في كَلِمَتِهِ التي نَشَرَتْهَا صحيفةُ الجزيرةِ بِعَدَدِهَا رقم (15245)، بمناسبةِ تَرَؤُّسِهِ اجتماعَ مُحَافظي مُحَافظاتِ منطقةِ الرياض في قَصْرِ الحكم يوم الثلاثاء 26 شعبان 1435ه الموافق 24 يونيو 2014م، أَهَابَ صاحِبُ السموِّ الملكيِّ الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - بالجميعِ مِنْ مسؤولِي الإمارة والمحافظين ورؤساءِ المَرَاكِز وجميعِ منسوبي الإمارة، بالعمل كمنظومةٍ واحدة، ومراقبة اللهِ الذي لا تخفى عليه خافية في جميعِ أعمالهم، وتحرِّي العدل والمساواة عند مُعَالجة قَضَايا المواطنين والمقيمين , والإسراعِ في إنجازِ أمورِهم وحلِّ مُشْكِلاتهم، وتنفيذِ ما يصدرُ مِنْ أحكامٍ في حينها، وإعطاء الأولوية لكبير السن، وضعيف الحُجَّة، ومتابعة قضاياهم حتى يصلوا لحقوقهم كاملة بما في ذلكم أوضاع بعض العمالة مع كفلائِهم. وَدَعَا سمُوُّهُ إلى مُضَاعفةِ الجهد في هذه المرحلةِ نَظَرَاً للتّطوّراتِ من حولِنَا، والتنبُّهِ لما يُوَجَّهُ لهذه البلاد مِنْ هَجَمَاتٍ شرسَةٍ في بعضِ وسائلِ الإعلام المغرضة والمأجورة , وما يُحَاكُ لها بُغْية النيلِ من وحدتِنَا الوطنيةِ ونسيجِنَا الاجتماعي حَسَداً مِنْ عند أنفسهم على ما أَكْرَمنا اللهُ به بفضلِ تحكيمِ شرْعِ اللهِ في كلِّ أمورنا، وقد أقلقهم ما نعيشُ فيه مِنْ أمنٍ واستقرارٍ ورغدٍ ورخاء ومشروعاتٍ تنموية عملاقة تسير - بفضل الله - بِخُطَى ثابتة حسب ما خطط لها. كما طَالَبَ سمُوُّ أمير منطقةِ الرياض في كلمته الجميعَ بالتنبّه للأفكارِ الدخيلةِ والمنظّماتِ والأحزابِ الإرهابيّة التي حَدَّدَهَا الأمرُ السامي الكريم وقرارُ سمو وزير الداخلية، مؤكِّداً سموه أنّه لا عُذْرَ لأحدٍ بعد ذلك. وأوصَى سمُوُّهُ في كلمَتِهِ بالتصدِّي للعنصريةِ المقيتة، وما يُكْتَبُ في وسائلِ الإعلامِ الجديد أو ما يُسَمَّى بالتواصل الاجتماعي، لافتاً سموه إلى أخْذِ العظةِ والعبرةِ من بعضِ البلاد الملتهبةِ من حولنا. وأضَافَ سموُّهُ في جانِبٍ من كلمتِهِ المهمة، قائلاً: «فقد قيّض الله لهذه البلاد والد الجميع الملك عبد العزيز - رحمه الله - فوحّدها بعد شتات تحت راية التوحيد، ونحن جميعاً مطالبون بالعمل على استمرارِ السفينة لأنَّ في ذلك الخير كُلَّ الخير لنا ولأجيالِنَا في المستقبل». المُتَتَبِّعُ بتمعُّنٍ شديدٍ وبقراءةٍ فَاحِصَةٍ دقيقةٍ ومتعمقةٍ لتفاصيلِ كلمةِ سُمُوِّهِ الكريم وهو الذي قَادَ قَطَارَ التنميةِ وتحقيقِ المُتَطلباتِ لسكانِ وزوَّارِ منطقةِ الرياضِ بعد صاحب السموِّ الملكيِّ الأميرِ خالد بن بندر - وفقه الله - ( الذي عُيِّنَ بأمرٍ ملكيٍّ نائباً لوزير الدفاع).. مُنْطَلِقَاً مِنْ مُواطنَتِهِ قبل أنْ يكونَ مسؤولاً.. ليأتي تأكيدُ سُمُوِّهِ الأكبرُ والأشملُ والأكْثرُ بُعْدَاً على : توفيرِ احتياجاتِ المواطنين، وتوفيرِ مُتَطَلّباتِ الحياةِ الكريمةِ لهم، ومواصلةِ البِنَاء على أُسُسٍ راسخةٍ من دينِنَا الحنيف وعقيدتِنَا السّمحة وتحقيق خُطَطِ الأولويَات التي تهدفُ إلى خدمةِ أبناء سُكَّانِ الرياض وزوارِهَا وتحققُ تطلعَاتِهم ..