شخصياً أتحاشى منذ زمن طويل الحديث عن شؤون التحكيم بقدر المستطاع، حيث إن لديّ إيماناً تاماً بأنّ الأمر منوط بالمتخصصين من المحللين والحكام السابقين وذوي الخبرة الطويلة، ممن لا يسعون للانتقام الشخصي بقدر التبصير والانتقاد الهادف للتطوير .. اليوم أجد نفسي كناقد رياضي مجبراً على الدخول بلغم الحكام، لأنّ الأمر لم يعد مجرّد أخطاء تحدث بكل مكان، بل أصبح قنبلة موقوتة انفجرت مبكراً لتلطّخ جمالية دوري عبد اللطيف جميل، وهو الأمر الذي له انعكاسات خطيرة، وأقول خطيرة جداً، لأنّ ذهنية اللاعب الذي سيمثل بلاده سترتهن نفسياً مع قالب مخرجات الأخطاء التحكيمية، ليبدو دائماً بعيداً عن المحاسبة الفنية وهنا المصيبة، والأمر ينطبق على المدرب والإداريين ..!! في نادي الاتفاق لم يتساءل الاتفاقيون - بالمناسبة أحبهم - عن سر تواضع قدرات فريقهم الدفاعية أمام الهلال، ولم ينظروا للهبوط اللياقي للاعبيهم منذ الدقيقة الخامسة والسبعين، بل كان كل ما أرادوه مواراة الفشل الفني بإلصاق التهمة على خطأ تحكيمي يعتقدونه أو يؤمنون به ..!! الأمر ينطبق على الهلال الذي نجح البعض في استفزاز رئيسه ليدخل حلبة السباق نحو التحكيم، حتى وهو يخرج مدافعاً، فالأمر لا يعدو كونه فخاً لم يكن من الملائم السقوط فيه وتشتيت الهلاليين داخله..!! النصر والأهلي والشباب سيدخلون قريباً المعمعة التحكيمية وستكون الكلمة الأولى في الدوري منساقة تحت عبارات ( ظلمونا.. أسقطونا.. نريد أجانب.. سنشكوهم.. .!!) الحكم السعودي إذ ظل يسبح بكبسة المندي أو الكاتم كل ليلة، ومعها ثلاثة رؤوس معسل أو أكثر من عشرين سيجارة، ويذهب للدوام صباحاً ثم يعود ظهراً ويسافر براً ليكسب قيمة التذكرة، فلن يتطوّر حتى لو تم سجنه مع الإيطالي بيير لويجي كولينا في زنزانة تحكيمية طولها متران فقط..!! ببساطة شديدة الحكم السعودي لديه اضطراب نفسي وفني وقانوني عندما تكون الكرة داخل منطقة الجزاء .. معظم الأخطاء تحدث هناك، حيث ضربات الجزاء المحتسبة أو غير المحتسبة..! الأمر نفسي - من وجهة نظري - ولديّ الدليل ..! هناك حكم يستطيع أن يحتسب الأخطاء ويعطي الإنذارات في أي وقت من المباراة كقانون ملزم..! هناك حكم لا يمكن أن يفعل لك شيئاً في الدقائق الأولى، حتى لو فجّرت نفسك بالملعب..!! تلك حقيقة..! هناك حكام جبناء .. متوترون.. متنرفزون.. منرفزون.. مغرورون ..! هناك حكام ثقات .. واثقون .. لكنهم قلّة.! موضة إدارات الأندية .. لابد من تخويف الحكام والضغط عليهم بقوة حتى يحسبوا ألف حساب للفريق ..! موضة قديمة لكنها تتجدد وتتسبب بخراب التحكيم .. السبب وجود عينات مستهلكة يفيد معها هذا الأسلوب ..!! في الأخير أقول : إن كنتم تريدون كرة نظيفة ومثيرة، فافتحوا المجال لكل حكام العالم ليقودوا مباريات الدوري ولينافسوا المحليين، والحكم الجيد سيفرض نفسه، لأنّ الضرب بالميت ليس حراماً فقط، بل مضيعة للوقت والجهد والمال ..!! قبل الطبع : طرق الهروب كثيرة .. أشهرها طريقة النعامة..!! [email protected] @msultan444 :تويتر