عندما اتخذ الاتحاد السعودي لكرة القدم قرار الاستعانة بالحكم الاجنبي لقيادة المباريات الحاسمة الموسم قبل الماضي انقسم الرياضيون الى فئات فئة وهي الاكبر رحبت بإقراره بعد تزايد اخطاء حكامنا المحليين التي ادت الى ضياع حقوق الاندية. ورأت في هذا القرار ايضاً فرصة لتطوير الحكم السعودي من خلال تخفيف الضغوط عنه واستفادته من متابعة الحكم الاجنبي على الطبيعة وفي ملاعبنا. وفئة عارضت هذا القرار بشدة وهذه دافعها العاطفة حيث ترى ان قدوم الاجنبي فيه حرمان للحكم السعودي من قيادة النهائيات التي تمثل مهرجانات التكريم من القيادة للرياضيين اضافة الى انها قد تهز من الثقة بالحكم داخلياً وتهز من صورته خارجياً! وفئة التزمت الصمت والحياد وفضلت الانتظار حتى ترى نتيجة التجربة ويبدو انها مالت الى جانب المؤيدين الذين ارتفع عددهم وعلت مطالبهم بتوسيع التجربة لتشمل مباريات اكثر. المتعاطفون مع الحكم السعودي كانوا خلال فترة التجربة يعدون اخطاء الحكم الاجنبي دعماً للحكم السعودي ويحسدون الحكم الاجنبي على مايلقاه من دعم وتعاون مع الجمع.. دون محاولة الحديث عن ايجابياته. ولكنهم مع هذه المحاولات يجدون انفسهم في مواقف صعبة ومحرجة اثر تكرار اخطاء بعض الحكا م ممن ترى فيهم اللجنة واجهة التحكيم السعودي ورموزه في الوقت الحالي. علي المطلق حكم دولي ترى فيه اللجنة الحكم القادر على حفظ هيبة التحكيم والقادر على انقاذ اللجنة من بعض المواقف الصعبة سقط هذا الموسم ولأكثر من مرة سقوطاً يصعب معه الدفاع او التبرير. ففي بداية الموسم فشل في قيادة لقاء الأهلي والاتحاد بعد ان وقع في اخطاء لايقع فيها اي حكم مبتدئ.. وقع في أكثر من سبعة اخطاء مؤثرة استبعد بعدها لمدة شهر ثم عاد للساحة ليمارس نفس السقوط التحكيمي ونفس الاخطاء ولعل آخرها في مباراة الهلال والاتحاد مساء السبت الماضي. في هذه المباراة اقنع المطلق الجميع بسلامة قرار اتحاد الكرة بالاستعانة بالحكم الاجنبي وانه ليس بالامكان افضل مما كان فها هو افضل حكام اللجنة يكرر الاخطاء ويفرض النتيجة لمصلحة فريق على آخر بسبب ضعف قراراته التي نتجت عن ضعفه وعدم ثقته بنفسه. لن نتحدث عن ضربة جزاء الدقيقة الاخيرة في «توقيت المطلق» فمثل هذه القرارات تعتمد على تقدير الحكم للعبة التي قد تصيب وقد تخيب. وقد لايلام في بعضها ان اخطأ لسرعة اتخاذ القرار والظروف المحيطة به! ولكن اختلاف القرارات في احداث متشابهة وفي مباراة واحدة. كاحتساب اخطاء غير صحيحة لفريق وحرمان الآخر من اخطاء واضحة أو التساهل مع خشونة بعض اللاعبين والتعامل بالعكس مع لاعبي الفريق الآخر امور لايمكن قبولها من حكم تراه اللجنة وجهة حكامها! المطلق في لقاء الهلال والاتحاد كال بمكيالين وطبق قانوناً في احتساب الاخطاء والانذارات وتعامل باللين والتواضع مع لاعبي الاتحاد وبالقسوة و«الفوقية» مع لاعبي الهلال. اكثر من لاعب هلالي غادر الملعب بسبب الاصابة في ظل تساهل المطلق مع خشونة بعض لاعبي الاتحاد رغم ان القانون يفرض عليه حماية اللاعبين. في الدقيقة «90» اشار المطلق بأربع دقائق وقت بدل ضائع ولكنه احتسب ضعفها فهل اعتبر الدقائق الأربع المحتسبة كلها ضائعة؟! الغريب ان اخطاء المطلق تبدو اكثر وضوحاً وتأثيراً في اللقاءات التي يكون طرفها الاتحاد حيث تبدو قراراته ضعيفة امام اللون الاصفر.. فهل للضغوط الاتحادية الاعلامية دور في ذلك؟ نحن نحب المطلق ونتمنى له التوفيق وعندما نجح في قيادة نهائي كأس الخليج صفقنا له واشدنا به كثيراً.. ومن حقه علينا ان ننتقده عندما يخطئ. وانتقادنا له لايعني التشكيك بنزاهته التي نثق بها كثيراً كما نثق بكافة حكامنا المحليين. ونعلم ان مثل هذه الاخطاء قد تحدث متى فقد الحكم ثقته بنفسه حيث يبدو ضعيفاً ومتردداً وهو ما لانتمناه للمطلق.. اما اذا وصلت به الحال الى فقدان الثقة فالافضل له اعتزال التحكيم حفاظاً على تاريخه. نقطة نتحدث عن احترام لاعبينا لقرارات الحكم الاجنبي واختلافها مع الحكم المحلي.. ولانتحدث عن الفارق في التعامل مع اللاعبين بين الاجنبي والحكم المحلي!