مكة المكرمة – محمد آل سلطان التزمت باتفاقية الفندق أنا عرَّاب المجلس وقائد التكتلات زوجتي وابني راقبا انتخابات الغرفة بعلم الجميع الرئيس اعترف بعد طلب اليمين في المسجد الحرام اعترف عضو مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة سعد جميل القرشي أنه صاحب الانقلاب الذي قاده 12 عضوا على رئيس المجلس طلال مرزا ونائبيه زياد فارسي ومازن تونسي، موضحا أن السبب الحقيقي للانقلاب يعود إلى خيانة مرزا له وعدم الإيفاء بوعده، باختياره نائبا له، موضحا أن مرزا تجاهله عمدا وفضل عليه زياد فارسي. وكشف القرشي في حواره مع «الشرق» عن تفاصيل ما دار في اجتماع توزيع المناصب في أحد فنادق جدة، بحضور مرزا وأربعة أعضاء آخرين، موضحا أن شخصية نافذة تفرض مرزا فرضا على غرفة مكة. وقال القرشي إن ممثل وزارة التجارة منح الحق القانوني لأعضاء الغرفة بعزل الرئيس ونائبيه، بيد أن وزير التجارة لا يعترف بهذا الحق، وأعاد مرزا للمنصب وقال: «سعينا لمقابلة الوزير، ولكنه يرفض ذلك أو مجرد الرد على طلباتنا، ممتدحا موقف إمارة المنطقة في التعامل مع الأزمة، واصفا إياه بأنه «عقلاني». واختتم القرشي الحوار بأنه على استعداد لتقديم استقالته من الغرفة إذا لزم الأمر. * غرفة مكة دخلت الدورة ال 19 بنزاع على المناصب من قبل كتلتين في المجلس.. لماذا هذه الدورة تحديدًا؟! - من الدورة السابقة، عمد طلال مرزا إلى شق مجلس إدارة الغرفة وقسمنا إلى كتلتين في الدورة الماضية، كانت الغلبة والأكثرية لصالح كتلته بثمانية أعضاء، مقابل سبعة أعضاء لكتلة عادل كعكي، وأقصى كتلة عادل كعكي في المجلس ولم يوعز لها بمهام إدارية، لذلك كانت كتلة «مهمشة»، على الرغم من أن عادل كعكي وكتلته لم تتجاوب مع ممارسات «التهميش»، وحرصت على الحضور في جلسات المجلس الإدارية. * لماذا ترشحت للدورة الحالية؟ وألم تخشَ أن يطالك «التهميش» كغيرك؟! - ترشحت لأن لدي هدفا لابد من إكماله في السنوات الأربع المقبلة، ولم ألتفت إلى أي احتمالات تهميش، وطلال مرزا الرئيس الحالي أعلن ترشحه، وكذلك نائبه الحالي زياد فارسي، وهشام السيد هؤلاء من كتلتنا. وبدأنا ككتلة واحدة، نرسم خطط واستراتيجيات الانتخابات، ونعقد الاجتماعات، ولكن بدأت أشعر بتحزبات وألاعيب تحاك ضدي في الخفاء في بيت مرزا الخاص، بعيدًا عن مكاتب العمل، خاصة في آخر الاجتماعات التنسيقية بيننا للانتخابات، لذلك فضلت الابتعاد والعمل منفردًا حفاظًا على شخصيتي الاعتبارية التي لا أقبل المساس بها. * لكنك انضممت إلى كتلة عادل كعكي ولم تكمل خطتك الانتخابية لمصلحتك الخاصة؟! - انضممت لكتلة عادل كعكي بعد أن أحس بانفصالي والعمل بشكل فردي، وبادر بإجراء اتصال بي قبل الانتخابات، وعرض علي الانضمام لكتلته، ووافقت على الانضمام قبل الانتخابات لترشيح أعضاء مجلس الإدارة، بعد أن شعرت بأن مرزا يتعامل بشكل «عنصري» على الصعيد الاجتماعي. * وماذا عن حقيقة وجود أسماء كانت مهددةً بالاستبعاد من قبل إمارة مكة؟! سمعت بأن أسماء المرشحين لعضوية مجلس إدارة غرفة مكة، تدور في الإمارة والجهات الأمنية طوال الأربعة أشهر، وخلال هذه الفترة كنت أسمع بإشاعات لا أعرف مصدرها عن استبعاد اسمي من قبل الإمارة، وكذلك اسم عضو مجلس الإدارة سعود الصاعدي. وحاولت أن أتثبت من حقيقة الاستبعاد خوفًا من وجود أياد خفية لإسقاطنا قبل الدخول في الانتخابات، خاصة أنها تعتبر الانتخابات في غرفة مكة «صراعاً» بين كافة الأطراف. * تردد أن هناك مراقبين للانتخابات من أقاربك.. هل هذا صحيح؟ - أسماء المراقبين على صناديق الاقتراع تحدد بالتصويت من قبل المرشحين لانتخابات عضوية مجلس الإدارة، و»ابني» تم ترشيحه من ضمن المراقبين، وكذلك مازن تونسي، وآخر يعمل في الغرفة، وفي قسم النساء عرضوا خمسة أسماء، وأنا عرضت اسمين من ضمنهما «زوجتي» تحمل مؤهلات ووافقت عليها اللجنة بالتزكية، ووضعوا معها مراقبتين من الرياض من قبل الوزارة، وأثناء الاقتراع اتصل مرزا ليفرض أسماء أقاربه، ولم أقبل. * بعد فوزك بالانتخابات كعضو مجلس إدارة وخسارة طلال وعودته بالتعيين..هل أقمتم تكتلاً جديدًا ضد عادل كعكي؟! - نعم، حيث عاد طلال مرزا وقدم اعتذاره على ممارساته خلال الفترة الماضية، وعاهدني ووضع يده على «المصحف الشريف» وأقسم على أن نكون كتلة واحدة دون انشقاقات أو انقسامات بحضور عضو مجلس الإدارة سعود الصاعدي، وقبلت اعتذاره. * من الأعضاء الفائزون الذين أرادوا الفوز بمنصب الرئيس؟.. وهل كان هناك اتفاق مسبق على هذا المنصب؟! - اختلفت مع طلال مرزا وزياد فارسي على منصب رئاسة الغرفة في اجتماع عقد في أحد الفنادق الشهيرة بجدة، أمام أربعة من مجلس الإدارة غير راغبين في الرئاسة وهم ماهر جمال الرئيس المنتخب الجديد، وإيهاب مشاط النائب المنتخب، وسعود الصاعدي، ومازن تونسي، ولم نصل إلى اتفاق، وغادرنا الفندق وتركنا الحكم في توزيع المناصب بين الأربعة، وطلبنا من الأعضاء الأربعة أن يحكموا بيننا، فرأوا أن يتم تعيين طلال مرزا رئيسًا لمدة سنتين، ويقدم استقالته، وبعدها يتولى الرئاسة زياد فارسي لمدة سنتين، وأنا أبقي نائبًا لأربع سنوات، وتونسي يكون نائبًا عند استلام فارسي الرئاسة، ورضينا بهذه المناصب والسيناريو، بقينا على هذه الاتفاقية عشرة أيام قبل الاجتماع الأول. ولكن زياد فارسي لم يقبل بهذه المناصب، وانشق إلى كتلة عادل كعكي، باعتبار أن زياد فارسي كان مصرًا على منصب الرئاسة، ولم يقبل بالتسوية، وحاولنا ضم محمد عبدالصمد القرشي لينشق عن كتلة عادل كعكي، وينضم إلى كتلة مرزا خاصة أنه يعتبر فاعلاً في كتلة عادل كعكي، لكن لم نصل معه إلى حل مقنع. * إذًا تغيبكم عن الاجتماع الأول الذي لم ينعقد كان متعمدًا؟! - لم نحضر الاجتماع الأول الذي صدر بحقه التأجيل من أجل أن نكسب مدة أطول، وتأجيل الاجتماع لمدة أسبوعين والتحجج بأن أعضاء مجلس الإدارة مسافرون، وطلبنا في الاجتماعات المقبلة أن يكون هناك مندوب من وزارة التجارة، واتفقنا على أن يكون طلال مرزا رئيسا وسعد القرشي نائبا ومازن تونسي نائبا، ويوم الانتخاب اجتمعنا في بيت إيهاب مشاط للتأكيد على المناصب. * اتفاقية الفندق لم تنفذ في يوم التصويت على المناصب؟! - دخلنا قاعة الاجتماع، وبدأنا في التصويت على المناصب ومن طلب الترشح على كرسي الرئاسة طلال مرزا وزياد فارسي، ولم أرشح نفسي بناءً على «التكتيك» لحيازة مناصب الغرفة، وحصل طلال على عشرة أصوات وزياد فارسي على ثمانية أصوات. * كيف حصل على عشرة مقابل ثمانية والكتلتان متساويتان؟ - تم اختراق كتلة عادل كعكي وكسب صوت الدكتور فؤاد بن محفوظ الذي كان مع كتلة طلال مرزا ضمنيًا وسرًا بعيدًا عن كتلته، وتفاجأت كتلة عادل كعكي بانقلاب الموازين، وكان من الأولى أن تكون الكفتان متساويتين، بدأ الترشح لكرسي النيابة، رفع ابن محفوظ يده رغبة في الترشح، ورفع زياد مرة أخرى يده، وأربك كتلته، وأنا بحسب الاتفاقية رشحت نفسي، جاءت الأصوات تسعة لزياد وثمانية لصالحي، وصوت واحد لابن محفوظ منحه لنفسه، بدأت أشعر «بالخيانة»، كلهم صوتوا لي عدا واحد، واتضح أن مازن تونسي خذل كتلتي، وصوت لزياد فارسي. * لجأتم إلى إعادة جولة التصويت فماذا حدث فيها؟! - عادت الجولة بيني وبين زياد فارسي، وحاز زياد على عشرة أصوات مقابل ثمانية لي، على الرغم من