الياسمينة عند مداخل الأبواب تقريء السلام كلَّ العابرين بها..! لا تكتفي بعبيرها.. بل تتبدل في كفوفهم رائحة للسلام..! ليست الفراشة وحدها تهبُ المصباحَ قطيفتها.., وتشهق..! الياسمينة لغةُ أبجديةٍ ليست ثمانية وعشرين رمزا.. الرمز فيها مكنونٌ.., حرفُه في لغتها الباذخة بياضٌ.. مع أن الشارع متسخٌ بما يكفي..,!! وبعض الكفوف مفرَّغة من الدفء.., وشيء في الوجوه مشوبٌ بكلح فاضح للوجع..! الأغصان الخضراء محملة ببقايا الأصوات.., وحكايا الاختلاف.. النسمة.., والهواء.., والعاصفة عند عبورها.., تنفض الياسمينة شالها.. وتنفرج بالصفح..! الليل.., والصباح.., والظهيرة.., والعصر.., ومفرق الغروب.. ترتبك تكاتها وهي تُمشِّط نسيجَ الياسمينة بمناخها.. فتكتسب منها دلالات المعنى..! وفي كل الحالات.., تنتصر الياسمينة على رغوة السيل.., وطمي الماء، والتراب.., وحشرجة الخريف في بلعوم الصفرة...!! لا تُوحشُ الثواني في عبور رحيقها.. ودوام بياضها..!! الياسمينة لا تبدل لونها.. كفُّها مبسوطة للغيم.., ممتدة بالعذوبة..! الياسمينة فرح باذخ.. مع كل ذهاب مثقلٍ بالذي.., وإيابٍ محمَّلٍ بالتي..!!