فاصلة: «من لا يتقدم يتراجع» (حكمة لاتينية) بالرغم من وجود «تويتر» و»فيس بوك» إلا أنه ما زال البريد الإلكتروني يحمل لي رسائل وتعليقات القراء على مقالاتي بين فترة وأخرى. بالنسبة لي رسائل أو تعليقات القراء ليست مجرد تعليقات عابرة، إنما هي تكشف لي عن شخصية المرسل وفكره من خلال التعليق. وبقدر ما تسعدني الرسائل الداعمة لقلمي تشغلني تلك التي تعارض فكري؛ ولذلك أقرؤها أكثر من مرة، وأكتشف من خلالها أن القارئ لم يقرأ المقالة كاملة، أو ربما لم يفهمها، لكنه يبدأ رسالته بالاعتراض على أفكاري. وحين أرد على رسالته وأبيّن وجهة نظري يتحول من النقاش حول المقالة إلى مناقشة فكري الذي هو معترض عليه، وقبل ذلك هو قد صنفني حسبما يرى من تيارات فكرية. وأكثر ما يشدني إلى رسائل القراء أولئك الذين يرددون الأحاديث النبوية والآيات القرآنية دون أي تعمق في معانيها، وهم بذلك يحكمون على أنفسهم بالجهل وعدم استشعار تلك الكلمات المقدسة؛ وبالتالي الاستفادة منها في حياتهم وكسب الأجر من خالقهم. النمطية في التعامل مع النصوص الدينية تقتل فينا كل وعي لقيمة هذه النصوص وعمقها. ليتنا نحاول فقط أن نتأمل في معاني النصوص الدينية التي نستشهد بها. صحيح أننا نقرأ بخلفياتنا قبل أعيننا، وهذا ما يربك عملية فهم أي نص، لكننا أيضاً منوطون باكتساب الوعي وليس الثقة المطلقة بما تنتجه عقولنا في زمن مضى، أو بما برمجته عليها أفكار قديمة. [email protected]