أن ابن محفوظ استبعد وصوت لي، بمعنى أن اثنين من كتلتي صوَّتا لزياد فارسي، الذي فاز بأصوات كتلته التي انضم إليها وأوفت معه بالاتفاقية وصوتت له وكتلتي خذلتني وصوتت لزياد فارسي، ولو التزمت بالتصويت لي وفق اتفاقية الفندق، لكانت الكفة متساوية ويكون بيننا قرعة، ولم أرفع يدي في النيابة الثانية لأني ملتزم باتفاقية «الفندق» وترشح مازن تونسي وفاز بالتزكية، لعدم ترشح محمد عبدالصمد القرسي من كتلة عادل كعكي، بعد شعوره بألاعيب ورفض أن يزج بنفسه فيها. * ماذا قلت لطلال مرزا بعد سقوطك ونقض اتفاقية الفندق؟! - ركبنا السيارة أنا وطلال مرزا وإيهاب مشاط وسعود الصاعدي، وقلت لطلال مرزا «حسيت بخيانة منك يا طلال، وأقسم بالله أنه لم تحصل منه خيانة»، واعترف لاحقًا بعد أن طلب سعود الصاعدي منه اليمين مجددًا في المسجد الحرام، متحججًا بتعرضه لضغوط، كما اعترف مرزا بأنه سحب ورقة التصويت الخاصة بمازن تونسي وصوت لزياد فارسي. * لعبت أدواراً غيَّرت مجرى المناصب في الغرفة وقدت انقلاباً على الرئيس ونائبيه؟! - بدأت ألعب دور «عراب المجلس» تكتلت أنا وماهر وإيهاب وسعود، وانشقوا معنا احتجاجًا على ممارسات طلال مرزا وعدم إيفائه بالوعود، واجتمعنا في مكتبي أنا ومحمد عبدالصمد وإيهاب مشاط وسعود الصاعدي، ودخلنا كمجموعة لا نتكلم في رئاسة ونيابة ومصالح شخصية وغلبنا المصلحة العامة بعيدًا عن طمع المناصب، واستعرضنا جميع الأسماء ال 18 لإعادة توزيع المناصب وعرضوا علي منصباً، لكن رفضت، واندمج ثلثا المجلس للاتفاق على الأسماء الجديدة، وأجمعوا على ألا يبقى طلال مرزا رئيسًا للمجلس، وإلى الآن لا يرغبون في وجوده. * لماذا اتفقتم على الأسماء الجديدة المنتخبة؟! - اخترنا ماهر جمال، لأن المجلس رأى أنه رجل المرحلة ويعمل بصمت واضح، واتفق المجلس على شفافيته وعقلانيته ورؤيته ولم يكن أبدًا طامعًا أو باحثًا عن منصب، يعمل في الخفاء وهناك من استفاد من مجهوداته مع إيهاب مشاط للظهور في الصورة، مندوب وزارة التجارة قال لنا خلال الاجتماع إن المناصب ليست دائمة ومن حق المجلس تغيير الرئيس والنواب بموجب النظام ولهم أن يغيروا الرئيس والنائب في أي وقت، ونرجو ألا تجعل وزارة التجارة الغرفة التجارية أحد فروعها. * من يقف خلف دعم موقف طلال مرزا في الغرفة؟! - هناك شخصية تجارية نافذة لها وزنها وثقلها، تستغل مكانتها التجارية لدعم مرزا والإبقاء عليه في هذا المنصب، ونطالب هذه الشخصية برفع يدها عن غرفة مكة، وترفع الوساطات للإبقاء على مرزا. فكان اسم طلال يفرض علينا فرضًا بتأثير هذه الشخصية، ونحن لن نقبل بأي تدخلات في شؤون غرفة مكة، وهذه الشخصية لها تأثيرها في عدد من الغرف التجارية، وتحديداً في غرفة جدة. * لماذا لم تطلبوا مقابلة وزير التجارة؟! - طلبنا لقاء وزير التجارة، لكنه لم يرحب بمقابلتنا، وأرسلنا برقيات للاجتماع به، لكنه رفض أن يتجاوب معها، وطلبنا موعدا للقائه ولم يجتمع بنا، بل إنه لم يحدد موعدا على الإطلاق. * تقييمك لدخول إمارة منطقة مكة على خط الأحداث؟! - الإمارة تتعامل مع الأزمة بعقلانية، وقلنا إذا لم نتوصل إلى حل، سنرفع الأوراق إلى وزارة التجارة، وهي المعنية بالغرف كجهة إشرافية، أكدنا لها أننا 12 عضوا نحمل نفس الرغبة، وتكلم معي مسؤولو الإمارة بصفة شخصية، أنا مستعد لتقديم الاستقالة، وأخرج تمامًا من مجلس الإدارة. * هل تتوقع أن تتفكك كتلة ال 12 عضواً؟! - أستبعد ذلك.. رغبتنا واحدة، ونحن صامدون عليها، ولا يمكن أن تخترق أبدًا لأنها اجتمعت بعيدا عن المصالح الشخصية والطمع في المناصب. القرشي متحدثاً للزميل محمد آل سلطان (تصوير: هادي عيد)