تغطية - فيصل العواضي / تصوير - عبد المعين عبد الله زهير: برعاية من رجل الأعمال المعروف الشيخ عبد الله با حمدان راعي المنتدى وكعادته السنوية اختتم منتدى ثلوثية با محسون الثقافي موسمه بالتكريم لكل الذين شاركوا في إثراء أعمال المنتدى أو أبرزهم مع اختيار علم من أعلام الفكر والثقافة كمكرم رئيسي يتم الاحتفاء به وتكريمه. والمحتفى به لهذا العام علم من أعلام الفكر والبحث تميز وأعطى مما جعله محط تكريم كثير من المؤسسات الرسمية والخاصة والمنتديات داخل المملكة وخارجها ومن بينها جامعة الدول العربية اعترافا بفضله في إثراء جانب مهم من المكتبة العربية بأبحاثه ذلك هو الأستاذ والأديب والمفكر عبد الرحمن بن محمد بن يحيى الرفاعي . بدأت الأمسية بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى الدكتور عمر با محسون كلمة رحب في مستهلها بالحضور وبالذات المحتفى به الذي يعد علما من أعلام الفكر والثقافة في المملكة العربية السعودية والوطن العربي مشيرا إلى ما تشهده المملكة من تفاعل ثقافي وإبداعي في ظل رعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين مما جعل من الرياض قبلة الثقافة العربية وموطنا للإبداع فما نكاد نودع حدثا ثقافيا إلا واستقبلنا حدثا آخر فمن الجنادرية إلى معرض الرياض الدولي للكتاب والفعاليات المصاحبة له ثم كان الحدث التالي هو انعقاد مؤتمر وزراء الثقافة العرب واللاتينيين و هذه بعض المناشط الرسمية ناهيك عن المنتديات الثقافية الأهلية التي تعج بها الرياض في ظاهرة تفردت بها عن غيره حتى من مدن الثقافة العربية التقليدية . وقال: إن التكريم للرواد والمبدعين هو تعبير عن الاعتراف بدورهم في التنوير وإثراء الفكر وإعلاء قيمة العلم والعلماء في عصر أصبح العلم بكل مجالاته هو طريق الشعوب للتقدم والرقي وإنساننا السعودي ليس بعيدا عن تفاعلات العالم من حوله فكل يوم نسمع عن مبدع ومخترع من شبابنا إلى جانب وجود مبدعين رواد أمثال المحتفى به . ثم ألقى الأستاذ أحمد الزيلعي كلمة أشاد فيها بمناقب المحتفى وعطاءاته المتميزة التي أثرت المكتبة العربية عموما والسعودية بوجه خاص بنفائس في الأدب والتاريخ . بعد ذلك ألقى الشاعر المبدع إبراهيم مفتاح كلمة بدأها بالشكر للمنتدى وراعيه والقائمين عليه واستهل حديثه عن المحتفى به مستدلا بقول أمير الشعراء أحمد شوقي مخاطبا عميد الأدب العربي طه حسين ط ارم نظارتيك « فقال مفتاح مع بعض التصرف ارم عكازتيك فلست كسيحا ..... إنما نحن جوقة الكسحاء وتناول في كلمته وقفات من حياة المحتفى به عبد الرحمن الرفاعي أيام كان تلميذا وكان الأستاذ إبراهيم مفتاح أحد أساتذته ملفتا النظر إلى أنه كان متفردا عن أقرانه . وأشار مفتاح إلى والد المحتفى به الذي كان له بعض النبوءات التي تتحقق ومنها تنبؤه أن ابنه عبد الرحمن سيصاب بمشكلة ما وهو ما حصل بعد استقرار الأسرة في جازان حيث تعرض عبدالرحمن الرفاعي لحادثة تسببت له بشلل نصفي وهو في العقد الثاني من عمره لكن الإعاقة لم تكن حائلا بينه وبين الإبداع بل كانت بداية لحياة جديدة حافلة بالعطاء الذي امتد حتى يومنا هذا . وذكر مفتاح أنه كان يعاقب تلميذه عبد الرحمن الرفاعي أحيانا بضربه بمسطرة في يده ضربا غير مبرح طبعا وتمنى لو أتيحت له فرصة معاقبته اليوم وعلى مرأى ومسمع من وزارة التربية والتعليم ودون خوف من العقاب والمساءلة لكان طبع على أصبع من أصابعه قبلة تقديرا وعرفانا لما قدمته هذه الأصابع من إبداع اختتم الكلمات الدكتور عبد الله هيجان عضو مجلس الشورى بالشكر