لا يفتأ أزيزها يملأ رأسي، تدور بقربي، أهشها بيدي، تبتعد قليلا لتأخذ جولة في الغرفة ثم تعود لتكمل غناءها! يا إلهي كم أنتِ مزعجة وصوتك نشاز، لماذا تصرين على الوقوف فوق رأسي، إنني لا أفهم لغتك، إن كنتِ تريدين شيئا هنا أو هناك فخذيه لقد سمحت لك بذلك، فقط دعيني أنام بهدوء. أغمضت عينيّ وحين أحسست بها تقترب فتحتهما ورأيتها بصورة مخيفة سوداء ذات جناحين رقيقين وعيناها تحدقان باستقامة نحوي. وعلى الرغم من حرارة الجو وثبت من السرير وفتحت النافذة علها ترغبُ في الخروج. عدتُ إلى فراشي وهي ما زالت تحملق فيّ وتطن، غطيت وجهي بلحافي، حاولت تجاهلها ولكنها مازالت تقف.. يا رباه إنها بطيئة الإدراك! نعم سمعت ذلك في البرنامج الوثائقي عن الحشرات، تشاهد الحركة كما الإعادة بالبطيء، هل سأنتظرها حتى تستوعب ما قمت به. اختفى صوتها برهة.. ثم عاد فجأة من الجهة الأخرى. أرجوكِ غادري لا أريد أن استخدم العنف معكِ، لا تجبريني عليه، لا تكتبي لحظة موتك بإرادتك. حسنا تجاهلك هو الحل سأنام رغما عنك.. تسللت أخته الصغيرة إلى غرفته دون أن يشعر بحركتها « يا أنتْ.. هيا قم» يا إلهي هل الذبابة تتحدثْ (وهو ما زال يخفي وجهه بالغطاء) «ماذا بك لا تجيب؟! « يا ربي كيف سأواجهها.. ارحمني يا الله.. ألطف بي.. لابد أنني أحلم، اللحاف يُشَد بقوة من الطرف الآخر وهو يضغط بكلتا يديه على اللحاف مرتجفا. سحبت أخته اللحاف بقوة.. فتح عينيه فزعا ولم يرَ الذبابة!