عليك أن تحدد مصيرك في (عصر التقنية) و(ثورة المعلومات)، إما باستخدام - الزر التقني - طوال الوقت، أو الاعتماد على (الذاكرة والدماغ)، وإبقائهما ينبضان بالحياة؟!. هل يمكنك تذكر معظم (الأحداث) التي وقعت العام الماضي؟! هذا اختبار بسيط يدل على أن ذاكرة معظمنا (ضعيفة)، لأننا نركنُ إلى التقنية في حفظ كل صغيرة وكبيرة نيابة عنا بشكل سهل ودقيق، دون الحاجة لإشغال أنفسنا!. يمكن صياغة السؤال بطريقة أبسط: هل تستطيع ترتيب الأحداث الهامة التي عاشها العالم من حولنا؟! أو تلك التي عشناها في مجتمعنا (المحلي)؟ أو على الأقل ما عشته (أنت شخصياً) من أحداث خاصة؟ بل هل يمكنك طلب (رقم هاتف) صديق أو قريب عبر الهاتف، دون الحاجة للبحث عنه بالاسم في (القائمة)؟!. يُقال إن ذاكرة الجيل الحالي سريعة النسيان للأحداث والأشخاص، بسبب الإفراط في الاعتماد على التقنية، بعكس (الأجيال السابقة) فكثير منهم لا زالوا يذكرون معظم الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي عاشوها منذ (عشرات السنين)!. ويكفيك مرافقة أحد (كبار السن) لتكتشف أن هذا الجيل لا زال يحتفظ بأحداثه ويذكرها جيداً، عبر سرده لتواريخ المناطق التي تمرون بها، وما وقع بها منذ عشرات السنين، وأسباب تسمية الأزمنة أو الأماكن, فهل تويتر وتقنيته أضاعوا أبجدياتنا؟ وحلاوة علاقاتنا الانسانية؟ واهتماماتنا بكثرة ما نتعرض له من معلومات؟!. هل يجب ترتيب وترشيح (كمية ونوعية) المعلومات التي ترد إلينا، أو نتعرض لها يومياً عبر الهواتف المتحركة، ووسائط التواصل الاجتماعي, ووسائل الإعلام الأخرى، لنبقي تلك التي تهمنا فقط، ونمنع المعلومات العشوائية التي تشغل حيزاً من حياتنا وذاكرتنا، دون حاجة؟!. قدرة المخ والذاكرة لا زالت (عصيّة) على العلماء، وإن قدروها بنحو 50 مليار خلية، ومئات الملايين من الوصلات المحتملة لنقل المعلومات واسترجاعها بسرعة خيالية، إلا أنهم ربطوا بين (الذاكرة الإيجابية) المليئة بالمعلومات والأحداث التي يمكن استرجاعها وطلبها، وأين صدق المشاعر الرقيقة، وعلى العكس (الذاكرة العشوائية) أو الفارغة، التي لا يمكن استرجاع المعلومات منها بسهولة، وارتباط ذلك بضعف المشاعر والأحاسيس؟!. ربما من الأفضل أن توصف (مشاعرنا) بالضعيفة على أن نصاب (بالزهايمر المبكر) و(العقد النفسية)، نتيجة متابعتنا وتذكرنا (للأحداث المؤلمة) التي تقع في العالم من حولنا اليوم!. وعلى دروب الخير نلتقي