عبّر عدد من القيادات العسكرية بالدفاع الجوي عن حزنهم الشديد في الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، واعتبروا ذلك خسارة للوطن باعتبار سموه رجل دولة من الطراز الأول في القيادة السياسية والعسكرية والإدارية والإنسانية. وقالوا في تصريحات ل(الجزيرة) إنّ القوات المسلحة السعودية قد شهدت في عهده تطوراً ملحوظاً وبالأخص في مجالات القطاعات ومنها قطاع الدفاع الجوي .. وسوف تبقى أعماله وأفعاله مؤثرة ومشهود لها وشاهدة على حنكته وإنجازاته تجاه دينه ووطنه ومواطنيه ... في البداية قال اللواء الركن علي بن منصور الشعيبي قائد مجموعة الدفاع الجوي الثانية: إننا نعزّي أنفسنا جميعاً في فقيد الوطن والأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، لقد فقد الوطن رمزاً من رموزه الكبار رجل دولة يشار له بالبنان ساهم في بناء الدولة السعودية الحديثة، وأحد الذين ساهموا في صياغة وصناعة التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية منذ بدايات الدولة في عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه -، وأضاف: كان - رحمه الله - مدرسه في القيادة والحكمة والحنكة وأعمال الخير وتلمس احتياجات الناس داخلياً وخارجياً، لقد برزت إنسانيته على كل الجوانب في حياته الزاخرة بالبذل والعطاء له سجلاً حافلاً بأعمال الخير شملت القاصي والداني، وأعماله النيّرة ستظل بإذن الله تعالى نبراساً مضيئاً في تاريخه الحافل. فالأجساد ترحل ولكن أفعال الخير تبقى كالشجرة الطيبة الراسخة في الأرض والممتدة فروعها في السماء. لقد كان سلطان المحبة والإنسانية - رحمه الله - أباً عطوفاً وهامة من الخيرات المتدفقة حتى أن يمينه أشبه بما تكون بالسحابة الممطرة خيراً. لقد شهدت قواتنا المسلحة تحت قيادته - رحمه الله - عهداً من التطور السريع لمواكبة أحدث أنظمة الأسلحة الحديثة في العالم واستطاع بجهوده وتحت توجيهات القيادة بناء نظام دفاعي متكامل أوله تطوير العنصر البشري للقوات المسلحة. لقد تعلمنا منه - رحمه الله - الانضباط والتفاني في كل شيء وأيضاً تعلمنا من سموه الكريم احترام الوقت. كان سموه الكريم يسأل عن جميع أبناء الضباط وضباط الصف والجنود وكان يطمئن ويتفقد أحوالهم ويشاركهم فرحتهم بتخرجهم من الدورات العسكرية. كان الراحل - رحمه الله - يهديهم في كل عام وخاصة الأوائل ساعته الخاصة أو سبحته أو قلمه، وكان الفقيد الكبير على الرغم من مشاغله الكثيرة لمهام عمله الرسمية محباً للخير. كما أرفع خالص التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكافة الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم. وقال اللواء الركن عثمان بن عبد الله الشهري قائد معهد قوات الدفاع الجوي: إنها فاجعة عظيمة أصابتنا بوفاة فقيد الأمتين العربية والإسلامية الأمير سلطان عضيد الملوك وناصر قضايا الأمة ونصير المستضعفين نعزي أنفسنا وقيادتنا الحكيمة بوفاة الأمير المحبوب وصاحب الأيادي البيضاء كان همه الأول - رحمه الله - رفعة المواطن السعودي والذود عن حمى الوطن نهض بالقوات المسلحة فأصبحت وزارة الدفاع والطيران في عهده مضرب مثل يحتذى به، وكانت الحصن المنيع الذي وقف شامخاً ضد جميع التيارات التي واجهت المملكة بفضل الاهتمام المتواصل منه - رحمه الله - مما أدى الى تطور مذهل وتقدم سريع في