بدأنا ندرك خطورة أن يروح الشباب ضحية اختطاف مؤسسات التعليم العام وارتهانها لتضليل الشباب عبر مناهج خفية تحارب الأمن .. والاستقرار الأمني مسألة لا مراء في أهميتها ومصيريتها. الحمد لله أننا نخرج من نفق السنوات التي ساد فيها إقناع الشباب الضائعين في متاهة البحث عن الهوية, ومطبات الاكتئاب أن استقرار احتياجاتهم سيتم في الآخرة وليس في الدنيا, على أن يعبروا إلى فردوس موعود عبر التضحية بأجسادهم وأجساد الآخرين. وكانت برامج المناصحة محاولة جادة لاستعادة الشباب المغرَّر به وتحريره من الوهم. وقد نجحت في كثير من الحالات بينما عاد من كان تسرطن أفكاره غير قابل للعلاج منتكسا إلى نشاطاته القاتلة له ولآخرين. وربما تعلمنا من التجربة ما يفيد في المستقبل, حيث لن ينتهي تأثير التسرطن بين يوم وليلة بإصدار قانون أو توقيف أعداد محدودة, وما زالت جهود تضليل الشباب قائمة عندنا وفي الجوار القريب والبعيد رغم فتاوى تحريم مثل هذه النشاطات القاتلة حتى من أعلى مستويات المؤهلين للإفتاء بما يصح وما لا يصح. راح مئات إن لم يكن آلاف الشباب العرب والمسلمين المغرَّر بهم ضحية اختطاف فكرهم من قبل جهات مستفيدة من مواصلة نشاطات الإرهاب للترويع ، وراح مع كل منهم عشرات الضحايا الأبرياء. وما يجري اليوم في العراق وسوريا وغيرها من دول الربيع العربي وضَّح ظهور التيارات التي كانت مستترة فبرزت على السطح معلنة طموحاتها السياسية. أصبحت الأراضي العربية ميدان صراع عنيف للتيارات والأحزاب المتنافسة تتقاتل جهارا على السلطة.. والدماء تسيل, والمعالم المدنية والتراثية والتاريخية والحياة المدنية المنظمة تزول. والشباب هم أداة وضحايا الحروب ومخلب القط في حرب هدفها القضاء على مستقبلهم. في الخليج، اتضح نشاط مؤسسات التعليم العام وارتهانها لتضليل الشباب عبر مناهج خفية تحارب الأمن والمؤسسات الحاكمة. والاستقرار الأمني مسألة لا مراء في أهميتها ومصيريتها. الحمد لله أننا نخرج من نفق السنوات التي ساد فيها إقناع الشباب الضائعين في متاهة البحث عن الهوية ومطبات الاكتئاب أن استقرار احتياجاتهم سيتم في الآخرة وليس في الدنيا على أن يعبروا إليها عبر التضحية بأجسادهم وأجساد الآخرين. ويبقى تصحيح أوضاع التعليم ومناهجه والعاملين في مؤسساته أولوية ثقافية وأمنية واقتصادية. مؤسسة التعليم على المحك لأكثر من سبب. ويبقى أن تصحيح أوضاع التعليم ومناهجه والعاملين في مؤسساته أولوية ثقافية وأمنية واقتصادية. أنصاف الحلول - المعتادة في اختلالات الخدمات العامة بما في ذلك خدمات التعليم والصحة والأمن - بقدر ما تموّه حقائق الأوضاع الجذرية بتمييع أعراض القصور على المدى القصير، فهي تضر على المدى الطويل, وحين يتركز الاهتمام على أعراض المشكلة ومحاولة إيجاد حل سريع لها يأتي بتهدئة آنية تنخفض معه أصوات الشكوى فتوحي بأن كل شيء على ما يرام، أو هو في طريقه إلى الحل المرضي في حين لا يتعدى ما نتخذه من قرارات صيغة المسكنات الموضعية التي لا تنهي مسببات الأعراض. وهذا بالتأكيد تخدير موضعي. لنجتث أسباب الخلل والعلة.. والحلول السريعة قد تضع بسمة متفائلة على بعض الوجوه ولكنها لا تكفي كحل جذري لمشاكل نرجو ألا تظل تتأزم بنا كل عام.