فاصلة: ((جمرة واحدة تشعل كل الفحمات)) - حكمة عالمية - يعتقد الذين يتبادلون الرسائل عبر أجهزة «البلاك بيري» أو برنامج «الواتس اب» أن إعادة الارسال تخلو من المسؤولية، بما أن ناقل الكفر ليس بكافر، إلا أنني أرى أن هناك مسؤولية كبيرة في التعامل مع المعلومات عبر هذه الرسائل، وهناك أثر كبير تحدثه تلك الرسائل بتكرارها، حيث ترسح في الأذهان سواء كانت رسائل إيجابية أو سلبية. إذا كنت سأعيد إرسال النكات التي تسخر من حدث مهم في بلدي ففي هذه إشاعة لروح السخط، واذا كنت سأعيد معلومات غير صحيحة عن شخصيات عامة، ففي هذا شائعة لتضليل الناس!! أريد فقط أن نتدارك خطورة استعمالنا لهذه الأجهزة التي وجدت للتواصل الاجتماعي وتحولت إلى وسائل لتكريس الشائعات والسخرية حتى من أنفسنا. ومع أني لست ضد فن السخرية أو الروح المرحة، لكن بعض السخرية يمكن أن تولّد الشعور بالإحباط وعدم الشعور بمسؤولية نقل المعلومة يكرس في تعاملنا عدم الاهتمام بالمصداقية. قبل ثورة الإعلام الجديد كان المجتمع يطالب الصحفيين بتحري دقة المعلومات التي ينشرها الآن وبعد ثورة المعلومات أصبح كل من ينقل معلومة هو صحفي أو ما يوصف بالصحفي المواطن وعلى المجتمع مطالبته بتحري الدقة قبل نشر أي معلومات. على سبيل المثال، انتشرت عبر الرسائل «البلاك بيري» و»الواتس اب» قبل أيام تغييرات في قيادات وزارة التربية والتعليم.. هل تصدقون أن الوزارة نشرت تكذيبا في الصحف بعدها!! وكم من مرة يصلني مقالات لزميلنا محمد الرطيان عبر جهز الجوال، وأستغرب ما ورد فيها وحين أستفسر منه يخبرني أنها ليست مقالاته!! للذين يستسهلون تداول المعلومات أرجوهم - باسم القيم الفاضلة- أن يتوقفوا عن إعادة الإرسال لأي رسالة تأتيهم؛ فهي مسؤولية يتحملونها أمام الله وأمام مجتمعهم؛ إذ لا يمكن الركون إلى ظاهرة إعادة الإرسال العشوائي على أنها تسلية، فنشر الرأي أو المعلومة لا يدخل ضمن التسلية، إنما هو إسهام في تشكيل رأي مع أو ضد المعلومة وصاحبها، وهي في بدء الأمر ومنتهاه أمانة كبرى. [email protected]