سفح تقوده الصدفة إلى محل لبيع الكتب المستعملة.. يلمح واحدًا منها.. يقلبّه.. يفغر فاه.. أحرف إهدائه لم يجف دمها بعد! جرح يبطش بمن يحاول النيل منه.. لا يصمد أحد من لداته على الوقوف في وجهه.. شيء واحد يجعله ينهار بالبكاء.. حين يهمس أحد الأشقياء: (ما عندو أمّ )!! كرم أعد وليمة عامرة.. حضروا.. أعملوا فيها عيونهم.. وفي الصباح.. كانت الحاويات في الشارع القريب.. تئن من التخمة! انصهار يغشى عليه.. يحشرج.. تتراخى اليدان.. والرجلان.. يشهق.. تفارق روحه جسدي! تعس استغرب عزمه خوض التجربة من جديد: - ألست متزوجًا منذ مدة طويلة؟! - بلى، لكني سئمت حياة (العزوبية)! أمومة تتسابق دور النشر على طبع كتبه والفضائيات على استضافته ولا تكف تردد: - احذر رفاق السوء يا وليدي! يتم ظل يرمقهم بعينين دامعتين وهم يتسلمون حصصهم واحدًا إثر آخر غاب حينًا عاد يحمل بين يديه كيسًا صغيرًا أفرغه وشرع يشارك رفاقه لعبته العتيقة! غواية! استمات في الدفاع عنها.. ضحى، ناضل.. ولما حطت أولى خطواتها على سلم الحرية.. التفتت إليه.. ثم صرخت بكل ما احتملت من كبت: - ألا لعنة الله عليك!