فاصلة: (ليس ثمة بلاد أحلى من الوطن) -حكمة يونانية- هل فرحت في يوم الوطن؟ هل أحسست بكل تفاصيل تأسيسه؟ وحكايات البدايات التي جعلته أرضاً ومسكناً لك؟ الفرح الحقيقي بالوطن في يومه لا يتجسد في الاحتفالات وإن كانت عاملاً مهماً في التعبير عن الفرح.. لكن ثمة شيئاً آخر عليك أن تفكر فيه وهو ما الذي تفكر فيه وأنت تقوم بإرسال رسالة عبر «الواتس آب» تنتقد فيها وطنك وتضخم من مشكلات اجتماعية أو اقتصادية لا يخلو منها أي مجتمع. ما زلت أؤكد على خطورة إعادة الإرسال في رسائل «الواتس آب» دون إدراك لمحتوى الرسالة. «الكلمة أمانة» كان يرددها الناس كثيراً على إسماع الكتّاب والصحافيين والآن في عصر الانفتاح المعلوماتي حين نشأ مصطلح الصحافي المواطن صار كل من يكتب في شبكات التواصل الاجتماعي صحفياً يمتلك قلماً وفكراً يعبر عنه دون أدنى مقاييس لممارسة هذا الدور. وبصرف النظر عن دور الصحفي المواطن في المجتمع وتأثيره من خلال بثه لمعلومات غير صحيحة والمساهمة في نشرها فإن يوم الوطن لم يكن يستحق منا أكثر من أن نعيش لحظته ونهديه قلوبنا؛ بدلاً من هدر طاقتنا في إرسال الرسائل النصية التي تحتوي على النقد اللاذع أو الساخر دون إدراك لبثنا طاقات سلبية لا تتناسب مع الوطن أو المناسبة أو التوقيت. لطالما نادينا ببث ثقافة الفرح والتي هي ليست مجرد مشاعر إنما ينعكس شعور الفرح على حياة الإنسان وإنتاجيته. هلا تفكرنا فقط في الهدف من تخريب مشاعر الفرح.. رسائل «الجوال» السلبية ليست هي الآلية الوحيدة، بل هي المتطورة عن آليات تقليدية مثلها مثل عبث الشباب في الشوارع وإتلافهم الممتلكات العامة كلها تنتج عن مفهوم خاطئ في التعبير عن المشاعر.. بينما الوطن لم يكن ينتظر شيئاً منا لأنه يعطي بدون حساب. [email protected]