تجهيز وتسليح قواتنا المسلحة، حيث كان له - رحمه الله - الدور الفاعل في تحرير دولة الكويت الشقيقة وتطهير الحد الجنوبي من اعتداء الحوثيين، فبرحيل سلطان القلوب فقدنا أباً حنوناً وقائداً محنكاً.. رحمك الله يا سلطان الخير صاحب الابتسامة المضيئة، فقد كنت نبراساً يضيء لنا الطريق ومازالت أنفاسك تعم المكان بالصفاء والنقاء ومازال الخير الذي سميت به يطوف كل الأرجاء.. رحمك الله يا أبا خالد وإنا على فراقك لمحزونون، لقد كان - رحمه الله - رجلاً بأمة له من المواقف والمكارم ما لا يُحصر خاصة وان ما يجود به في السر أكثر بكثير مما تعلنه المؤسسات الخيرية التي أنشأها من عطاء غير محدود, رحمك الله يا سلطان القلوب وإنا على فراقك لمحزونون. وقال اللواء الركن برغش بن فيحان الزويمل قائد مجموعة الدفاع الجوي الأولى: بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - فقد العالم الإسلامي قائداً عرف بالتواضع والابتسامة وحب الناس، ورجلاً يهطل بالخير والعطف والرأفة والحنو، رجلاً يلجأ إليه الذين ضامهم الدهر والمتحاجون والمرضى، فيعطي بسخاء لم يُعرف له مثيل. الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - قامة من قامات هذا الوطن ورجل من رجالاته، بل هو شخصية عالمية له إسهامات في كل مكان. هذه الصفات العميقة في شخصه - رحمه الله - نبعت منذ نشأته الأولى في كنف المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - وأخذت في النمو المتزايد طيلة مراحل حياة فقيد الوطن المحبوب عبر المهام القيادية التي تسلّمها - رحمه الله -. وهو لم يكن لأفراد الشعب السعودي كافة سوى الأب الحاني والأخ القريب والصديق الصادق.. وأصدق التعازي لنا جميعاً بدءاً بقائدنا الوالد المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظهم الله - ثم للأسرة الحاكمة خاصة ثم للشعب السعودي عامة. وقال اللواء الركن علي بن عبد الله القحطاني قائد مجموعة الدفاع الجوي الخامسة: لقد فجعنا بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - كما فجع الشعب السعودي والعالمين العربي والإسلامي. فقد كان سموه الأب الحنون والقائد والإنسان الذي يستشعر احتياج جنوده وداعماً ومساهماً لكل ما فيه خير، فقد كرّس حياته في خدمة دينه وشعبه وبلاده وأمته، فقد كان سجل حياته حافلاً ًبأعمال الخير داخل المملكة وخارجها. لقد غرس محبته - رحمه الله - في القلوب بدعمه للعمل الإنساني والخيري من خلال إنشائه المؤسسات الخيرية ورعايتها، ومساعدة الضعفاء، وسد حاجة المعوزين. كما ان الفقيد الغالي واحد من الذين عاشوا في سلام دائم مع النفس فقد تناغمت في خصاله خيوط الإيمان والرضا والخير والعطاء والتواضع والعطف والحب، فأثمرت مجتمعة بشاشة في السراء والضراء وحضوراً غير قابل للتطويق، وعشقاً لتلبية حوائج الناس. إنّ فقد هامة بمثل سلطان لهو فاجعة بما تحمله الكلمة من معنى، فقد كان الحاكم والأب لأبنائه من شعبه من كل الطبقات فكم من يد خفيه له مدت للضعفاء والمحتاجين، وكم من مظلمة رفعها عن مظلوم حتى عم خيره كل محتاج. وإننا في لحظات هذا المصاب الجلل لا نقول إلا اتباعاً لأمر رسولنا صلى الله عليه وسلم: (إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أبا خالد لمحزونون). نسأل الله عز وجل أن يتغمّده بوافر رحمته ويدخله فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وقال اللواء الركن خلف بن جابر الجعيد: إنّ من أمضى جزءاً من حياته في القوات المسلحة ليعرف حق المعرفة التغيير الكبير الذي أحدثه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة - في القوات المسلحة السعودية. لقد تقلّد سموه مناصب ووزارات عدة لعل أقربها لنفسه وزارة الدفاع والطيران التي أمضى فيها الفقيد - غفر الله له - أكثر من نصف عمره. ولقد ترجم - رحمه الله - رؤيته الثاقبة لتنمية القوات المسلحة بأنّها ركن حصين من أركان التنمية، حيث يقول (التنمية دون قوة تحميها ليس لها مكان وقواتنا تخدم التنمية بكل جوانبها وتحفظ السلام وتخدم الزمان والمكان والإنسان). وقد كان - رحمه الله - حريصاً على تطوير رجال القوات المسلحة في كل المجالات من تعليم وتدريب وتأهيل وتطوير الأسلحة والمعدات. وأضاف: إنّ المقام لن يتسع لتعديد مآثر الفقيد الراحل ويكفينا ما اتفق الناس عليه من تسميته - رحمه الله - (بسلطان الخير). رحم الله سلطان رحمة واسعة وأعان إخوانه وأبناءه على السير قدماً لتحقيق رؤيته التي أفنى حياته لتحقيقها. وقال العميد الركن إبراهيم بن سعد الشهراني قائد مركز ومدرسة قوات الدفاع الجوي: يقول الله عز وجل: {والَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. إنّ العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك أبا خالد لمحزونون، أنّ الموت نهاية كل حي إلا أن الفراق صعب, فالموت مأساة كبرى في حياة الإنسان، وهو أشد ألماً في النفوس عندما يرحل إنسان عظيم نجلّه ونحترمه، ونحمل له كل المحبة والتقدير في أعماق نفوسنا ووجداننا والأمير سلطان بن عبد العزيز هو ذلك الإنسان العظيم بكل معنى الكلمة كيف لا وهو القائد المحبوب من جنده ومواطنيه وهو من يقف في الصف الأول وممن قامت على عواتقهم نهضة وتطور المملكة العربية السعودية، وقد تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه - رحمة الله - بكل جدارة واقتدار منذ مطلع شبابه حتى توفاه الله، ناذراً حياته لخدمة دينه ووطنه وأمته، عمل مع والده المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز وإخوانه الملوك رحمهم الله جميعاً حتى عهد خادم الحرمين الشريفين في رسم سياسة المملكة العربية السعودية، فهو رجل سياسة من الطراز الأول. وقال اللواء الركن محمد بن عبد الخالق الغامدي قائد مجموعة الدفاع الجوي السادسة: اتصل بي ابني (عبد الله) من خارج المملكة باكياً حزيناً، في فقد الأمة لسلطان الخير، فسألته: هل تملك كل هذه المشاعر لفقد الأمير يا ولدي؟ فقال لي بالحرف الواحد: أحس أنه ملء الدنيا وأنك ترتبط به. ما هذه المشاعر الجياشة المتدفقة؟ من أين يأتي للأمة ذلك الطوفان من الحزن والأسى؟ كيف ينتقل الحب لهذا (الجبل الأشم) من جيل إلى جيل؟ لم يحب سلطان جيله أو كبار الأمراء والقادة فقط، بل كل الأجيال تبكيه حزناً لفقد قامة سامقة، وهرم عالٍ، وشموخ وكبرياء في تواضع، ويدٍ بالخير معطاءة. وأضاف: لقد بنى سلطان القوات المسلحة السعودية بناء حب وتقدير وإتقان، بنى في الجندي السعودي بالقوات المسلحة السعودية روح البذل والعطاء والإخاء. ووضع أسس (القيادة الإنسانية) بين جيل القادة من كبار الضباط، مما جعلهم يحترمون الصغير قبل الكبير، والجندي قبل الضابط، لأنه هو نفسه كان القدوة والمثل المحتذى في ذلك.