مع انطلاق العد التنازلي لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية هنا قبيل انتهاء العام الجاري وفق التواريخ التي حددها المجلس التأسيسي، عاد التوتر والارتباك ليسيطرا على الجو العام حيث تميز الأسبوع الماضي بجملة من الأحداث والتصريحات النارية للقيادات السياسية أطلقت «نيرانها الصديقة» في اتجاه أحزابها ، في ظرف دقيق للغاية تسعى فيه التيارات الحزبية إلى رسم معالم التشكيلة الانتخابية وقوائمها التي ستدخل بها الانتخابات. فبعد أن ظن الجميع أن نداء تونس بفضل حنكة زعيمه الباجي قائد السبسي ودهائه السياسي، أمكن له تجاوز الأزمة الحارقة التي مر بها منذ أكثر من شهر، عاد الخلاف ليفرق بين أبرز قياديي النداء حيث أصر الأمين العام للنداء الطيب البكوش على تقديم استقالته من منصبه على خلفية كثرة الخلافات والتجاذبات وما أسماه « ميل السبسي إلى الشق الدستوري على حساب الشق اليساري والنقابي». إلا أن البكوش الذي خبر التعامل مع السبسي فاته أن الرجل لا يقبل استقالة رموز الحركة على الهواء مباشرة ذلك أنه يؤمن، وفق مقربين منه، بأنه الوحيد الذي يقيل ويعزل ولا أحد بمقدوره الاستقالة بدون إذنه،،،على الطريقة البورقيبية التي يدعي السبسي أنه وريثها الشرعي والوحيد. ولم يكتف السبسي برفض الخوض في مسألة الاستقالة ، بل إن ماكينة النداء الجهنمية اشتغلت بقوة لتقنع البكوش بالتراجع عن الاستقالة مقابل حل المشاكل التي أرقته ودفعته إلى ذلك ... فما كان من الأمين العام سوى التراجع عن الاستقالة،،، إلا أن وعود السبسي هي التي اتضح أنها واهية جدا، حيث أشرف على اجتماع المكتب التنفيذي للنداء مساء أول أمس الثلاثاء، وكان مدججا بملف ضخم ضم تصريحات البكوش منذ أكثر من عام تأكد أنها لا تنصهر والتمشي العام لنداء تونس ولا تحترم تعليمات القيادة...وبعد أن كان مطالبا بحقه ، أصبح الطيب البكوش مطالبا بتقديم توضيحات حول سلوكه السيئ ... ويبدو أن الملف طوي نهائيا ولم يعد هناك حديث عن الاستقالة التي كانت ستعصف بآخر أمل للنداء في الفوز بأغلبية الأصوات في الانتخابات القادمة. إلا أن حالة الاحتقان والتوتر لا تزال تسيطر على القيادات الندائية والقواعد على حد سواء، مما حدى بالمؤرخ والمحلّل السياسي عبد الواحد المكني عضو النداء إلى القول صراحة بأن» مدة صلوحية العناصر اليسارية والديمقراطية في نداء تونس قد انتهت ، استعملهم الباجي والتجمعيون للتحصين ضد قانون التحين ولاكتساب شرعية « ما بعد ثورية» والآن لم يعد يحتاجهم ... هذا درس لكل من تسرّع في الانضمام لنداء تونس بطريقة لا مشروطة وبحجة قطع الطريق أمام النهضة.» وغير بعيد عن النداء، عرف الزعيم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة كيف يلملم أصوات أبنائه من المكتب التنفيذي للحركة واجتهد في الإجابة على استفسارات الصحفيين الذين حضروا بكثافة عجيبة الندوة الصحفية للحركة ظهر الثلاثاء، حيث أعلن الغنوشي أن حمادي الجبالي الأمين العام الأسبق للنهضة، ليس مرشحها للرئاسية ولا يمكن له أن يكون مرشحا مستقلا لأنه سيظل طوال حياته ابنا للحركة ومن أبرز مؤسسيها. الغنوشي لم يحاول الإشادة بمبادرة النهضة بخصوص التوافق حول ترشيح شخصية وطنية وحيدة لمنصب رئاسة الجمهورية بل اكتفى بالقول بأن أغلب الأحزاب التي تم الاتصال بها أبدت موافقة مبدئية حول هذه المسالة، نافيا أن يكون كمال مرجان رئيس حزب المبادرة ووزير خارجية بن علي سابقا، هو المرشح التوافقي المقصود..أمنيا، توفقت وحدات الشرطة إلى الكشف عن شبكة إرهابية مختصة في تهريب بنادق الصيد من القطر الليبي والعمل صلب خلية إرهابية متمركزة بمحافظة سيدي بوزيد الجنوبية ، مهمّتها التنسيق بين عناصر أجنبية وتونسية قصد تنفيذ عمليات إرهابية نوعية داخل التراب التونسي. وأعلنت وزارة الداخلية أنه تمّ إيقاف أربعة عناصر لتورطهم في قضية التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية و 11 عنصرا من أجل تهريب بنادق صيد والاتجار فيها دون موجب قانوني.