات استهلاك الفرد من النفط في الإمارات بين أعلى المعدلات على مستوى العالم بفضل النمو الاقتصادي السريع وزيادة عدد السكان.