المنبثقةِ أسَاسَاً مِنَ الأمانةِ التي حمّلها أبناء هذا الوطن لولاة أمره. وهي المناسبةُ - نفسُهَا - التي رفعَ فيها سمُوُّهُ الشكرَ لخادمِ الحرمين الشريفين الملكِ عبدِ الله بن عبد العزيز آل سعود، وصاحبِ السموِّ الملكيِ الأميرِ سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحبِ السموِّ الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلسِ الوزراءِ المستشار والمبعوث الخاص لخادمِ الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية - حفظهم الله -، على ما تَحْظَى به إمارة منطقة الرياض كمثيلاتها من إماراتِ المناطق مِنْ دَعْمٍ ومؤازرةٍ على مختلف الأصعدة. في كلمةِ سموِّهِ وَقَفَ - سلّمه الله - وقفةٌ هامةٌ ينبغي أنْ تسْتقطبَ اهتمامَ المسؤولين عن المواطنين في أيِّ مسؤوليةٍ كانت في الوزاراتِ والإداراتِ والمصالحِ الحكوميَةِ والشركاتِ والمصانع .. وذلك لِعُمْقِ التوجيهِ فيها إلى ما ينبغي أنْ يقوموا بهِ من دَوْرٍ هامٍّ في هذه المرحلة بالذّات التي يتجهُ فيها مَنْ حولنا للعديدِ من المتغيرات والسريعة في رَكْضِها بشكلٍ متلاطمٍ ومُغايرٍ ومجنون . فكانَ تركيزُ سمُوِّهِ على تقديمِ الخدمةِ الواجبةِ للمواطنين والتسهيلِ عليهم في ظِلِّ المبادراتِ الرائعة التي صَنَعَهَا هذا الوطن الرائد لبناءِ مستقبلِ مواطِنِهِ الوفيّ، من خلال هذه القاعدةِ التي يَرْتَكِزُ عليها قائِدُ هذا الوطن ورَمْزُه خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ عبد الله بن عبد العزيز - أيّده الله - في أكْثَرِ أحاديثه مَعَ المواطنين.. وهي القائلة: «إنّ صناعة الإنسان.. هي الأساس». والتي حَرِصَ فيها قائِد هذا الوطن ورمزه بتصميمِهِ وفِعْلِه.. على إِنْطَاق هذه القاعدة، وذلك عَبْرَ مُنْطلقاتٍ حضاريّةٍ وصِنَاعيةٍ وتنمويةٍ وعلميةٍ واقتصادية.. نستطيعُ أَنْ نتلمَّسَهَا مِنْ شواهدَ عديدة . سموُّهُ - وفّقه الله - نبَّهَ إلى أنَّ الحالةَ التي يعيشُهَا هذا الوطنُ المنتج المعطاء في ظلِّ تلك الظروف وبما منحَهُ من القُدْسِيَّةِ وبالأَمْنِ الذي انتشرَ ميزةً، وتَرَسَّخ بتطبيق الشريعةِ الإسلاميّةِ العادلة، تعرّضَ لحربٍ غير شرعية تقومُ على الحسَدِ والكُرْهِ والضّغينةِ والنَّيْلِ من وحدةِ هذا الوطن ونسيجِهِ المُتَماسك المُتَرابطِ المُتَلاحمِ المُتَعاضِدِ وهو الأمرُ الذي حَدَا بهم لاستخدامِ وسيلةٍ غيْرِ حضاريّةٍ عبر ثورةِ الاتصالات الحديثة ووسائل التواصلِ الاجتماعي أو ما يُسَمّى بالإعلامِ الجديد بعقليّةٍ منغلقَةٍ تخرجُ منها صديدٌ وقروحٌ وعقولٌ توقَّفتْ عن الرؤية للحياةِ الأجمل وَدَفَنَهَا أصحابُهَا في كَهْفِ حياةٍ لا يرون فيها سوى : الأقبح والأسوأ، وقد حُرِمُوا من نعمةِ (الجمالِ) في الحياة . ولا شكّ أنّ المواطنَ ومع ما يَشْهَدُهُ في وَطَنِهِ من تطوُّرٍ في خدمَاتِهِ المنسجمَةِ مع طموحَاتِهِ وأمانيه، وما بلَغَهُ المواطنُ من وَعْيٍ ونُضْجٍ يجعلانه يميُّزُ بقدرةٍ عالية!! - والتاريخُ يشهد -. ونحسب أنَّ التوجيه الذي خَاطَبَ به الأمير تركي الحضور والذي كانَ مِنْ بينهم معالي المستشار الخاص والمشرف العام على مكتبِ سموِّ أميرِ منطقة الرياض الأستاذ سحمي بن شويمي بن فويز، ووكيل إمارةِ منطقة الرياض الأستاذ عبد الله بن مجدوع القرني، ووكلاء الإمارة المساعدون، ومديرو العموم بالإمارة والقيادات الأمنية بمنطقة الرياض .. يُعْتَبر : خُطَّةَ عَمَلٍ للواجباتِ التي تَسْتَنْهضُ الدورَ الأهمَّ للحَفَاوَةِ بالمستقبل، ولاشكّ أنّ ذلك يُعَزِّزُ من مطالبتِنَا للمجتمعِ السعوديِّ بأنْ يكونَ واعياً وملتحِمَاً بقيادتِهِ وتربيةِ الإنسان المُشَبَّعِ بشعورِ الانتماء مِنْ أَجْلِ الوطن وسلامَتِهِ والتصدِّي لمحاولاتِ التّجْييش والانتباهِ لعواملِ التَّنافُرِ والشِّقَاقِ وظُهورِ العَصَبيّاتِ والعُنْصُريّات والمعرَّات والتطرُّفِ والاختلافِ الفكري والأحْزَاب الإرهابية ! والدفاع عن المُكْتَسباتِ وتَرْسِيخِ المُعْطيات، والارتفاعِ دائماً إلى مُسْتوى القِيَمِ والأهداف، وأنْ نرمي في سبيلهِمَا التنابُذَ والغرورَ والتَّجْهِيلَ والنَّرْجِسيّة ومواقِفَ الاضطرابِ النّفسي والبحث عن تَفَرُّدِ الذّات وتجاوز المُهَاترات والتَّعفُّفِ عن سَقْطِ القول ؛ حتى نقفَ في وجْهِ المتربِّصِين دوماً من كل حدب وصوب بِمُمَيِّزَاتِنَا التي نَنْعَمُ بها - وللهِ الحمد والمنّة - قبل ذلك وبعده . وتمضي سفينةُ هذا الوطنِ الماخِرَة المُنْطلقة نحو تحقيقِ الأهدافِ المأمولة والمُبْتغاة رغم قواربِ الفتن . حاضراً ومستقبلاً وماضياً.. إنّنا نؤكِّدُ جميعاً لكم - كمواطنين - ونحنُ على سفينةِ هذا الوطن الشَّمّاء على أنَّنا في مستوى هذه المسؤولِيَّةِ التاريخية وسَنَكُونُ مع رُبَّانها -أعزّهم الله - ( قيادةُ هذا الوطنِ الرَّاشد ) قَلْبَاً وقالباً في ظِلِّ المُؤامراتِ التي تُحَاكُ لإغراقِهَا عَبْرَ المضاميرِ المتنوعةِ والمختلفة لقراصنةٍ صَارَ الغرورُ محيطَهم الهادر بكلِّ شرٍّ وحِقْدٍ الذي يَغْمُرُهُم حتى يُغْرِقَهُم !! إنَّ هذا الوطنَ يا سموّ الأمير - أسعدك الله - لا يَسْتحِقُ النُّكْرانَ أو الجحودَ، ولا يَسْتَأْهِلُ أن يُرمى بالسِّباب والتشنّج ! فما زالَ هذا الوطن يُعْطي مِنْ نقطة ضوئِهِ التي بَدَأَ بها منذُ توحيدِ كيانِهِ على يد المؤسِّسِ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - . ومازالتْ نقطة الضوء : ضميرَهُ وخَلْقَهُ وأَخْلَاقَهُ، وأفعالَهُ لخيرِ الأرضِ ولخيرِ الحقِّ ولخيرِ الأهلِ ولخيرِ التضامن رغم التَّحَدِّيات في مَرْحَلتِنَا المعاصرة . وبعد ذلك : فيا أيُّهَا الأميرُ المسؤولُ والإنسانُ الأميرُ تركي بن عبد الله بن عبد العزيز في قولك : « أشكر أخي الغائب الحاضر أمير منطقة الرياض السابق الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز على ما قدمه خلال الخمسة عشر شهراً الماضية من أعمال جليلة ملموسة ومقدّرة بهمة عالية ورؤية سديدة, قبل أن يختاره خادم الحرمين الشريفين نائباً لوزير الدفاع, وسنستمر - بحول الله - على خطى سموه ومن سبقه من خطط لإكمال المسيرة ». تذكيرٌ بمواقفِ النُّبَلاء .. الذي نعتقدُ أنّه حَثٌ متعاظِمٌ ورائِعٌ على التمسكِ بهذه السلوكيات التي أنْشَأَتْ أوطاناً، وَبَذَرَتْ قيماً وسلوكياتٍ عظيمةٍ نَحْنُ أحوجُ ما نكون إلى استلهامِنَا في سلوكياتِنَا العصريَّةِ الحديثة، وفي تعاملاتِنَا فيما بين بعضِنَا البعض .. حتى ننجحَ في المحافظةِ على هذه الوحدةِ العظيمةِ والقدوة . حَفِظَ اللهُ الوطنَ وأَدَامَ عزَّهُ وأَمْنَهُ وكرامَته، وباركَ لنا في وليِّ أمرِنَا صاحبِ المواقفِ المُشَرِّفةِ والحِنْكَةِ القيادية الحكيمةِ والبارِعَةِ والرَّزِينةِ عبدِ الله بن عبد العزيز، وَجَعَلَهُ مِنْ أسْعَدِ خَلْقِهِ أجمعين .