مضت جولتان فقط من الدوري السعودي ثم جاء التوقف الأول، مما يؤكد أننا مازلنا عاجزين عن لعب دوري كامل بدون توقفات إلا ما تفرضه الضرورة، هذا ليس موضوعي هنا، فموضوعي اليوم حول التحكيم، والحديث عن شئون التحكيم والحكام ذو شجون!! جرت العادة في المواسم الماضية أن آراء النقاد والمتابعين والجماهير الرياضية تنصرف في أول جولات الدوري إلى الحديث عن صفقات الأندية من لاعبين محليين وأجانب ومدربين وعن الحديث عن ما قدمه هؤلاء، وهل يتوافق مع الطموح أو لا، كما كانت بعض الأحاديث تذهب ناحية الترشيحات، ومن سينافس على اللقب ومن سيحوز من اللاعبين على الأفضلية. لكن السواد الأعظم لم يتحدث هذا الموسم، كما جرت العادة، فالجماهير الهلالية مثلاً لم تحدث عن مخافوها من المحور كاستيلو والذي لم يقدم خلال مبارتين ما يتوافق مع الهالة الإعلامية التي رافقت التعاقد معه، والجماهير الاتحادية لم تركز كثيراً على مسألة منع فريقها من تسجيل لاعبيه المحترفين الجدد.. وهكذا!! بل ذهب غالب المتابعين إلى التحديث عن التحكيم والحكام وعن أخطائهم، وقد كان هناك شبه اتفاق بين كل محللي التحيكم - من الخبراء المؤهلين المثقفين - على أن التحكيم لم يكن عند المستوى المرجو، وأن حملة الصافرة قد وقعوا في جملة أخطاء في جولتين فقط، وبعضها أخطاء غير مبررة أو مفهومة، وهو ما جعل الشارع الرياضي يدخل في دوامة من القلق حول الأداء المتوقع للحكام في الجولات المقبلة لاسيما عندما تشتد المنافسة ويحمى الوطيس وتبدأ ملامح الفرق المتصدرة بالظهور، وهو ما جعل وسائل التواصل الاجتماعي تضج مطالبة بعودة الحكم الأجنبي - رغم أن محبي بعض الفرق التي تقول إنها تضررت من التحكيم لم يشاركوا بهذه المطالبة إلا في حدود ضيقة جداً -. مع نهاية الموسم تحدث القائمون عن التحكيم عن نجاح مرعي عواجي في إدارة اللقاء النهائي لكأس الملك للأبطال، وحينها لم يشأ الإعلاميون ولا المحللون الحديث عن بعض الأخطاء التي وقع بها مرعي وطاقمه، كان الجميع ينشد أن تكون بداية حقيقة للحكام السعوديين، وقبل بداية الموسم الجاري قضى نخبة من الحكام بضعة أيام في معسكر إعدادي بتركيا تحضيرا للموسم الجديد، وظهرت وعود بأن التحكيم سيكون مختلفاً، لكن أول مباراة في الموسم أكدت أن شيئاً لم يتغير فقد وقع العمري في أخطاء عدة قبل أن تكر السبحة في مواجهات الدوري!! في هذا الصدد استغرب أن يقول بعض المتعاطفين مع الحكام أو من المسؤولين عن الرياضة والتحكيم أن الأخطاء جزء من اللعبة و أننا لا زلنا في بداية الموسم و الأخطاء شيء طبيعي!! و أن الحكم مثل اللاعب يخطىء...الخ وهنا نقول أن الخطأ جزء من اللعبة و أن خطأ عن خطأ يفرق!! أما حكاية أننا لا زلنا في بداية الموسم فهذا كلام مردود عليه، ففي البداية من المفترض أن يكون التركيز في قمته والحضور الذهني في أوجه، والحكم يطبق قوانين معروفة ومن المفترض أن لا يخطئ في هذا التطبيق، أما اللاعب فهو ينفذ مهارات و يحاول أن يبتكر و يستفيد من مواهبه وقد يخطئ وقد يصيب!! فضلاً عن ذلك فإن اللاعب عندما يخطئ ويتسبب في خسارة فريقه فإنه سيجد من يحاسبه في ناديه من إدارة وجهاز فني، لكن عندما يخطئ الحكم ويخسر الفريق فمن يعوضه؟ وماذا يستفيد الفريق لو عوقب الحكم؟ في هذا الشأن، كنت أتمنى لو تحدث القائمون على التحكيم وكرة القدم بشفافية، واعترفوا بوقوع أخطاء لا تقبل الجدل، دون محاولة سوق جملة من المبررات لذلك، وتقديم وعود حقيقة بإبعاد أي حكم لا يتعلم من أخطائه، والعمل الجاد على إصلاح كل أوضاع التحكيم!! الأسبوع المقبل يعقد الاجتماع الشهري للحكام هذا الموسم في موعد تم تقديمه بعد الجلبة التي رافقت الحديث عن الحكام خلال الاسبوعين الفارطين، وهنا أتمنى أن يكون المهنا واضحا جداً مع حكامه، وأن تخرج اللجنة والأندية بفوائد حقيقية من الاجتماع، وألا يكون الاجتماع لاستعراض الأخطاء، فهذه مهمة قام بها خبراء التحكيم المحايدون، ولكن من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه وتدارك ما يمكن تداركه، قبل أن تضيع الطاسة من يد اللجنة، كما أتمنى أن تواكب القناة الرياضية السعودية - الناقل الحصري للدوري السعودي - الحدث بتقديم تغطية مباشرة من الاجتماع وكواليسه، فهذا الاجتماع ينتظره الجميع، وكل الرياضيين ينتظرون نتائجه، وما يعود به على المنافسات المقبلة. مراحل... مراحل - تحدث الاتفاقيون بعاطفتهم عن التحكيم.. وعندما تحدث المحللون القانونيون (المحايدون) ظهرت الحقيقة!! - بالمناسبة... لماذا لا يؤدي الاتفاقيون - على كافة الأصعدة - بنفس الحماس الذي يؤدون به أمام الهلال، ولو فعلوا ذلك لربما عاد الاتفاق الذي يبحث عنه الجميع!! - يبدو أن الاتفاقيين يعانون فعلاً من عدم قدرة فريقهم على هزيمة الهلال في الدوري طوال ستة عشر عاماً!! - ستة عشر عاماً والهلال مسيطر على مواجهاته مع الاتفاق ومع ذلك يستغربون الهزيمة!! - أفهم أن يتحدث بعض المتعصبين عن ملابس سامي الجابر، لكن أن يحدث ذلك في برامج رياضية لها متابعوها فهذه كارثة... فهل سامي يشكل لهم أزمة إلى هذا الحد؟؟ - ليت من تحدث عن قميص سامي وناقشه يتحدث عن برامجه وإعدادها والمواضيع التي تناقشها ولو حدث ذلك لوجد الكثير من الثقوب التي تحتاج إلى رتق. - في القناة الرياضية السعودية... مازال الإخراج والتعليق و التحليل دون المستوى المأمول في معظم مباريات الدوري السعودي، والأمل أن يتغير ذلك وأن نشاهد ونسمع الأفضل في اربع وعشرين جولة بقيت من الدوري السعودي. - يقولون إن الهلال هو المستفيد من التحكيم، وعندما يطالب الهلاليون بالحكام الأجانب، يرددون بأن منح الحكم المحلي الفرصة أمر واجب، وأنه أحق من الأجانب في إدارة المنافسات المحلية!! - المطالب المالية تتوالى على الاتحاد.. أين الشرفيون وأين الداعمين، وهل يعقل أن نادياً مثل الاتحاد يعاني لدرجة منعه من تسجيل لاعبيه الجدد؟ [email protected] aalsahan@ :تويتر