للمنتدى على هذه البادرة المحمودة في تكريم المبدعين وهو أقل ما يقابل به عطاؤهم لافتا النظر إلى فضل الباحث الأستاذ عبد الرحمن الرفاعي في كشف جوانب من تاريخ منطقة جازان لم تكن معروفة إلى جانب بحوثه في اللغة والتراث الأدبي العربي وخاصة ما يتعلق بأدب الحقبة الأندلسية ويعد رائدا في هذا الجانب لما خرج به من نتائج رغم كثرة من كتبوا عن هذه الحقبة . وكانت كلمة المحتفى به الأستاذ عبد الرحمن الرفاعي ضافية فبعد الشكر للمنتدى والقائمين عليه والمتحدثين الذين تمنى أن يكون عند حسن ظنهم وإنه قد لا يكون أهلا لكل ما قالوه في حقه من إطراء ثم تحدث عن معنى التكريم وشرف الإنسان بتكريم الله تعالى له حيث قال إننا جميعا بني آدم قد كرمنا حضوريا من قبل المولى عزوجل مشيرا إلى الآية الكريمة {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، وقال: إن استخدام اسم الإشارة هؤلاء لا يكون إلا للحاضرين وكأن الله يشير إلى الحضور من أبناء آدام في هذا التكريم الإلهي ثم نص سبحانه وتعالى على ذلك بقوله « ولقد كرمنا بني آدم «. وأشار الرفاعي في كلمته إلى قيمة العلم وأنه هو أساس الاستحقاق لكل تكريم والمؤهل لكل شرف بما في ذلك شرف معرفة الله وخشيته ولفت النظر إلى ما جاء في بعض مؤلفاته حول هذا المعنى . بعد ذلك ألقيت عدد من المداخلات من قبل كل من الدكتور فيصل محمد العواضي نائب رئيس الجالية اليمنية والذي كان من أوائل من كتبوا عن الأستاذ عبد الرحمن الرفاعي قبل أكثر من 30 عاما تلى ذلك قصيدة ألقاها الدكتور زيدان عودة بعدها قام الدكتور عمر با محسون باسمه ونيابة عن راعي المنتدى والفعالية الشيخ عبدالله با حمدان ومعه كبار الحاضرين بتقديم درع المنتدى للمحتفى به إلى جانب تكريم عدد من الذين شاركوا في إحياء فعالية المنتدى خلال موسمه المنصرم وهم: 1- عبد الله بن عبد الكريم السعدون عضو مجلس الشورى 2- الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية 3- الدكتور عبدالرحمن بن أحمد هيجان عضو مجلس الشورى 4- سعيد بن عبد الله الشيخ عضو مجلس الشورى 5- الأستاذ خالد بن عبد العزيز البواردي 6- الدكتور حسن بن عبد الله القحطاني 7- الدكتور فهد بن علي العليان 8- الدكتور إبراهيم رمضان الذيب 9- الدكتور أمين أحمد باوزير 10- الدكتور عز الدين عمر موسى 11- الدكتور سليمان الرحيلي 12- الدكتور محمود إسماعيل آل عمار 13- الدكتور محمد بن حسن الصائغ 14- الأستاذ الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي 15- الأستاذ عبدالله بن إبراهيم مفتاح 16- الأخ محمد صالح با فضل 17- الأستاذ محمد بن حمد الخميس 18- حسن بن يحي الهلالي 19- علي نور الدين إسماعيل خبير مياه 20- المقرئ عبد الله سكر الجدير بالذكر أن الباحث الأستاذ عبد الرحمن الرفاعي من مواليد منطقة أبى عريش بجازان عام 1952م وحاصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ودبلوم عالي من جامعة الملك عبد العزيز بجدة إلى جانب العديد من الدورات المتخصصة في اللغة العربية وعلومها وقد بلغت مؤلفاته أكثر من 57 كتابا ترجم البعض إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية والعبرية وقد تم تكريمه من قبل أكثر من عشر جامعات ومنظمات عربية وعالمية إلى جانب العديد من الدروع والشهادات التقديرية من جامعات سعودية وجهات داخلية واستحدثت باسمه جائزة للترجمة من قبل المعهد العالي للثقافة والفنون والآداب بجمهورية مصر العربية تقديرا واعترافا بجهوده في العديد من المؤتمرات العالمية المتصلة بقضايا التعريب .