بعد خلافات طويلة على رئاسة مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالعاصمة المقدسة، أعلن أمس رسميا طلال بن عبد الوهاب مرزا رئيس مجلس إدارة الغرفة حالياً، استقالته من منصب الرئيس ومن كل العضويات الأخرى. وباستقالة مرزا، ينتهي لغط كبير وصراع محتدم شهدته أروقة الغرفة منذ نحو 9 أشهر، بين أعضائها حول كرسي الرئاسة، الذي انقسم المجلس حوله إلى قسمين، قسم الأقلية المؤيد للرئيس السابق للغرفة في الدورة الماضية وقسم الأكثرية الذي يرفض إعادة تعيينه مرة أخرى كرئيس للمجلس. وقال طلال مرزا في بيان وزعه أمس «استقالتي التي لم أعلن عنها إلا «مساء اليوم الأحد»، جاءت بعد تفكير عميق ودراسة موضوعية، حيث إنني سبق أن تقدمت بها لوزير التجارة الثلاثاء الماضي، وصدرت عليها الموافقة اليوم، على الرغم من تلك المحاولات التي واجهتني من قبل الوزير لإثنائي عنها». وأشار مرزا إلى ان استقالته جاءت ليفتح المجال أمام الراغبين في خدمة مكةالمكرمة من خلال الغرفة لتقديم ما لديهم، لافتاً إلى انه قدم ما لديه ويريد أن يرى بقية الدماء الأخرى في المجلس تقدم ما لديها من جديد. وعلمت «الجزيرة» من مصادر مطلعة، أن سبب استقالة مرزا من كرسي رئاسة الغرفة جاء نتيجة الضغوط التي مارستها مجموعة الأكثرية من أعضاء المجلس الرافضين توليه رئاسة الغرفة لدورة ثانية، حيث شهد المجلس أثناء تأسيسه بعد الانتخابات التي جرت العام الماضي، انقسام حاد بين أعضائه، تطلب تدخل وزير التجارة وشخصيات نافذة لحسم الموقف المتصاعد وذلك بتعيين طلال مرزا رئيساً للمجلس، بدلاً من العضو المعين زياد فارسي، وقوبل ذلك القرار باعتراض أكثر من نصف أعضاء المجلس الذين رفضوا حضور الجلسات الرسمية، مطالبين بضرورة تجديد الدماء ومنح الفرصة لأعضاء آخرين لديهم أفكار وطموحات تقدم مكةالمكرمة، وخلال الأشهر الماضية واجه طلال مرزا ضغوطا من جهات مختلفة أدت إلى تقديم استقالته أخيراً. من جهته قال الدكتور مازن تونسي نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس المكلف بتسيير أعمال المجلس: نحن نشكر الرئيس السابق على كل ما قدمه في خدمة غرفة مكة ولمكة المكرمة بشكل عام»، مبيناً ان تكليفه بمنصب الرئيس يعد مؤقتاً وهو لتسيير أعمال الغرفة فقط. وأكد إنه قدم أمس اعتذاره عن تولي أي منصب في الغرفة خلال الفترة المقبلة، مبيناً ان إدارته الحالية للمجلس مؤقتة حتى يتم تعيين بديل لرئيس المجلس المستقيل من قبل وزير التجارة. وتابع تونسي :» نتمنى أن تكون أي خلافات في غرفة مكة قد ذابت مع خروج الرئيس من منصبه، ومع الظروف الحالية التي يجب أن تستغل بشكل أمثل لتقديم الغرفة كواجهة حضارية في المجتمع التجاري والاقتصادي، بعيداً عن أي جدليات قد يكون من شأنها تعطيل العملية التنموية». وتمنى تونسي أن تشهد غرفة مكة تحسنا في أدائها وأنشطتها خلال الفترة المقبلة، معبراً أيضاً عن شكره للرئيس السابق وعن كل الجهود التي بذلها خلال فترة رئاسته في الدورة السابقة أو الحالية، التي كان من بيتها خروج مشروع حلم مبنى الغرفة إلى أرض الواقع.