تميّزت مملكتنا الحبيبة منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز موحِّد هذا الكيان المعطاء، بوضع أمني فريد يقوم على التمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، وتثبيت العدل بين الناس وتحقيق التطور، حيث لا يوجد حجاب بين الحاكم والمحكوم، وتتّبع المملكة سياسة الباب المفتوح أمام جميع أفراد الشعب صغيرهم وكبيرهم حتى المقيمين يحظون بهذه السياسة. واستمر أبناء الملك عبد العزيز (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله) على هذه السياسة الحكيمة، وإننا لنفخر بهذا النسق السياسي القائم على الشريعة الإسلامية ونعتز به، وبما يبذله حكامنا من جهد متواصل لتحقيق مطالب الناس وتطلّعاتهم وأيضاً بما يبذلونه من جهد متواصل لتلمُّس احتياجاتهم والاستماع لمطالبهم وتلبية احتياجاتهم. ومعنى كلمة ديموقراطي في المعجم هو الإنسان المتواضع والشعبي، فأي تواضع وشعبية أكثر من أن يقابل الحاكم أفراد الشعب بكل تواضع وحب في مجتمع يقوم على المساواة تحت راية العدل ومبادئ الإسلام وأحكام الشريعة (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله). وقد دأب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على هذا النهج بتبسط ليستمع للصغير والكبير الغني والفقير في مجالس مفتوحة تضم كل الفئات، فيشعر الصغير أنّ سموه والد له ويشعر الكبير أنه أخ له والكل له احترامه ومكانته وتقديره. إن هذا التلاحم بين الحاكم والمحكوم هو ما رأيته بعيني ورأيت كيف يستقبل سموه الناس في مجلسه كل ثلاثاء ليتشرفوا بالسلام على سموه ومنهم من حضر ليعرض مشكلة أو يطلب مساعدة أو علاج أو شفاعة سموه بدون أي رسميات، كلٌّ يتحدث بلغته حسب درجة تعليمه وجهاً لوجه بدون خوف ولا رهبة بكل محبة كأجمل نموذج للتواصل بين الحاكم والمحكوم. ورغم انشغال سموه بالمهام الجسام الملقاة على عاتقه كولي للعهد ونائب لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع، إلا أن ذلك لم يمنع سموه من الحضور إلى المجلس الأسبوعي. ويتميّز سموه بالتديُّن والأخلاق الحميدة والهمّة العالية وبذل الجهد وحب الخير والأعمال الإنسانية والخيرية والإغداق على الأيتام والفقراء والأرامل وأصحاب الحاجات والمعوقين منذ أن تولى سموه إمارة منطقة الرياض لأكثر من خمسين سنة. وبدأ الناس يتوافدون على مجلس سموه كلٌّ في دوره وكلٌّ ممسك بمعروضه ومنهم المتعلِّم المثقف ومنهم الأمي الذي يتكلم على سجيته ويشرح مطلبه بأسلوب بسيط ويقابلهم سموه ببساطة شديدة وبلا تكلف وبكل محبة كأروع نموذج للتواضع، ويستمع إلى مطالبهم بكل بشاشة وسعة صدر ويتناول كل ما يقدمونه له من أوراق. أنّ هذا هو ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم فقلوب أبناء المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبد العزيز قلوبهم مفتوحة قبل أبوابهم لتسع كل من يريد مقابلتهم في حب وتواصل وتآلف ومحبة وسعة صدر في إطار من المحبة والود الحقيقي ونكران الذات. إنّ هذه المقابلة التي شهدتها والتي أشاع فيها سموه روح الطمأنينة بين الحضور واستمع للجميع وتفهم مطالبهم وناقشهم فيها، ووعدهم بحل مشكلاتهم وقضاء حوائجهم، مما ترك في نفسي ونفوس الحاضرين أبلغ الأثر. إنّ الإنسان لتسمو عواطفه وتتدفّق مشاعره عند حضور مجلس سموه ويحس بمدى الصلة الوثيقة بين أفراد المجتمع وقيادته، كما يحس أيضاً بقدرة سموه على تلمُّس احتياجات المواطنين والاستماع لهم والعمل على تلبية احتياجاتهم دون تحفُّظ ولا خوف في ظل توجيهات قائد مسيرتنا متعه الله بالصحة والعافية خادم الحرمين الشريفين .. اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه واكفها شر الأعداء والحاقدين.