أعتقد أن الغالبية من الوسط الرياضي لم يكن يتوقع أن تحسم بطولة دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين للنصر قبل جولة من نهاية الدوري، وذلك لمعطيات عدة، لعل من أبرزها أن الأهلي المنافس على البطولة كان يلعب مع أحد فرق الوسط مع احترامي وتقديري لسكري القصيم الذي أرفع له القبعة على ما قدمه في هذا الموسم، إلا أن الفوارق في الإمكانات والطموحات تصب في مجملها لمصلحة الراقي الذي كانت نقاط المباراة الثلاث تهمه كثيرا في مشوار المنافسة من التعاون الذي لا تعني له نتيجة المباراة سوى تحسين مركز ومحاولة أن يحقق مع الأهلي ما لم يحققه معه فريق آخر في الدوري، وذلك بإلحاق أول خسارة بالأهلي، وهذا لو تحقق فهو طبعا ليس بإنجاز يسجل للتعاون لكنه سيندرج ضمن أولويات الدوري.. ليس إلا ناهيك عن أن النصر كان يلعب مع الغريم التقليدي الهلال الذي كان معظم النقاد يرشحونه للفوز لا لشيء ولكن الجميع كان يتوقع أنه سيدخل المباراة وهو أكثر هدوءا من خصمه النصر الذي خرج للتو من البطولة الآسيوية وخسارته من منافسه قد تبعده عن البطولة أو على أقل تقدير تجعله يعيش قلقاً كبيراً قبل الجولة الأخيرة.. إلا أن ما حدث في المباراة من الجانب الهلالي شيء محير وغير متوقع (البتة) إذ لم أشاهد من قبل بعض لاعبي الهلالي بهذا الشحن والانفلات في الأعصاب رغم أن فريقهم فقد بطولات كثيرة ومهمة من أخطاء تحكيمية فادحة ولعل نهائي آسيا خير دليل على ما أقول. في اعتقادي أن الفريق الهلالي افتقد في تلك المباراة إلى التهيئة النفسية المناسبة عكس لاعبي النصر الذين كان يعتقد البعض أنهم سيكونون صيداً سهلاً للنرفزة وبالتالي الانفلات في الأعصاب والخروج عن النص، نظراً لأهمية المباراة لهم ولخروجهم المبكر من البطولة الآسيوية وما صاحب مباراتهم مع لخويا من منغصات كفيلة بتشكيل ضغط كبير على الفريق هذا علاوة على أن الفريق النصراوي دخل بنقص واضح في صفوفه كان آخرهم فقدانهم لخدمات صمام أمان الدفاع عمر هوساوي، إلا أن ما حدث في تلك المباراة كان خلاف ذلك، حيث لعب النصر بهدوء خاصة اللاعبين المعروفين بحماسهم وانفلات أعصابهم في بعض المباريات واستطاعوا تحقيق مبتغاهم بالفوز ومن ثم تحقيق البطولة بعد تعثر منافسهم (الأهلي).. وفي اعتقادي أن ذلك عائد إلى التهيئة النفسية الجيدة التي قامت بها إدارة النادي بقيادة ربانها الماهر الأمير فيصل بن تركي الذي -والحق يقال- له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما حققته فرق النادي الكروية (الأول والشباب والناشئين) في هذا الموسم من إنجازات أشاد بها القاصي والداني فهذا الرجل عاش تحدياً كبيراً جداً مع بعض النصراويين أكثر من غيرهم، إلا أنه قبل التحدي وكان أهلا لذلك، حيث استطاع في حقبة من الزمن أعادت النصر إلى المنافسة في وقت قياسي مقارنة لما كان علية النادي في السابق.