بعد تشكيل لجنة الحكام الحالية كان أول تصريحات رئيسها الاستاذ مثيب الجعيد التأكيد على سعي اللجنة لاعادة الثقة للحكم السعودي واسترداد حقه بقيادة مباريات الحسم للدوري والكأس بدلا من الأجنبي! وبالرغم من أن هذه التصريحات لم تجد الترحيب لدى الكثير من الرياضيين لمعرفتهم بامكانات بعض أعضاء اللجنة وتاريخهم التحكيمي «المتواضع» والذي كان من نتائجه الاستعانة بخدمات الحكم الأجنبي لمراحل الحسم، إلا أن قلة متعاطفة مع الحكم السعودي كانت تمني النفس برؤية حكام قادرين على استعادة الثقة. - الآن ودوري خادم الحرمين الشريفين لم ينتصف في مرحلته التمهيدية ومعظم مباريات الكبار لم تقام لارتباط الاتحاد والنصر خارجيا شهد التحكيم سقوطا يفوق ما حدث في المواسم الماضية، فالأخطاء التحكيمية التي حدثت خلال هذا الموسم كان لها تأثير مباشر على نتائج المباريات ومن حكام يحملون الشارة الدولية للأسف!! ووسط دفاع رئيس اللجنة عن أخطاء حكامه ووصفها بالعادية وغير المؤثرة وبأن الحكم بشر يخطئ ويصيب خاصة وأنه يتخذ القرار في جزء من الثانية، جاء «الدولي» ممدوح المرداس ليضع المسمار الأخير في نعش التحكيم «المحلي» عندما ارتكب أخطاء بالجملة وابتكر قانونا خاصاً به خلال قيادته للقاء الهلال والشباب، وهي أخطاء يندر أن تحدث من حكم مبتدئ، ولكنها صدرت من حكم تصفه اللجنة بأنه من أفضل حكامها هذا الموسم. - إنذارات بالجملة معظمها غير مستحق، بل قد لا يستحق حتى لفت نظر، وأخطاء ليست «صحيحة» وتجاهل لضربة جزاء هلالية واضحة ولم يحتسب هدفا صحيحا للهلال.. أخطاء «فاضحة» كان لها تأثي كبير على نتيجة اللقاء الذي انتهى بالتعادل الايجابي. المرداس أكد أن الحكم ممكن أن يرجح كفة فريق على آخر بصافرته متى تجاوز تطبيق القانون، فقد دافع عن مرمى الشباب بصافرته التي أوقفت معظم هجمات الهلال بحجة أخطاء لم يرها أحد سواه.. وهدد مرمى الهلال ايضا بصافرته التي احتسبت أخطاء لا وجود لها وفي أماكن خطرة! وفي المقابل ألغى بصافرته هدفا هلاليا صحيحا إضافة إلى إغفاله لضربة جزاء لمصلحة لاعب الهلال الغامدي!. ٭٭ برامج التحليل القانوني اختارت بعض أخطاء المرداس وتعدى المحللون «خط المجاملة» ومحاولات التبرير التي دائما ما يشيرون اليها إلى وصف ما حدث «بالكارثة» على لسان البحريني جاسم مندي، وقول الفودة بانه لم يشاهد كمية كروت بمثل ما شاهده من المرداس منذ عام 1985م. وذكر أن معظمها غير مستحقة، عدا الاجماع على صحة الهدف وتجاهل ضربة الجزاء وتضرر الهلال بالتالي من قرارات الحكم! حتى رئيس اللجنة مثيب الجعيد اعترف بالهدف وضربة الجزاء ولم يجد ما يبرر به أخطاء الحكم عدا قوله انه لم يوفق في قيادة المباراة.. ولا أدري هل هو من حسن حظ اللجنة أو سوئه ان حال التحكيم انكشفت عن طريق الدولي المرداس في اليوم الذي افتتحت فيه دورة صقل الحكام وبحضور محاضرين دوليين! ٭٭ تطوير الحكام الذي نتحدث عنه كثيرا دون ان نرى له نتيجة على أرض الواقع يجب أن يبدأ من اختيار لجنة مؤهلة من أصحاب الخبرة والتاريخ الناصع في مشوارهم التحكيمي وليس من حكام انهوا مشوارهم التحكيمي بعقوبة الإيقاف لمدد تتراوح بين السنة ونصف السنة بسبب ارتكابهم أخطاء مؤثرة في مباريات تنافسية أو حاسمة، فهؤلاء لن يضيفوا للتحكيم جديدا وقد لا يجدون القبول من الحكام لأنهم ليسوا بأفضل منهم بل قد تكون أخطاؤهم أكبر من أخطاء الحاليين. ٭٭ بعد اختيار اللجنة المؤهلة يتم اختيار الحكام المستجدين وفق شروط محددة ليس من بينها المحسوبية، فالبناء يجب أن يبدأ من القاعدة، مع أهمية الاستغناء عن الحكام الدوليين وحكام الدرجة الأولى ممن تكررت أخطاؤهم لأن استمرار هؤلاء ليس في مصلحة الحكام القادمين ويمكن تعويض ذلك بالاستعانة بحكام عرب للقاءات المهمة بالدوري وحكام أجانب للقاءات الحسم حتى نبني جيلاً جديداً من الحكام لديه القدرة على استعادة الثقة بالحكم السعودي. باختصار ٭٭ تطوير الحكام يحتاج إلى عمل ومتابعة وليس بالاكتفاء بالاطلاع على تقارير مكتوبة واستعراض أرقام بأعداد الحكام فالعبرة بالكيف لا بالكم. ٭٭ الخبير عبدالرحمن الزيد ظهر مخالفا لمعظم الخبراء في تحليله وإن كان اتفق معهم بصحة الهدف وضربة الجزاء غير المحتسبة.. ولكنه اكتشف ضربة جزاء للشباب بحجة عرقلة روجيرو من المفرج.. رغم أن اللاعب روجيرو نفسه لم يشاهد أو يشاهد أو يشعر بهذه العرقلة.. كما ان الإعادة أثبتت أن المفرج لم يلمس اللاعب الذي سدد الكرة بقدم الخثران.. ولكن يبدو أن الزيد الذي حمل الحكم خطأ لم يرتكبه أراد إنصافه على طريقة «المساواة بالظلم عدل»!!