ستكون الإدارة الاتفاقية قد اتخذت قراراً متسرعاً وعاطفياً إن قدمت شكوى رسمية كما تقول الأنباء ضد الحكم تركي الخضير الذي أدار لقاء الفريق بالهلال مساء أول من أمس الجمعة والذي خسره الاتفاق بثلاثة أهداف لهدف، إذ لا يبدو أن لمثل هذا القرار مبررات منطقية، باستثناء تجاوب الإدارة الاتفاقية لضغوطات جماهيرية غير اتفاقية، والتملص من فشل الفريق في أول جولتين من دوري (عبداللطيف جميل) بتحقيق أي نقطة بعد أن تلقى خسارتين من الرائد والهلال على التوالي، وهو الفشل الذي كان سببه تغيير جلد الفريق بطريقة غريبة حتى صار الاتفاق أكثر الفرق السعودية استقطاباً للاعبي الفرق الأخرى، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، فإن من يُنتظر منهم الإسهاب في الحديث عن أوضاع الاتفاق وبدايته المتعثرة، هم الاتفاقيون أنفسهم، أما مايهم الشارع الرياضي والمتابعين كافة، هو ماتعرض له الحكم تركي الخضير، ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا طيلة الساعات التي تلت مواجهة الاتفاق بالهلال، من أطراف استفادت من التحكيم في مرات سابقة، وأرادت الضغط على اللجنة باكراً من أجل تحقيق مكتسبات إضافية، فضلاً عن إيهام المتابعين بأن ثمة محاباة تحكيمية يستفيد منها الهلال، وصرف الأنظار عن أخطاء استفادت منها هذه الأطراف. ولعل ما يبرئ ساحة الحكم الخضير، هو ظهور أكثر من خبير تحكيمي والمصادقة على صحة أغلب قراراته، ولعل الأبرز هو ظهور الخبير التحكيمي محمد فودة وتأكيداته على صحة قرارات الحكم الصاعد الذي وإن احتسب هدفاً غير شرعي لمصلحة الهلال فهو أيضاً ألغى هدفاً شرعياً، والحديث هنا عن خطأين يتحملهما مساعده الأول، فيما كانت جميع قراراته الأخرى موفقة لدرجة كبيرة، وأبرزها احتساب ركلة الجزاء الهلالية التي أكد على صحتها الفودة، وهي الركلة التي أظهر فيها الحكم جرأة على اتخاذ القرار، فضلاً عن دقة الحالة وصعوبتها. كل ماحدث مساء الجمعة يبرهن على أن ثمة هجمات منظمة تشن على الحكام من أجل الضغط عليهم والحصول على مكتسبات غير مشروعة، وفي المقابل، فإن لجنة الحكام بقيادة عمر المهنا وإن كانت ارتكبت أخطاء عدة في مناسبات سابقة، فهي تعمل وتجتهد من أجل تحسين مستوى الحكام، لكنها في الوقت ذاته مطالبة بالوقوف في وجه مثل هذه الحملات بحزم، ولن يكون ذلك إلا من خلال تجاهلها وعزل الحكام عنها، فالضغوطات على اللجنة باتت واضحة، إن كانت من قبل بعض المتعصبين المحسوبين على الإعلام أو حتى بعض الحكام الذين شكلوا نقطة سوداء في تاريخ التحكيم السعودي والذين نجحت لجنة الحكام في إبعادهم وتحييدهم عن طريق تطوير التحكيم، وهو مايتطلع له المتابعون بمختلف ميوليهم. ربما أخطأ الخضير وسيخطئ هو وغيره من الحكام، لكن المهم أن لا تتكرر هذه الأخطاء وأن تعمل اللجنة على تطوير (قضاة الملاعب) من خلال الحرص على عدم ارتكاب الأخطاء المؤثرة وعدم تكرارها، فالموسم طويل وشاق ولا يحتمل ارتكاب أخطاء ربما تعصف بطموحات الفرق وتفسد المنافسة.